«معجزة ليستر سيتي» ستظل دائماً تطارد رانييري

بعد تولي المدرب المخضرم تدريب فريق روما مجددا

يبدو أن الحظ لم يعد يقف بجانب رانييري
يبدو أن الحظ لم يعد يقف بجانب رانييري
TT

«معجزة ليستر سيتي» ستظل دائماً تطارد رانييري

يبدو أن الحظ لم يعد يقف بجانب رانييري
يبدو أن الحظ لم يعد يقف بجانب رانييري

تعاقد روما مع المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري امس بعد أسبوع على انفصاله عن فولهام المهدد بالهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وسيخلف رانييري المدرب السابق أوسيبيو دي فرانشيسكو الذي استغنى روما عن خدماته الخميس عقب الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام بورتو البرتغالي في الليلة السابقة.
وقال رانييري في بيان «أنا سعيد بالعودة للتدريب في بلادي».
وتابع «عندما يستدعيك روما يستحيل أن تقول لا». ولد رانييري (67 عاما) في روما وسيعود إلى النادي الذي بدأ معه مسيرته كلاعب في 1973 وكاد أن يقوده للقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي في فترة سابقة كمدرب بين 2009 و2011. وكان روما يتصدر الدوري الايطالي في موسم 2009-2010 قبل أربع مباريات على النهاية قبل أن يتفوق عليه انتر ميلان.
وسيظل المدير الفني الإيطالي رانييري خالداً في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه عام 2016 بقيادة نادي ليستر سيتي للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، في مفاجأة هي الأكبر والأغرب في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. لكن المدير الفني الذي تولى 18 مهمة تدريبية في 5 بلدان مختلفة يعرف جيداً أن القصص الخيالية لا تحدث إلا مرة واحدة فقط في العمر.
لكن الأمر يختلف تماماً في تجربة رانييري مع نادي فولهام، الذي يقبع في منطقة الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز. ولم ينجح المدير الفني الإيطالي في تكرار تجربته الناجحة مع ليستر، حيث قاد فولهام في 17 مباراة في جميع المسابقات، لكنه لم يحقق الفوز سوى في 3 مباريات فقط، وهو ما يعني أن تجربته مع فولهام لم تكن ناجحة على الإطلاق. ورغم ذلك، يبقى رانييري رجلاً ساحراً ومديراً فنياً ذكياً، لكن يبدو أن الحظ لم يعد يقف بجانبه.
واستمرت العيوب والمشكلات، التي كلفت سلافيسا يوكانوفيتش منصبه، والتي كان معظمها دفاعية، كما هي تحت قيادة رانييري. وفشل المدير الفني الإيطالي في أن يجد في فولهام لاعبين من نوعية جيمي فاردي أو رياض محرز لمساعدة الفريق في الناحية الهجومية وخلخلة دفاعات الفرق المنافسة. وبالتالي، يمكن القول إن تجربة ليستر كانت فريدة من نوعها، ومن الصعب أن تتكرر مرة أخرى. وكما كان متوقعاً، لم يكن رانييري يحمل معه «العصا السحرية» التي تمكنه من تكرار «الموسم الإعجازي» الذي حققه مع ليستر سيتي، والدليل على ذلك أنه لم يتمكن من تكرار هذا الموسم حتى مع ليستر سيتي نفسه، وبالمجموعة نفسها من اللاعبين. وكان رئيس نادي فولهام، شاهد خان، قد وصف التعاقد مع رانييري بأنه «خال من المخاطر»، ربما لأنه كان يعتقد أن المدير الفني الإيطالي سيتمكن من تكرار تجربته الناجحة مع ليستر سيتي، لكن الحقيقة على أرض الواقع لم تكن كذلك تماماً، إلا إذا كان خان يقصد أن فولهام كان في وضع سيئ بالفعل، ولم يكن لديه شيء يخسره من الأساس!
وربما كان يتعين على خان أن يدرك منذ البداية أن رانييري ليس خبيراً في إدارة الأندية التي تصارع من أجل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن نقطة القوة الأساسية للمدير الفني الإيطالي تتمثل في العمل مع أندية في منتصف جدول الترتيب، حيث يمكنه العمل بسلاسة وهدوء بعيداً عن الضغوط الكبيرة، حيث لا يكون مطالباً بتحقيق النجاح بشكل فوري وسريع.
وبعد مسيرة طويلة في عالم التدريب، كان الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي هو أول بطولة يحصل عليها رانييري، رغم حقيقة أن النادي كان يعاني في الموسم السابق من أجل الهروب من شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى. وقبل تولي رانييري مهمة تدريب الفريق خلفاً لنايغل بيرسون، كان الفريق قد استفاد بشكل ملحوظ من القدرات الرائعة لستيف وولش في اكتشاف اللاعبين، الذي كان قد تعاقد بالفعل مع كل من نغولو كانتي وجيمي فاردي ورياض محرز، كما استفاد النادي كثيراً من الروح العالية والإيجابية التي كان يتحلى بها لاعبو الفريق بعد الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن رانييري لم يجد أي شيء مشابه لذلك في فولهام، حيث كانت الروح المعنوية للفريق متدنية للغاية عند توليه المسؤولية، وظلت كذلك بعد قيادته للفريق أيضاً. وعلاوة على ذلك، فإن الأموال التي أنفقها فولهام على تدعيم صفوف الفريق لم تنجح في أن تترك الأثر المطلوب. وعندما لعب فولهام أمام مانشستر يونايتد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وجد الفريق نفسه متأخراً بثلاثة أهداف بين شوطي المباراة. ورغم أن الفريق تماسك بعض الشيء في الشوط الثاني، فقد حذر رانييري آنذاك من أنه إذا استمر الوضع كذلك، فإن الفريق لن تكون لديه أي فرصة في البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ربما لم يتوقع أحد أن يحقق فولهام نتائج إيجابية أمام أي من الأندية الستة الكبرى في المسابقة بعد إقالة المدير الفني بعد ثلاثة أشهر من بداية أول موسم للفريق بعد عودته للدوري الإنجليزي الممتاز، لكن خلال الأشهر القليلة الماضية خسر فولهام أمام كل من بيرنلي وكريستال بالاس ووستهام يونايتد وساوثهامبتون، كما خرج الفريق من كأس الاتحاد الإنجليزي بعد الخسارة على ملعبه أمام أولدهام.
وظهر رانييري بشخصية مختلفة تماماً عن تلك التي كان يتحلى بها خلال قيادته لليستر سيتي، وبدأ جمهور النادي يشعر بالقلق الشديد بعد الخسارة أمام ساوثهامبتون. ويبدو من الواضع أن فولهام يسير بخطى ثابتة نحو العودة إلى دوري الدرجة الأولى، حيث يتجه الفريق لمؤخرة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ويبدو في طريقه للمركز الأخير بدلاً من هيدرسفيلد تاون.
ويعني كل ذلك أن رانييري لم يكن أفضل من يوكانوفيتش على الإطلاق. وفي ظل تبقي 9 مباريات فقط على نهاية الموسم الحالي، لن يتمكن أي مدير فني جديد من إعادة الأمور إلى نصابها، والقيام بمعجزة جديدة لمساعدة الفريق على البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. أما رانييري فسيتقبل الإقالة بكل بساطة، وبابتسامة ساخرة، كما يفعل دائماً. ونظراً لأن رانييري قد وصل الآن إلى السابعة والستين من عمره، فربما يتعين عليه أن يفكر طويلاً في تجربته المقبلة. لقد جرب المدير الفني الإيطالي «شبه التقاعد» من العمل مع المنتخبات، لكنه ربما يقرر العودة للعمل في هذا المجال، بعدما أصبح من الصعب للغاية عودته للعمل في الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى. وعلى الرغم من أن فولهام لم يرق إلى مستوى السيرة الذاتية لرانييري، فإن المدير الفني الإيطالي قد عانى من خيبة الأمل والفشل من قبل. لكن الشيء الأكيد هو أن «المعجزة» التي حققها مع ليستر سيتي ستظل تطارده في كل مهمة يتولاها.


