قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: «إننا سنواصل العمل لإزالة العقبات التي تحول دون عودة اللاجئين»، مؤكداً: «إننا نعزز وجودنا في سوريا، والصبر هو المطلوب، لأن هذا المسار سيكون تدريجياً، ولأننا سنعالج مخاوف اللاجئين الموجودين خارج سوريا بشكل جدي».
وجال غراندي، أمس، على عدد من المسؤولين اللبنانيين بعد عودته من سوريا، واستهل لقاءاته بلقاء الرئيس اللبناني ميشال عون الذي دعا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى مواكبة لبنان في عملية تسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وتسريعها، مشدداً على استمرار التعاون مع المنظمة، والتنسيق مع الإدارات اللبنانية المعنية بملف العودة، لافتاً إلى أهمية تقديم المساعدات للنازحين السوريين بعد عودتهم إلى أرضهم. وشدد عون على تعاون السلطات السورية المختصة مع الجهات اللبنانية المعنية بتنظيم العودة، ولا سيما منها الأمن العام اللبناني.
كان غراندي قد وضع عون في صورة الزيارة الميدانية التي قام بها إلى عدد من المناطق السورية، حيث اطلع على أوضاع النازحين العائدين إليها، واصفاً إياها بأنها مطمئنة، كما وضعه في أجواء المفاوضات التي يجريها مع المسؤولين السوريين للتعاون في معالجة قضية النازحين. ونوه غراندي بالدعم الذي تلقاه المفوضية من المسؤولين اللبنانيين لتمكينها من القيام بالدور الإنساني الموكل إليها.
وفي وزارة الخارجية، أعرب غراندي، خلال لقائه الوزير جبران باسيل، عن سروره بالعودة إلى لبنان، كما التقى وزير الدولة لشؤون النازحين، صالح الغريب. وقال غراندي: «هذه هي المرة الخامسة التي أزور فيها لبنان كمفوض سام، فقد زرته منذ 6 أشهر، مما يدل على أنه يمثل أولوية بالنسبة لنا، لا سيما في ظل الوجود الكثيف للاجئين السوريين»، وأضاف: «التقيت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والوزير باسيل، وجددت امتناننا لاستضافة لبنان هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين، وأثمن ذلك عالياً. فبعد مرور 8 سنوات على اندلاع الأزمة السورية، نجد أن العبء ثقيل جداً، ويجب التوصل إلى حلول، وقد عدت ليلاً من سوريا، حيث مكثت 3 أيام، وعاينت العودة المطردة للنازحين في الداخل السوري إلى منازلهم، كذلك سجلت عودة متزايدة في صفوف اللاجئين السوريين في لبنان ودول الجوار. وبحسب السلطات اللبنانية، قدر عدد العائدين من لبنان بنحو 165 ألفاً، لكن هناك كثيراً ممن يتريثون في اتخاذ القرار بالعودة».
وقال غراندي: «رغم أن معظم اللاجئين يرغبون بالعودة، فإن ثمة مخاوف لديهم. ونحن نعمل مع الحكومة السورية، بدعم من روسيا ودول أخرى، لمعالجة بعض العقبات أمام هذه العودة، لا سيما في الإطار القانوني، وتأمين المسكن والمسائل المتعلقة بالأملاك، وتوفير الخدمات، مما يمثل تحدياً كبيراً لنا».
ولفت غراندي إلى «أننا سنواصل العمل لإزالة هذه العقبات، ونحن نعزز وجودنا في سوريا، والصبر هو المطلوب، لأن هذا المسار سيكون تدريجياً، ولأننا سنعالج مخاوف اللاجئين الموجودين خارج سوريا بشكل جدي»، وأضاف: «أطلقت نداءً صارخاً في دمشق للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والمنظمات الأخرى، كي تكون في أماكن العودة، مما يمنح جواً من الثقة، وهو ما نحتاج إليه في ظل عودة طوعية كريمة آمنة، وهذا ما نصبو إليه جميعاً».
وزار غراندي المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وبحث معه أوضاع النازحين السوريين في لبنان، والإجراءات المتبعة لتسهيل العودة الطوعية للراغبين منهم إلى وطنهم.
وفي سياق منفصل، ترأس الوزير باسيل اجتماعاً ضمه إلى المنسق الخاص المقيم للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، إلى جانب ممثلي وكالات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، في حضور مديرة المنظمات الدولية في الوزارة السفيرة كارولين زيادة.
وأعلن لازاريني، بعد اللقاء، أن الاجتماع «كان ممتازاً، وجرى خلاله التأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم لبنان، لجهة تنفيذ أجندة العام 2030»، وقال: «في هذا الاجتماع الودي، تم التطرق إلى برنامج الحكومة الجديدة في لبنان، وأبلغنا الوزير باسيل أن الأمم المتحدة ستلتزم بالتنسيق لتلائم كل النشاطات الخاصة بمنظماتها العاملة هنا مع أولويات الحكومة لضمان النمو المستدام في سياق تنفيذ الأجندة».
المفوض السامي لشؤون اللاجئين أكد العمل مع دمشق وموسكو لمعالجة العقبات أمام عودة النازحين السوريين
التقى المسؤولين اللبنانيين وشدد على استمرار التعاون
المفوض السامي لشؤون اللاجئين أكد العمل مع دمشق وموسكو لمعالجة العقبات أمام عودة النازحين السوريين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة