تركيا تحذّر أوروبا من تعرض قواتها لـ«هجمات كردية» في «المنطقة الأمنية»

TT

تركيا تحذّر أوروبا من تعرض قواتها لـ«هجمات كردية» في «المنطقة الأمنية»

جددت تركيا تمسكها بالإشراف على المنطقة الأمنية المزمع إقامتها في شمال شرقي سوريا، مؤكدة أنها تمتلك القدرة والإمكانيات اللازمة للإشراف عليها. وحذرت في الوقت نفسه من احتمالات تعرض القوات الأميركية والأوروبية حال نشرها في هذه المنطقة لهجمات غير تقليدية من وحدات حماية الشعب التركية الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وأكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية والحليفة لواشنطن في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن تركيا ترى أنه من الضروري إنشاء منطقة أمنية في شمال سوريا، عمقها من 30 إلى 40 كيلومتراً بمحاذاة الشريط الحدودي الذي يبلغ 440 كيلومتراً من شرق الفرات حتى الحدود العراقية.
وأوضح أن ذلك يعني إقامة منطقة آمنة بمساحة نحو 13 ألف كيلومتر مربع، وهي منطقة لا يمكن تأمينها ببضع مئات من الجنود، محذراً الولايات المتحدة وأوروبا من إمكانية تعرض قواتهما لهجمات حال نشرها هناك.
وأضاف أكار، في تصريحات نشرتها وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية، أنه في حال جاءت قوات أميركية وأوروبية للإشراف على المنطقة، هناك إمكانية لتعرض هؤلاء العسكريين لهجمات غير تقليدية من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية التي ستنتهج موقفاً عدائياً تجاه هذه القوات بسبب إخراجها من المنطقة.
وتسعى الولايات المتحدة إلى إقامة المنطقة الأمنية اعتماداً على قوات من دول التحالف الدولي للحرب على «داعش» مع استثناء تركيا والوحدات الكردية من الوجود فيها، لكنّ تركيا تتمسك بالإشراف على هذه المنطقة والسيطرة عليها على أساس أنها تقع بالقرب من حدودها، كما تتخذ موقفاً متشدداً من الوحدات الكردية التي تعدها تنظيماً إرهابياً، وتلوّح بين وقت وآخر باستهدافها بعمل عسكري في منبج وشرق الفرات، بينما تصر واشنطن على ضمان حماية الوحدات الكردية التي كان لها الدور الأكبر في الحملة على تنظيم «داعش» الإرهابي في شمال سوريا، وترفض اعتبارها تنظيماً إرهابياً. وقال أكار: «قواتنا قادرة على تولي الأمن بمفردها في المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا وستوجد هناك حتماً».
واتهم أكار مسلحي الوحدات الكردية باستخدام طائرات مسيّرة محمّلة بمتفجرات، في الآونة الأخيرة، لاستهداف المواقع العسكرية والمدنية داخل تركيا، انطلاقاً من الشريط الحدودي مع سوريا، معتبراً أن هذا الوضع يُظهر أحقية تركيا في المطالبة بمنطقة أمنية لإبعاد المسلحين الأكراد الذين وصفهم بـ«الإرهابيين» عن حدودها.
وقال أكار: «سنبذل ما بوسعنا للحفاظ على أمن دولتنا بأنفسنا لأن حفظ الأمن لا يمكن أن يقوم به وكلاء... فالقوات المسلحة التركية ستقوم باللازم من أجل أمن شعبها ووطنها في المكان والزمان المناسبين».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أعلن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سحب القوات الأميركية من سوريا واقترح إقامة منطقة آمنة شمال شرقي البلاد تتمسك تركيا بأن تكون المسؤولة عنها، وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأسبوع الماضي، إن الرئيس الأميركي أظهر موقفاً حازماً خلال هذه المرحلة بخصوص المنطقة الآمنة في سوريا.
وشدد إردوغان، في الوقت ذاته على أن «تركيا لا توافق على منح السيطرة على المنطقة الأمنية لأي جهة غيرها، لأنه يمكن في أي لحظة مهاجمتنا انطلاقاً منها».
ولوّحت أنقرة، مراراً، بشن عملية عسكرية في منبج وشرق الفرات لإنهاء وجود الوحدات الكردية قرب الحدود التركية لكنها علّقت العملية بعدما قرار ترمب سحب القوات وإقامة المنطقة الآمنة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.