السجن أسبوعاً لمريم الصادق المهدي

مظاهرات حاشدة في أم درمان تدعو إلى تنحي البشير

مريم المهدي
مريم المهدي
TT

السجن أسبوعاً لمريم الصادق المهدي

مريم المهدي
مريم المهدي

قضت محكمة طوارئ سودانية بسجن مريم ابنة المعارض البارز الصادق المهدي لمدة أسبوع، وبتغريمها ألفي جنيه (40 دولاراً)، وفي حال عدم الدفع، توقيفها أسبوعين إضافيين، وذلك بعد احتجازها وعدد آخر من المتظاهرين في مدينة أم درمان، كانوا نظموا مظاهرة احتجاجية استجابة لدعوة تحالف «قوى الحرية والتغيير» المعارض.
وقال مسؤول في حزب «الأمة» المعارض لـ«الشرق الأوسط»، إن محكمة الطوارئ بأم درمان حكمت على مريم نائبة رئيس الحزب وابنة زعيمه بالسجن والغرامة. وأضاف أن القيادية المعارضة البارزة رفضت دفع الغرامة، وقررت البقاء في السجن 3 أسابيع. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي رسالة منسوبة للمهدي تقول فيها: «حكم عليّ بالسجن لأسبوع، والغرامة بألفي جنيه، وفي حالة عدم الدفع السجن أسبوعين إضافيين، وأنا قررت أني لن أدفع أي غرامة، وإذن نتلاقى في ساعة خير بعد 3 أسابيع».
كما قضت المحكمة ذاتها على ابنة المهدي الثانية رباح وعدد آخر من المتظاهرين، بتغريمهم 500 جنيه (12 دولاراً)، وبين هؤلاء 19 من أعضاء «حزب الأمة» في مدينة أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل، وحكم عليهم على خلفية مشاركتهم في مظاهرة تجمع المهنيين السودانيين، وحلفاءه «قوى الحرية والتغيير»، للاحتجاج على حالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ 22 فبراير (شباط) الماضي.
وجاء الحكم على مريم المهدي بعد يوم واحد من إصدار محكمة طوارئ بالخرطوم، أحكاماً بالجلد والسجن على 9 فتيات لمشاركتهن في موكب مظاهرات دعا إليه «تجمع المهنيين» الخميس الماضي، وقالت هيئة الدفاع إنها استأنفتها لدى محكمة استئناف الطوارئ.
وشهدت مناطق وسط أم درمان، وأحياء العباسية ود نوباوي وبيت المال وأبوروف والموردة، مظاهرات حاشدة، وذلك في إطار الانتفاضة السودانية المستمرة منذ 3 أشهر للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير وحكومته.
وهتف المتظاهرون: «سلمية سلمية» و«تسقط تسقط بس» و«حرية... سلام وعدالة» و«الثورة خيار الشعب»، قبل أن تفرقهم أجهزة الأمن مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات، وشهدت بعض مناطق أم درمان عمليات كر وفر بين المتظاهرين وأجهزة الأمن.
ورغم أن تجمع المهنيين كان قد حدد كالعادة مكان الاحتجاجات بأم درمان، فإن مواطني منطقة الصحافة جنوب الخرطوم، خرجوا في مظاهرة حاشدة، فرقتها أجهزة الأمن بالغاز المسيل للدموع، كما نظم طلاب في جامعات خاصة وقفات احتجاجية، طالبوا خلالها بتنحي البشير وتغيير النظام.
وفرض الرئيس عمر البشير في 22 فبراير الماضي حالة الطوارئ لمدة عام في السودان، وأصدر بموجبها أوامر طوارئ، قضت بتكوين محاكم طوارئ في أنحاء البلاد، ومنحها سلطة إصدار أحكام بالسجن تصل عقوبتها إلى السجن ما لا يزيد على 10 سنوات، إضافة إلى الغرامة.
وواجهت تلك المحاكم رفضاً شعبياً واسعاً، وصلت إلى حد الهتاف ضدها من داخل قاعات المحاكم وساحاتها، ومع ذلك قضت بأحكام بالسجن تراوحت بين السجن لمدة أسبوع و5 سنوات، لكن محاكم الاستئناف ألغت معظمها وأفرجت عن المدانين. وكان تحالف المحامين الديمقراطيين المعارض، قد أعلن الأسبوع الماضي، أن أكثر من 800 ألف شخص بينهم أعداد كبيرة من النساء والشباب، قد حوكموا أمام محاكم الطوارئ.
من جهة أخرى، يقرر «البرلمان السوداني» اليوم مصير حالة الطوارئ في البلاد، وذلك وفقاً للدستور الذي يعطيه سلطة نقض أو إقرار حالة الطوارئ في غضون شهر من إعلانها من قبل الرئيس.
وينتظر أن يبحث البرلمان اليوم تقرير لجنة خاصة كوّنها الأسبوع الماضي، لتقديم دراسة عن فرض حالة الطوارئ، وبناء عليه يصوت البرلمان على إبقائها أو إلغائها، لكن المراقبين يرجحون أن يقر البرلمان فرض حالة الطوارئ، استناداً إلى الأغلبية التي يملكها حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس البشير.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.