الميليشيات الانقلابية تنفذ حملة اعتقالات بحق المدنيين في مدينة زبيد الأثرية

اجتماع لقادة الجيش برئاسة وزير الدفاع محمد المقدشي في مأرب أمس (سبأ)
اجتماع لقادة الجيش برئاسة وزير الدفاع محمد المقدشي في مأرب أمس (سبأ)
TT

الميليشيات الانقلابية تنفذ حملة اعتقالات بحق المدنيين في مدينة زبيد الأثرية

اجتماع لقادة الجيش برئاسة وزير الدفاع محمد المقدشي في مأرب أمس (سبأ)
اجتماع لقادة الجيش برئاسة وزير الدفاع محمد المقدشي في مأرب أمس (سبأ)

تكبّدت الميليشيات الحوثية الانقلابية، خلال الساعات الماضية، خسائر كبيرة في المعارك التي تخوضها مع قوات الجيش الوطني، المسنودة من تحالف دعم الشرعية، في عدد من جبهات القتال، في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات تصعيدها في مدينة الحديدة غرب اليمن.
وقالت مصادر إن «قناصة الميليشيات أطلقت النار على مواطنين في مديرية حيس، جنوب الحديدة، وتسببت بإصابة مواطنة تدعى سعيدة سعيد جري في منطقة البرحة، ومواطن يدعى علي أحمد صلح، بجروح خطيرة، حيث تم نقلهما إلى مستشفى الخوخة لإسعافهما». وأكدت أن «الميليشيات شنت حملة اعتقالات طالت ناشطين حقوقيين ومدنيين في مدينة زبيد الأثرية، مساء السبت، بحجة تأييدهم للشرعية، إضافة إلى نصب نقاط تفتيش جديدة».
كذلك، سقط عدد من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح، مساء أول من أمس، في جبهة ناطع، شرق البيضاء الواقعة وسط اليمن، في عملية عسكرية خاطفة نفذتها وحدات من الجيش الوطني من خلال نصب كمين لعناصر من الانقلابيين، واستدراجهم إليها في شعب باحواص، قبل أن تفاجئهم بالهجوم المباغت وتقتل وتصيب عدداً منهم.
تزامن ذلك مع تكبد الانقلابيين خسائر في مديرية المتون غرب محافظة الجوف الواقعة شمال صنعاء. وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجبهة شهدت مواجهات عقب تصدي الجيش الوطني لهجوم حوثي في مركز مديرية المتون»، وإن «الجيش استهدف بمدفعيته تعزيزات وتجمعات الانقلابيين في منطقة المتون ما أدى إلى إعطاب طقم عسكري ومقتل من على متنه».
وكان نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر، اطلع، مساء السبت، على آخر المستجدات والانتصارات التي حققتها قوات الجيش الوطني بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع العميد محمد صالح الغنيمي، قائد لواء حرب واحد، حيث استمع الأحمر إلى «شرح تفصيلي عن سير العمليات القتالية، وما يسطره الجيش من ملاحم في سبيل دحر الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران»، طبقاً لما أوردته وكالة «سبأ» للأنباء.
بدوره، شدد وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، على رفع الجاهزية القتالية لجميع وحدات الجيش، استعداداً لمعركة الحسم، واستكمال تحرير باقي أراضي الوطن من ميليشيات الحوثي، جاء ذلك خلال اجتماع الفريق المقدشي، أمس، في محافظة مأرب، مع رؤساء الهيئات والدوائر وعدد من قيادات الجيش الوطني، حيث أكد أن «ميليشيات الحوثي ترفض السلام، وإن خيار الحسم هو الحل الوحيد مع هذه الميليشيات الانقلابية». ونقل الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر. نت» عن وزير الدفاع قوله «نحن في مرحلة صعبة توجب علينا التكاتف والاصطفاف لمواجهة عدونا الغاشم الذي قتل ودمر وأهلك الحرث والنسل (...)، جميعنا ملزمون بالترفع عن الخلافات والمصالح الضيقة، والعمل المشترك بروح وطنية مخلصة لدحر مشروع الانقلاب الحوثي الإيراني، وأريد من الجميع أن يتحلى بالمسؤولية اللازمة لإنجاز المهام الموكلة إليهم». وأضاف: «وصلنا إلى حلول لمعظم المشكلات التي كانت تواجه الجيش الوطني، وقريباً ستنتظم الرواتب شهرياً، وهناك حلول عاجلة لمسألة التغذية، وسنعمل معاً لتجاوز كل المعوقات واستكمال تحرير الوطن من ميليشيات الحوثي».
وخلال الاجتماع، أعرب محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة، عن ترحيبه بعودة وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي لقيادة معركة تحرير كل التراب الوطني من أيدي الميليشيات، وقال إن «الشعب اليمني شعب مسالم، ورغم ما ترتكبه الميليشيات الحوثية من انتهاكات وجرائم بحق الإنسانية، إلا أن قيادتنا السياسية والعسكرية تؤكد في كل وقت على رغبة الشعب اليمني بالسلام العادل، وفقاً للمرجعيات الثلاثة، وهو ما ترفضه ميليشيات الحوثي الانقلابية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.