تكهنات عن سعي أميركي لإدخال لبنان في تحالف استراتيجي إقليمي

خلال زيارة بومبيو لبيروت الأسبوع المقبل

TT

تكهنات عن سعي أميركي لإدخال لبنان في تحالف استراتيجي إقليمي

لم يشكّل إعلان وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو عن زيارته لبيروت الأسبوع المقبل، مفاجأة للمسؤولين وذلك بعدما سبق له أن أعرب عن رغبته هذه في ختام زيارة سابقة له للرياض قبل نحو شهرين.
وربط مصدر دبلوماسي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» زيارة بومبيو لبيروت وتوقيتها، مع تنامي النفوذ ليس فقط الإيراني بل أيضا الروسي وذلك عبر استثمارات موسكو في لبنان في مجال الطاقة منها توقيع الشركة الروسية روسنفت، مع وزارة الطاقة، عقداً يمتد 20 عاما لتطوير منشآت تخزين نفط في ميناء طرابلس وتأمين مدخول إضافي لها وأن التنفيذ سيتم على مراحل.
ولم يستبعد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أن يحاول بومبيو إقناع لبنان بالانضمام إلى «التحالف الاستراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة»، رغم علمه أن لبنان ليس بوسعه الانخراط في مثل هذا التحالف لأن فئة كبيرة من القوى السياسية لا تقبل بذلك وتعارض كل ما هو أميركي، إضافة إلى أن لبنان يعتبر أن سياسة النأي بالنفس هي الصيغة التي تضمن استقراره وسيادته وأمنه الداخلي. يأتي هذا في وقت لم تتضح حتى الآن أبرز الملفات والقضايا التي ستدرج على جدول أعمال المسؤول الأميركي، وفق ما يؤكد معدّو ملف الزيارة الذين توقع أحدهم أن «تكون المحادثات معه صعبة».
وتذكّر المصادر ببعض المواقف اللبنانية مع المطالب الأميركية، مشيرة إلى أن «لبنان لا يتجاوب مع ما تطلبه منه واشنطن والأمثلة على ذلك كثيرة منها أن الوزير باسيل تغّيب عن مؤتمر وارسو في 14 فبراير (شباط) الماضي، الذي كانت أميركا نظمّته بالتعاون مع بولونيا»، وذلك بعدما كان السفير ديفيد هايل قد أتى إلى بيروت موفدا من بومبيو، متمنيا على باسيل ترؤس وفد لبنان للمشاركة في مؤتمر وارسو، وهو ما لم يلق تجاوبا. والأمر نفسه ينسحب على مطالبة أميركا الدائمة بوضع حد للنفوذ الإيراني وكذلك لقوة «حزب الله» وانتشار سلاحه على الحدود والمرتبط بالحل الإقليمي.
وبينما يجزم المصدر بعدم وجود أي مشكلة بين لبنان وأميركا حول تسليح الجيش وتدريب عناصره، يلفت إلى التنسيق الجيد بين الطرفين في مكافحة الإرهاب مثنيا على ما تقوم به الأجهزة المختصة في هذا المجال، إضافة إلى تنسيق المصرف المركزي مع واشنطن في مكافحة تبييض الأموال لاستعمالها في العمليات الإرهابية وقد أعطت حتى الآن ثمارها الإيجابية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.