قالت بكين إنها ستتخذ «كل الخطوات اللازمة» للدفاع عن شركة «هواوي تكنولوجيز» للاتصالات الصينية العملاقة ضد ما وصفته بأنه «قمع سياسي متعمد» من جانب الولايات المتحدة. وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي الجمعة، خلال مؤتمر صحافي: «تقع على عاتق الحكومة الصينية أن تضطلع بهذه المسؤولية»، مضيفاً أن الشركة تتعرض «لقمع سياسي متعمد» من جانب الولايات المتحدة. وأضاف: «يكفي أن يكون لدينا موقف موضوعي ومحايد، لكي نرى أن الإجراءات الأخيرة ضد شركة وأفراد صينيين معينين ليست مجرد مسألة قضائية، بل هي قمع سياسي متعمد». وتابع وانغ يي على هامش الدورة السنوية للبرلمان: «نحن ندعم الشركات والأشخاص المَعنيّين في استخدام الوسائل القانونية من أجل حماية حقوقهم ومصالحهم، حتى لا يكونوا حمْلاناً صامتة». ورفعت «هواوي» دعوى على الولايات المتحدة لمنعها من شراء منتجات وخدمات مجموعة الاتصالات، في هجوم مضاد على الأميركيين الذين يتهمونها بالتجسس. وبذلك تكون المجموعة الصينية لإنتاج الهواتف الذكية قد نقلت المعركة إلى قاعات المحاكم، فيما كانت قد أطلقت أصلاً حملة إعلامية لدحض اتهامات واشنطن ضدّها. وتقول واشنطن إن معدات «هواوي» المخصصة للجيل الخامس من الشبكات «5 - جي» قابلة للاختراق من قبل بكين. والدعوى رفعت في بلانو في ولاية تكساس الواقعة في جنوب الولايات المتحدة، قائلة إن قانوناً يحد من نشاطها في الولايات المتحدة غير دستوري، مصعدة بذلك معركتها ضد الحكومة العازمة على إبعادها عن الأسواق العالمية.
وتمثل الدعوى القضائية أحدث مواجهة بين الصين والولايات المتحدة اللتين تبادلتا في معظم فترات 2018 فرض رسوم جمركية بمليارات الدولارات على سلع كل منهما. وانتهى العام بالقبض على المسؤولة المالية في «هواوي» بكندا بناء على طلب أميركي، ما أثار غضب الصين.
وحتى قبل أن يبدأ ترمب الحرب التجارية بفترة طويلة، كانت أنشطة «هواوي» موضع تدقيق من قبل السلطات الأميركية، وذلك وفقاً لمقابلات مع 10 أفراد مطلعين على التحقيقات بشأن «هواوي»، ووثائق مرتبطة بالتحقيقات اطلعت عليها «رويترز». وقال جيو بينغ الذي يترأس شركة «هواوي» حالياً وفقاً لنظام التناوب في بيان: «إن الكونغرس الأميركي فشل مراراً في تقديم أي دليل يدعم قيوده على منتجات هواوي. اضطررنا إلى اتخاذ هذا الإجراء القضائي باعتباره ملائماً وملاذاً أخيراً». وأضاف: «هذا الحظر ليس فقط غير قانوني، بل يمنع هواوي أيضاً من الانخراط في منافسة عادلة، وهو ما يضر بالمستهلكين الأميركيين في نهاية المطاف. نحن نتطلع إلى حكم المحكمة».
وأحجمت وزارة الخارجية الأميركية الخميس عن التعليق على الدعوى القضائية، قائلة إن واشنطن تؤيد وجود شبكات آمنة خالية من التأثير غير الملائم من قبل حكومات أجنبية.
وقال روبرت بالادينو المتحدث باسم الخارجية الأميركية في إفادة صحافية: «فيما يخص الدعوى القضائية، ليس لدي أي تعليق عليها»، مشيراً إلى أنها منظورة أمام القضاء. وأضاف: «بوجه عام تؤيد الولايات المتحدة (وجود) شبكات اتصالات وخطوط إمداد آمنة تكون خالية من موردين معرضين لتأثير حكومي أجنبي أو نفوذ غير ملائم يشكل مخاطر دخول (أطراف) غير مصرح لها أو حدوث نشاط إلكتروني خبيث».
الصين ستتخذ «الخطوات اللازمة» للدفاع عن «هواوي»
الصين ستتخذ «الخطوات اللازمة» للدفاع عن «هواوي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة