هبوط في شعبية غانتس لفشله في طرح نفسه بديلاً لنتنياهو

TT

هبوط في شعبية غانتس لفشله في طرح نفسه بديلاً لنتنياهو

قال استطلاع إسرائيلي، أمس، إن 43 في المائة من الناخبين الإسرائيليين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون، وإنه في حين يبلغ الواثقون بأنهم سيصوتون لليكود 69 في المائة، فإن نسبة الواثقين بأنهم سيصوتون لغانتس لا تزيد على 38 في المائة. وبذلك تتجه شعبية غانتس إلى الهبوط لأن الجمهور لا يرى أنه مثابر في طرح نفسه بديلاً لنتنياهو.
في الوقت الذي تتصاعد فيه الانتقادات لأجواء المعركة الانتخابية الإسرائيلية، التي تتجاهل قضية أساسية مثل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وتجعل مسألة الفساد قضية أساسية أمام الجمهور الذي يمقت الشرطة صاحبة هذه الملفات، أشارت استطلاعات الرأي التي نشرت، أمس الأحد، إلى تراجع في قوة حزب الجنرالات بقيادة بيني غانتس وتقلص الهوة بينه وبين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، 3 - 5 مقاعد، من 36: 29 إلى 31:30.
وقال الرئيس الأسبق لـ«الشاباك (جهاز المخابرات الإسرائيلي)» وقائد سلاح البحرية، عامي أيلون، أمس، إن «من يراقب المعركة الانتخابية من بعيد يحسب أن إسرائيل تعيش في إقليم لا يوجد فيه فلسطينيون ولا يوجد فيه صراع قومي». وأضاف: «لم نتعلم من أخطاء الماضي. مرشحا الرئاسة المتنافسان بشكل حاد وفظ، متفقان في الواقع على أن يخفيا الموضوع الفلسطيني. وهما لا يدركان ما تعلمناه من تجارب الماضي، وهو أن تجاهل الصراع لن يطول. فبعد الانتخابات سينفجر في وجوهنا جميعاً. وعندها تبدأ مرحلة استعراض العضلات والتقتيل المتبادل، ولا يسأل أحد ماذا حدث حتى تدهورنا إلى هنا. لا يسأل أحد عن الفرصة التي أضعناها مرة أخرى لإقامة سلام مع الفلسطينيين يفضي إلى سلام كامل وشامل مع الدول العربية بأسرها».
وقال أيلون إن الطريقة التي تدار بها المعركة الانتخابية منذ عقدين تتخذ منحى خطيراً يجعل إسرائيل دولة عالم ثالث، بعيدة عن الديمقراطية وعن الليبرالية وعن احترام حقوق الأقلية وحقوق الإنسان بشكل عام. وتوجه أيلون بالنصح إلى غانتس قائلاً: «لم يفتْ الوقت بعد. اطرح بديلاً سلمياً أمام الطرح الأهوج الذي يقدمه اليمين برئاسة نتنياهو. اطرح مشروعاً سلمياً يكون مقبولاً على الفلسطينيين وفيه شروط أمنية تحفظ لإسرائيل الأمن، فالجمهور يريد قائداً يأتيه بالأمل».
وكانت صحيفة «هآرتس» قد نشرت، أمس، آخر استطلاع أجرته شركة الأخبار الإسرائيلية «ديالوغ»، الذي منح غانتس 31 مقعداً، بينما حصل الأسبوع الماضي على 36 مقعداً، وحافظ الليكود على شعبيته وعادت كتلة اليمين إلى الصدارة. وجاءت نتائج الاستطلاع على النحو التالي: حزب الجنرالات «الأزرق والأبيض» 31 مقعداً، و«الليكود» 28 مقعداً، وحزب العمل 10 مقاعد، وتحالف الجبهة والعربية للتغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي وكذلك اليمين الجديد برئاسة نفتالي بنيت وحزب اليهود الغربيين المتدينين (يهدوت هتوراه)، لكل منها 7 مقاعد، والاتحاد اليميني 8 مقاعد، وحزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس» 5 مقاعد، و«كلنا» 4 مقاعد، والعربية الموحدة والتجمع بقيادة منصور عباس ومطانس شحادة وكذلك «ميرتس» و«الهوية فيغلين»، 4 مقاعد لكل منها.
ويرى معدو الاستطلاع أن تأثير لائحة الاتهام الشديدة بممارسات الفساد الخطير، ضد نتنياهو، تلاشى كأنه لم يكن، كما تلاشت أصداء التحالف في الوسط - اليسار، وكانت النتيجة هي أن قائمة بيني غانتس ويائير لبيد «أزرق - أبيض»، فقدت زخمها، كما فقدت مقاعد عدة، بينما واصل الليكود الحفاظ على قوته. وبذلك بات واضحاً أن معسكر اليمين المؤلف من الأحزاب الحالية في الائتلاف الحكومي وغيرها من أحزاب اليمين عادت لتتفوق على معسكر الوسط واليسار والعرب: 62 مقابل 58 مقعداً.
ويتضح من الاستطلاع المذكور أن 43 في المائة من الناخبين الإسرائيليين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون، وأنه في حين يبلغ الواثقون بأنهم سيصوتون لليكود 69 في المائة، فإن نسبة الواثقين بأنهم سيصوتون لغانتس لا تزيد على 38 في المائة، مما يعني أنهم يمكن أن ينتقلوا إلى حزب آخر لاحقاً.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».