فنزويلا تغرق في الظلام... ومادورو يلوم واشنطن

انقطاع التيار الكهربائي أثّر على أجزاء واسعة من فنزويلا (أ.ف.ب)
انقطاع التيار الكهربائي أثّر على أجزاء واسعة من فنزويلا (أ.ف.ب)
TT

فنزويلا تغرق في الظلام... ومادورو يلوم واشنطن

انقطاع التيار الكهربائي أثّر على أجزاء واسعة من فنزويلا (أ.ف.ب)
انقطاع التيار الكهربائي أثّر على أجزاء واسعة من فنزويلا (أ.ف.ب)

غرقت فنزويلا في الظلام، أمس (الخميس)، إثر انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، أثّر على أجزاء واسعة من البلاد، وهو الأمر الذي ألقى رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو باللوم فيه على واشنطن.
وقال رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان)، زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي كان أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، إن التيار الكهربائي أثّر على 23 ولاية من الولايات الـ24 في فنزويلا، مضيفاً أن العاصمة كراكاس سجلت انقطاع الكهرباء «لفترة قياسية» وصلت إلى 6 ساعات.
وغرد غوايدو، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «انقطاع التيار دليل على انعدام كفاءة مادورو».
أما وزير الاتصالات والإعلام في فنزويلا خورخي رودريغيز، فقد صرح لمحطة إذاعة «تليسور» الحكومية أن 10 ولايات فقط تأثرت بانقطاع التيار الكهربي، الذي وصفه بأنه «تخريب كهربائي غاشم».
ومن جهته، ألقى مادورو باللوم على «الإمبريالية الأميركية» في الانقطاع الكهربائي.
وغرد مادورو، على حسابه على «تويتر» قائلاً، إن انقطاع التيار هو نتيجة «للحرب الكهربائية التي أعلنتها، وتديرها الإمبريالية الأميركية ضد شعبنا».
وردّ وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً حيث كتب إن «انقطاع التيار الكهربائي والدمار الذي يؤذي الشخص العادي في فنزويلا ليس بسبب الولايات المتحدة».
وأضاف بومبيو: «إن انقطاع الكهرباء والجوع هما نتيجة انعدام الكفاءة لدى نظام مادورو».
ويتكرر انقطاع الكهرباء في فنزويلا حيث يتداعى الاقتصاد تحت وطأة التضخم، إلى جانب النقص الحاد في الغذاء والدواء وهجرة جماعية لأكثر من 3 ملايين مواطن.
ويقول المنتقدون إن الفساد وتراجع الاستثمار أسهما في عدم قدرة شبكة الطاقة الكهربائية بالبلاد على العمل، في حين يقول مادورو إن الخصوم السياسيين يخلقون تلك المشكلات عن عمد.
وفي سياق متصل، صادقت حكومة مادورو، أمس، على أمر طرد السفير الألماني في كراكاس، رافضة بذلك طلب الاتحاد الأوروبي «إعادة النظر» في قرارها.
وكتب وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا، في تغريدة على «تويتر»، أن الدبلوماسي الألماني دانيال كرينر اعتُبر «شخصاً غير مرغوب فيه بموجب معاهدة فيينا حول العلاقات الدبلوماسية».
وأضاف أن كل شيء يدل على أن مكتبه للاستشارات القانونية يحتاج إلى بعض التصحيحات.
وكانت السلطات الفنزويلية اتهمت السفير الألماني «بالتدخل في الشؤون الداخلية» للبلاد، وأعلنته شخصاً غير مرغوب فيه، وقد طُلب منه مغادرة البلاد «في غضون 48 ساعة»، وذلك بعدما توجه السفير إلى مطار كراكاس الدولي لاستقبال غوايدو لدى عودته إلى فنزويلا من جولة في أميركا اللاتينية.
وأدانت برلين طرد سفيرها، معتبرة أنه إجراء «غير مفهوم»، وأنه «يزيد من تعقيد الوضع، ولا يساهم في إيجاد حلول».
من جهته، عبّر الاتحاد الأوروبي عن أمله في أن تعيد كراكاس النظر في قرارها طرد السفير الألماني. وقال الناطق باسم فيديركا موغيريني وزيرة خارجية الاتحاد: «نأسف لهذا القرار»، في الوقت الذي كان فيه التكتل «حريصاً على إبقاء خطوط الاتصال مع كل الأطراف القائمة، بما في ذلك حكومة مادورو».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».