كتبت وكالة الصحافة الفرنسية تحقيقاً أمس أشارت فيه إلى ازدهار تجارة بيع الأعلام الجزائرية على هامش المظاهرات التي تشهدها البلاد ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
فقد غمرت السعادة فؤاد، الأربعيني الذي باع 300 من الأعلام الجزائرية لمتظاهرين في العاصمة، محققاً خلال يوم واحد مبيعات أكبر من تلك التي يجنيها طوال شهر أمام ملاعب كرة القدم.
ففي أيام الأسبوع، يبيع فؤاد الفواكه والخضر في الشارع حيث غالباً ما كان يبعده عناصر الشرطة. وأثناء عطلة نهاية الأسبوع، يزيد مدخوله من بيع الأعلام والأوشحة للمشجعين.
ووصف فؤاد المظاهرات الضخمة في العاصمة بأنها «نعمة من السماء»، بحسب ما قال للوكالة الفرنسية قبل أن يضيف: «ما دامت مستمرة».
وفضلاً عن الأعلام، يبيع فؤاد الأوشحة والقبعات والشعارات والأساور الإسفنجية بالعشرات، وكلها بألوان العلم الجزائري، أخضر وأبيض مع هلال تتوسطه نجمة حمراء.
وتطلب فتاة في العاشرة من العمر من والدها «شراء علم» رغم أنها تضع وشاحاً بالألوان ذاتها، فينصاع الأب لذلك. ويقول الأب الخمسيني لوكالة الصحافة الفرنسية رافضاً ذكر اسمه: «اليوم عطلة (...) يوم من أجل الحرية، أريد أن تتذكر ابنتي ذلك لاحقاً».
ويبلغ ثمن العلم 500 دينار (نحو 3.7 يورو)، والأوشحة والشعارات 200 دينار و150 ديناراً للسوار.
وفي الجزائر حيث يعاني ثلث من هم دون الثلاثين من البطالة، تحول الكثير من الشباب منذ بداية المظاهرات في 22 فبراير (شباط) إلى باعة عندما ينزل المتظاهرون إلى الشوارع. ويربح العاطلان عن العمل عصام ومحمد (22 عاماً لكليهما) بعد تحولهما إلى بائعين جوالين 50 ديناراً مقابل كل علم يبيعانه. وقد تمكنا من بيع كل البضاعة التي اشترياها من تاجر جملة في القصبة، إحدى مناطق العاصمة. وأكدا لوكالة الصحافة الفرنسية: «بعنا 150 علماً في ساعة واحدة». وحققا أرباحا قيمتها نحو 55 يورو في بلد يبلغ فيه الحد الأدنى للأجور نحو 130 يورو ومتوسط الراتب الشهري نحو 600 يورو.
ازدهار تجارة بيع الأعلام الجزائرية
ازدهار تجارة بيع الأعلام الجزائرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة