اكتشاف جزيء يسهم في القضاء على كل أنواع الإنفلونزا

أعلن باحثون من هولندا والولايات المتحدة الأميركية وبلجيكا في العدد الأخير من مجلة العلوم في 8 مارس (آذار) الجاري، عن عثورهم على جزيء صغير يحاكي سلوك الأجسام المضادة المحايدة بشكل واسع، بما يسمح عند استخدامه بتوجيه طلقة موحدة تقضي على كل فيروسات الإنفلونزا، دون تمييز بين أنواعها المختلفة.
وتعمل لقاحات الإنفلونزا في الوقت الراهن عن طريق تحريض الجهاز المناعي، لتنبيهه إلى الحاجة إلى إنتاج أجسام مضادة في وقت أسرع، وهذا ما يسمح للجسم بالبدء في مكافحة العدوى فوراً، ولكن اللقاحات مصممة للتعامل مع أنواع معينة من أنواع فيروسات الإنفلونزا القاتلة، مما يعني أن أولئك الذين يحصلون على اللقاحات لا يزالون معرضين للخطر.
وأظهرت أبحاث سابقة أن النوع العام من الأجسام المضادة التي تصنع منها اللقاحات الحالية، هي فقط قادرة على استهداف متغير واحد فقط، لكن الأبحاث الحديثة أظهرت أن هناك أجساماً مضادة أخرى قادرة على استهداف أكثر من متغير واحد، يطلق عليها اسم الأجسام المضادة المحايدة.
ويقول إيان ويلسون، من معهد سكريبس للأبحاث بكاليفورنيا، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره موقع المعهد بالتزامن مع نشر الدراسة: «إذا كانت الجهود الرامية إلى إنتاج لقاح يحرض على مثل هذه الأجسام المضادة واسعة التأثير لم يأت حتى الآن بالكثير من النجاح، إلا أن تلك الجهود قادت إلى اكتشاف بروتينات ترتبط بفيروس الإنفلونزا بطرق مشابهة للأجسام المضادة، ووجدنا في هذا البحث جزيئا صغيرا يحاكي سلوك هذه البروتينات، ويتميز بأن لديه القدرة على البقاء على قيد الحياة لفترة كافية في الجسم للعثور على الفيروس وإيقافه».
وللعثور على الجزيء، أجرى الباحثون تجاربهم على بروتين يدعى (HB80.4)، حيث أظهروا أنه قادر على الارتباط بفيروس الإنفلونزا، وكشفت الدراسة بدقة كيف يرتبط بالفيروس، ثم استخدم الباحثون تلك المعلومات لفحص أكثر من نصف مليون جزيئة صغيرة توجد بالبروتين للبحث عن واحدة، يمكن أن تكون قادرة على الارتباط بالفيروس بنفس الطريقة، وفي نهاية المطاف عثروا على جزيء أسموه (JNJ4796)».
ويوضح ويلسون أن «هذا الجزيء تم اختباره عن طريق وضعه في شكل حبوب وإعطاؤه للفئران المصابة بجرعة كبيرة من الإنفلونزا، وأفاد الباحثون أن أياً من فئران التجارب لم يمت، مقارنة بنصف المجموعة التي لم تتلق العلاج، كما أن الجزيء أظهر أنه يقوم بتحييد الفيروس في خلايا الشعب الهوائية».