مقالات ذات صلة

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية لاعبو راسينغ كلوب خلال التتويج باللقب (أ.ف.ب)

راسينغ الأرجنتيني بطلاً لأميركا الجنوبية للمرة الأولى في تاريخه

توج فريق راسينغ كلوب الأرجنتيني بلقب كوبا سود أمريكانا لأول مرة في تاريخه بعد الفوز على كروزيرو البرازيلي بنتيجة 3 / 1 في المباراة النهائية مساء السبت.

«الشرق الأوسط» (أسينسيون )
رياضة عالمية منتخب النجوم السوداء قدم مستويات سيئة للغاية في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)

المشاكل الإدارية تعصف بجيل رائع من المواهب الغانية

لم تحقق غانا الفوز الذي كانت تحتاج إليه أمام أنغولا، يوم الجمعة قبل الماضية، وبالتالي لن يشارك محمد قدوس وتوماس بارتي وأنطوان سيمينيو في كأس الأمم الأفريقية

جوناثان ويلسون (لندن)
رياضة عالمية لاعبو فالنسيا يحتفلون بأحد الأهداف الأربعة في مرمى بيتيس (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

كلّل فريق فالنسيا عودته إلى المنافسة عقب الفيضانات المدمرة في شرق البلاد، بفوز كبير على ضيفه ريال بيتيس 4-2.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية ليفركوزن اكتسح ضيفه هايدنهايم بخماسية (أ.ف.ب)

«البوندسليغا»: ليفركوزن ودورتموند يستعيدان ذاكرة الانتصارات

استعاد فريقا باير ليفركوزن، حامل اللقب، وبوروسيا دورتموند نغمة الانتصارات في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (البوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.