{معجزة} يونايتد تلقي الضوء على الجوانب السلبية لـ«حكم الفيديو المساعد»

التقنية التي ستطبق في الدوري الإنجليزي الموسم المقبل قد تسبب مزيداً من القلق وليس الاستقرار

هل تعمد مدافع سان جيرمان بريسنيل كيمبيمبي التصدي للكرة بذراعه؟
هل تعمد مدافع سان جيرمان بريسنيل كيمبيمبي التصدي للكرة بذراعه؟
TT

{معجزة} يونايتد تلقي الضوء على الجوانب السلبية لـ«حكم الفيديو المساعد»

هل تعمد مدافع سان جيرمان بريسنيل كيمبيمبي التصدي للكرة بذراعه؟
هل تعمد مدافع سان جيرمان بريسنيل كيمبيمبي التصدي للكرة بذراعه؟

اتخذ حكم مباراة مانشستر يونايتد أمام باريس سان جيرمان في دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا قراراً مثيراً للجدل، بمساعدة تقنية حكم الفيديو المساعد، باحتساب ركلة جزاء للنادي الإنجليزي في الوقت القاتل من عمر المباراة. وفي الحقيقة، كان هذا القرار خير مثال على أن هذه التقنية، التي ستطبق في الدوري الإنجليزي الممتاز بداية من الموسم المقبل، ستتسبب في مزيد من القلق والتوتر، وليس الاستقرار وحل المشكلات.
ورغم أن رد الفعل العنيف من جانب النجم البرازيلي نيمار يعكس حالة الإحباط التي يشعر بها نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بسبب خروجه من دوري أبطال أوروبا بسبب ركلة جزاء تحتسب بهذه الطريقة في الوقت القاتل من عمر المباراة، فإن نيمار ربما يكون محقاً تماماً عندما قال بأنه من الظلم أن تحدد نتائج المباريات بناءً على قرارات من حكام لا يوجدون داخل الملعب. ويجب الإشارة في البداية، إلى أن لاعب باريس سان جيرمان بريسنيل كيمبيمبي لم يرتكب أي خطأ، لأنه لم يتعمد أن يلمس الكرة بيديه بعد تسديدها من قبل لاعب مانشستر يونايتد دييغو دالوت.
وقد بدأ الأمر عندما طالب دالوت بالحصول على ركلة جزاء. وفي الحقيقة، من الطبيعي أنه عندما يكون فريق ما متأخراً بهدف في مباراة هامة تحدد مصيره وما إذا كان سيتأهل للدور التالي أم لا أن يطالب بالحصول على أي شيء، بغض النظر عن صحة أو مشروعية ما يطالب به.
ولم يكن حكم اللقاء، دامير سكومينا، محاطاً بلاعبي مانشستر يونايتد للمطالبة بركلة جزاء، لأنه عند رؤية اللعبة من معظم مناطق الملعب لم يكن واضحاً من الأساس ما إذا كان كيمبيمبي موجوداً داخل منطقة الجزاء أم لا، ناهيك عما إذا كانت الكرة قد اصطدمت بيده أم لا. لكن ربما يكون الاعتراض الوحيد من جانب دالوت هو ما نبه حكام تقنية حكام الفيديو المساعد، الذين همسوا على ما يبدو في أذن حكم المباراة وقالوا له إن الأمر ربما يستحق إعادة مشاهدة اللعبة لرؤية ما إذا كانت تستحق احتساب ركلة جزاء أم لا.
وبعبارة أخرى، لم يكن ما حدث يتعلق بقرار خاطئ لم يحتسبه الحكم، لكن ما حدث في حقيقة الأمر هو أن هذه المباراة قد تم التحكم في نتيجتها عن بُعد. وكان من الواضح أن حكم اللقاء، سكومينا، قد فشل في اتخاذ قرار من تلقاء نفسه لتحديد ما إذا كانت اللعبة تستحق احتساب ركلة جزاء أم لا، وبالتالي فقد تم إقناعه من قبل حكام تقنية حكم الفيديو المساعد بأنه يتعين عليه أن يعيد النظر في اللعبة مرة أخرى.
لكن هل استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد بهذا الشكل يعد تقدماً وتطوراً في لعبة كرة القدم أم لا؟ في الحقيقة، تعتمد الإجابة على هذا السؤال على وجهة نظرك الشخصية، رغم أنه من الواضح أن استخدام هذه التقنية بهذا الشخص يؤدي إلى غضب الجمهور الذي يدفع الأموال لمشاهدة مباراة من داخل الملعب ليفاجأ بأن هناك أشخاصاً آخرين يتحكمون في المباراة من خلف الشاشات!
وبعيداً عن هذا الجدل، كان الشيء الأبرز في مباراة مانشستر يونايتد أمام باريس سان جيرمان هو تقنية حكم الفيديو المساعد والشكل المثير للجدل الذي استخدمت به. وقد تم إعادة اللقطة الواحدة مرات لا حصر لها للتأكد من أن الكرة قد اصطدمت بيد مدافع النادي الفرنسي - وهي بالفعل قد اصطدمت في يده - لكن المشكلة كانت تكمن فيما ما إذا كان اللاعب قد تعمد لمس الكرة أم لا، وما إذا كان الأمر يستحق بالتالي احتساب ركلة جزاء أم لا. من المؤكد أنه يحق للمشاهد أن يرى الأمر كما يحلو له وما إذا كان اللاعب تعمد لمس الكرة أم لا، لكن تقنية حكم الفيديو المساعد نفسها لم تثبت أي شيء في هذا الأمر.
وقد تعقد الأمر بصورة أكبر بالنسبة لنادي باريس سان جيرمان بسبب التعليمات الأخيرة من جانب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للحكام بأن يحتسبوا ركلة جزاء في حال اصطدام الكرة بيد اللاعب إذا كانت في وضع مرتفع أو غير طبيعي. وفي حين أن القواعد الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم لا تزال تشير إلى مخالفة لمس الكرة على أنها «تعمد قطع الكرة باليد أو الذراع»، يتم الآن تشجيع حكام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على تنحية فكرة «التعمد» من المعادلة تماماً. وقد يحاول أحد المدافعين إبعاد ذراعيه من طريق الكرة، كما فعل مدافع مانشستر سيتي نيكولاس أوتاميندي أمام شالكة قبل أسبوعين، لكن نظراً لأن اللاعب لم يتمكن من وضع يده خلف ظهره بالسرعة الكافية، اصطدمت الكرة بذراعه ورأى الحكم أن ذراع اللاعب لم يكن في وضع طبيعي، وبالتالي احتسب ركلة جزاء.
وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هو الوضع الطبيعي لذراع اللاعب؟ في الحقيقة، لا يمكن لأي لاعب أن يشارك في المباراة وهو يطوي ذراعيه على صدره أو يضعهما خلف ظهره. وهل كانت ذراع كيمبيمبي في وضع طبيعي أم لا؟ لقد قفز اللاعب في الهواء بينما كان يدير ظهره للكرة. وكان يحاول أن يسد الطريق أمام الكرة ونجح في القيام بذلك. ورغم أنه لا يمكن لأي شخص أن يجزم بما إذا كان اللاعب قد تعمد لمس الكرة أم لا، فربما يستنتج المرء بأن اللاعب لم يكن مبالياً بالشكل الكافي من احتمال تعرضه للعقوبة.
ورغم أن ما حدث يعد بمثابة إنجاز كبير لنادي مانشستر يونايتد ومديره الفني النرويغي أولي غونار سولسكاير، فإنه في الوقت نفسه يؤكد على أن هناك العديد من الجوانب التي يتعين إعادة النظر فيها فيما يتعلق بتقنية حكم الفيديو المساعد قبل استخدامها في كل مباراة من مباريات الموسم المقبل. ورغم أن الكثيرين يشعرون بالسعادة بسبب منح حكم اللقاء فرصة ثانية لرؤية أي لعبة صعبة، فإن الأمر لا يزال يسبب مشكلات كبيرة بسبب عدم وضوح الكثير من القوانين في هذا الإطار.
وقد فتح استخدام تقنية الفيديو بهذه الطريقة الباب أمام طرح الكثير من الأسئلة الغريبة: فهل حقاً كان «الإصبع الأكبر» لمهاجم الفريق في موقف تسلل عند بناء الهجمة؟ وهل يستحق الأمر إيقاف المباراة لمدة خمس دقائق أو أكثر من أجل التحقق من هذا الأمر؟ وبالمثل، ما لم يستخدم اللاعب يده أو ذراعه بالفعل لإيقاف الكرة، ألا يمكننا ببساطة أن ننسى الهراء المتعلق بالوضع الطبيعي ليد أو ذراع اللاعب، وأن ننظر إلى الأمر من مبدأ تعمد اللاعب للمس الكرة أم لا؟
وفي الحقيقة، هناك مجال كبير للمناقشة والجدل بشأن ما إذا كانت قواعد ولوائح كرة القدم في الوقت الحالي قد أصبحت غير واضحة وملتبسة، بالشكل الذي يجعل من الصعب على الحكام النظر إلى كل حالة من خلال تقنية حكم الفيديو المساعد.
وحتى لو اتفقنا على أن هذه التقنية لا يوجد بها شيء خاطئ، فإنه يتعين علينا أن نعيد النظر في الأشياء والأمور التي نريد أن نطورها ونحسنها عن طريق استخدام هذه التقنية.
وهل يجب احتساب ركلة جزاء في كل لمسة للكرة باليد؟ في الحقيقة، لا يمكن لتقنية حكم الفيديو المساعد أن تجيب على هذا السؤال، لكن ما يمكنها القيام به هو لفت انتباه حكم المباراة إلى المخالفة المزعومة. ورغم أن تقنية حكم الفيديو المساعد قد تكون أداة فعالة ومثيرة للإعجاب في بعض الحالات، فإنها في الوقت الحالي تسلط الضوء فقط على التناقضات والاختلافات في قواعد كرة القدم. ولكي يعمل أي نظام للمراجعة بشكل صحيح، فإن الطريقة التي يعتمد عليها يجب أن تكون واضحة تماماً ولا يوجد بها أي لبس أو غموض.
أما فيما يتعلق بالتسلل ولمسات اليد على وجه الخصوص، فإن كرة القدم ستكون بحاجة إلى إيجاد طريق للعودة إلى الأيام التي كان يفهم فيها كل شخص في الملعب القرار الذي كان من المفترض أن يتخذه حكم اللقاء.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.