المفوض السامي لشؤون اللاجئين أكد العمل مع دمشق وموسكو لمعالجة العقبات أمام عودة النازحين السوريين

التقى المسؤولين اللبنانيين وشدد على استمرار التعاون

الوزير صالح الغريب يرحب بالمفوض السامي لشؤون اللاجئين في بيروت (إ.ب.أ)
الوزير صالح الغريب يرحب بالمفوض السامي لشؤون اللاجئين في بيروت (إ.ب.أ)
TT

المفوض السامي لشؤون اللاجئين أكد العمل مع دمشق وموسكو لمعالجة العقبات أمام عودة النازحين السوريين

الوزير صالح الغريب يرحب بالمفوض السامي لشؤون اللاجئين في بيروت (إ.ب.أ)
الوزير صالح الغريب يرحب بالمفوض السامي لشؤون اللاجئين في بيروت (إ.ب.أ)

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: «إننا سنواصل العمل لإزالة العقبات التي تحول دون عودة اللاجئين»، مؤكداً: «إننا نعزز وجودنا في سوريا، والصبر هو المطلوب، لأن هذا المسار سيكون تدريجياً، ولأننا سنعالج مخاوف اللاجئين الموجودين خارج سوريا بشكل جدي».
وجال غراندي، أمس، على عدد من المسؤولين اللبنانيين بعد عودته من سوريا، واستهل لقاءاته بلقاء الرئيس اللبناني ميشال عون الذي دعا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى مواكبة لبنان في عملية تسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وتسريعها، مشدداً على استمرار التعاون مع المنظمة، والتنسيق مع الإدارات اللبنانية المعنية بملف العودة، لافتاً إلى أهمية تقديم المساعدات للنازحين السوريين بعد عودتهم إلى أرضهم. وشدد عون على تعاون السلطات السورية المختصة مع الجهات اللبنانية المعنية بتنظيم العودة، ولا سيما منها الأمن العام اللبناني.
كان غراندي قد وضع عون في صورة الزيارة الميدانية التي قام بها إلى عدد من المناطق السورية، حيث اطلع على أوضاع النازحين العائدين إليها، واصفاً إياها بأنها مطمئنة، كما وضعه في أجواء المفاوضات التي يجريها مع المسؤولين السوريين للتعاون في معالجة قضية النازحين. ونوه غراندي بالدعم الذي تلقاه المفوضية من المسؤولين اللبنانيين لتمكينها من القيام بالدور الإنساني الموكل إليها.
وفي وزارة الخارجية، أعرب غراندي، خلال لقائه الوزير جبران باسيل، عن سروره بالعودة إلى لبنان، كما التقى وزير الدولة لشؤون النازحين، صالح الغريب. وقال غراندي: «هذه هي المرة الخامسة التي أزور فيها لبنان كمفوض سام، فقد زرته منذ 6 أشهر، مما يدل على أنه يمثل أولوية بالنسبة لنا، لا سيما في ظل الوجود الكثيف للاجئين السوريين»، وأضاف: «التقيت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والوزير باسيل، وجددت امتناننا لاستضافة لبنان هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين، وأثمن ذلك عالياً. فبعد مرور 8 سنوات على اندلاع الأزمة السورية، نجد أن العبء ثقيل جداً، ويجب التوصل إلى حلول، وقد عدت ليلاً من سوريا، حيث مكثت 3 أيام، وعاينت العودة المطردة للنازحين في الداخل السوري إلى منازلهم، كذلك سجلت عودة متزايدة في صفوف اللاجئين السوريين في لبنان ودول الجوار. وبحسب السلطات اللبنانية، قدر عدد العائدين من لبنان بنحو 165 ألفاً، لكن هناك كثيراً ممن يتريثون في اتخاذ القرار بالعودة».
وقال غراندي: «رغم أن معظم اللاجئين يرغبون بالعودة، فإن ثمة مخاوف لديهم. ونحن نعمل مع الحكومة السورية، بدعم من روسيا ودول أخرى، لمعالجة بعض العقبات أمام هذه العودة، لا سيما في الإطار القانوني، وتأمين المسكن والمسائل المتعلقة بالأملاك، وتوفير الخدمات، مما يمثل تحدياً كبيراً لنا».
ولفت غراندي إلى «أننا سنواصل العمل لإزالة هذه العقبات، ونحن نعزز وجودنا في سوريا، والصبر هو المطلوب، لأن هذا المسار سيكون تدريجياً، ولأننا سنعالج مخاوف اللاجئين الموجودين خارج سوريا بشكل جدي»، وأضاف: «أطلقت نداءً صارخاً في دمشق للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والمنظمات الأخرى، كي تكون في أماكن العودة، مما يمنح جواً من الثقة، وهو ما نحتاج إليه في ظل عودة طوعية كريمة آمنة، وهذا ما نصبو إليه جميعاً».
وزار غراندي المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وبحث معه أوضاع النازحين السوريين في لبنان، والإجراءات المتبعة لتسهيل العودة الطوعية للراغبين منهم إلى وطنهم.
وفي سياق منفصل، ترأس الوزير باسيل اجتماعاً ضمه إلى المنسق الخاص المقيم للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، إلى جانب ممثلي وكالات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، في حضور مديرة المنظمات الدولية في الوزارة السفيرة كارولين زيادة.
وأعلن لازاريني، بعد اللقاء، أن الاجتماع «كان ممتازاً، وجرى خلاله التأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم لبنان، لجهة تنفيذ أجندة العام 2030»، وقال: «في هذا الاجتماع الودي، تم التطرق إلى برنامج الحكومة الجديدة في لبنان، وأبلغنا الوزير باسيل أن الأمم المتحدة ستلتزم بالتنسيق لتلائم كل النشاطات الخاصة بمنظماتها العاملة هنا مع أولويات الحكومة لضمان النمو المستدام في سياق تنفيذ الأجندة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.