تعاون مصري - ألماني لتصنيع قاطرات السكك الحديدية

تدريب العاملين في الهيئة عقب حادث «جرار القطار»

TT

تعاون مصري - ألماني لتصنيع قاطرات السكك الحديدية

أعلنت مصر أمس عن تعاون مع ألمانيا لتصنيع قاطرات السكك الحديدية، في حين تعهدت الحكومة بتدريب العاملين في هيئة السكك الحديدية، عقب حادث جرار «محطة مصر» الأخير. واستقبل الدكتور محمد سعيد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، توماس سليبرهورن، وكيل وزارة الدفاع الألمانية للشؤون البرلمانية، والوفد المرافق له من أعضاء بالبرلمان ووزارة الدفاع الألمانيين، أمس، لبحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين.
وتضمن اللقاء استعراض الإمكانات التصنيعية والفنية والتكنولوجية المتوفرة بالشركات والوحدات التابعة لوزارة الإنتاج الحربي، وأهم المشروعات القومية ومشروعات التنمية التي تسهم الوزارة في تنفيذها بمصر... كما تم مناقشة مجالات التعاون الحالية بين شركات الإنتاج الحربي والشركات الألمانية، ومنها عقد الشراكة مع شركة بومبارديه الألمانية لتصنيع قاطرات السكك الحديدية، والتعاون مع شركة KSB في مجال تشغيل آبار المياه بالطاقة الشمسية.
وكذا تم الإشارة إلى زيارة وزير الدولة للإنتاج الحربي لعدد من الشركات الألمانية بمدينة ميونيخ بألمانيا في يوليو (تموز) الماضي، التي تفقد خلالها خطوط الإنتاج بهذه الشركات للتعرف على أحدث التكنولوجيات المستخدمة في التصنيع على أرض الواقع، وكذا زيارته لألمانيا في يناير (كانون الثاني) الماضي ضمن وفد وزاري للقاء المسؤولين والشركات الألمانية العاملة في مجال إدارة المخلفات، بهدف الاستفادة من التجربة الألمانية في تطوير منظومة إدارة المخلفات ونقلها إلى مصر.
وقالت مصادر إنه «تم التأكيد خلال اللقاء على أن وزارة الإنتاج الحربي تتبنى سياسة الانفتاح على التعاون مع مختلف الشركات العالمية، لنقل أحدث التكنولوجيات في المجالات المختلفة إلى شركاتها والمساهمة في تنفيذ المشروعات القومية بالتعاون مع الجهات المختلفة بالدولة والقطاع الخاص والشركات الأجنبية، وذلك في إطار خطة التنمية المستدامة لمصر 2030».
من جانبه، أشاد سليبرهورن بما اطلع عليه من إمكانات تكنولوجية وفنية وتدريبية وبشرية بالشركات التابعة للإنتاج الحربي، مؤكداً أن هناك تعاوناً وثيقاً بين البلدين في كثير من المجالات، وأنه يسعى من خلال هذه الزيارة إلى زيادة أوجه التعاون مع شركات الإنتاج الحربي المصرية لما تشهده هذه الشركات من تقدم ملحوظ يتضح من خلال تعاونها مع كثير من الدول الصناعية الكبرى إلى جانب إسهاماتها في تنفيذ كثير من المشروعات القومية. يأتي هذا اللقاء تعزيزاً للعلاقات المصرية الألمانية المتميزة التي شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الأربع الماضية.
في غضون ذلك، جدد المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري، حرص الحكومة على إعادة تدريب وتأهل جميع العاملين بالجهاز الإداري للدولة. وقال سعد في مداخلة هاتفية، بأحد البرامج التلفزيونية الليلة قبل الماضية، إن «وزارة التخطيط تعمل خلال الفترة الحالية على رفع كفاءة جميع الموظفين (الرسميين) بالجهاز الإداري في مصر».
وسقط عشرات القتلى والجرحى بمصر في نهاية فبراير (شباط) الماضي، إثر حريق نتج عن ارتطام جرار قطار بحاجز بمحطة القطارات الرئيسية في العاصمة القاهرة. وقدم وزير النقل هشام عرفات حينها استقالته. وذكرت هيئة السكة الحديد أن «الحادث نجم عن انحدار جرار واصطدامه بالمصدات الخرسانية بنهاية الرصيف رقم 6 بمحطة مصر (بميدان رمسيس وسط القاهرة)»، وأن «الاصطدام أدى لاندلاع حريق»، نتيجة انفجار خزان وقود الجرار الذي يعمل بالديزل (زيت الوقود). وأضاف سعد أن «قطاع السكك الحديدية شهد خلال السنوات الماضية تطوراً كبيراً، وتم شراء أجهزة حديثة بمبالغ طائلة»، مضيفا: «هذه الأجهزة لن يكون لها قيمة ولن نستطيع الاستفادة منها من دون تدريب العاملين على استخدامها». وأكدت المصادر المطلعة أن «الحكومة المصرية تسعى لرفع معدلات الأمان في منظومة السكك الحديدية، وبدأت قبل أسبوع، التشغيل التجريبي لنظم كهربة إشارات برج كفر الزيات، ضمن مشروع تحديث نظم الإشارات على خط القاهرة - الإسكندرية».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».