أعربت الخارجية الروسية عن أمل في أن تسفر المحادثات المكثفة الجارية بين وزارتي الدفاع في روسيا وتركيا عن «تحول جذري» في منطقة إدلب. وشددت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا على أن «الوضع في هذه المنطقة ما زال خطيرا جدا».
وقالت زاخاروفا أمس، خلال إيجاز صحافي أسبوعي، إن موسكو «تتطلع إلى إحداث انعطاف جذري في وضع منطقة إدلب نتيجة مشاورات العسكريين الروس والأتراك». وزادت أن المشاورات المكثفة على المستوى العسكري تركز على إيجاد حلول مشتركة للوضع الناشئ في المدينة. مذكرة بأن «الهدف المشترك هو الوصول إلى آلية عملية لتنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة في سوتشي في سبتمبر (أيلول) الماضي»، في إشارة إلى الاتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محيط إدلب، وخروج المسلحين من المنطقة وسحب الآليات الثقيلة والأسلحة منها.
وكانت موسكو انتقدت أكثر من مرة في الفترة الأخيرة ما وصفته بأنه فشل من جانب تركيا في تنفيذ التزاماتها بموجب تلك المذكرة التي القت على أنقرة مسؤولية الفصل بين المعارضة المعتدلة والمتشددين وتنفيذ البنود المتعلقة بإخلاء المنطقة العازلة. وبرغم ذلك أكدت موسكو أنها تواصل العمل مع الجانب التركي لوضع آليات لتنفيذ الاتفاق.
وقالت زاخاروفا إن «الوضع الحالي في سوريا، بشكل عام، يمكن تقييمه بأنه مستقر. وتبقى بؤر التوتر الرئيسية قائمة في محافظة إدلب، وفي شمال شرقي سوريا وجنوبها والوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب يمكن وصفه بأنه خطير للغاية». وأضافت قائلة: «في ظل هذه الظروف، نواصل العمل مع تركيا للتوافق على مجموعة من التدابير من أجل التنفيذ الفعال والكامل لمذكرة سوتشي». وأكدت زاخاروفا أن روسيا تتطلع إلى أن يؤدي تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين العسكريين، إلى انعطاف واستقرار الوضع في إدلب وحولها، وكذلك إلى تحييد التهديد الإرهابي المتصاعد في إدلب.
على صعيد آخر، نقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر في واشنطن، أن الاستخبارات الأميركية أرسلت سرا إلى سوريا بضع طائرات مسيرة (درونات) من طرازات عدة. وأفادت بأن تلك الدرونات تعمل في الشرق الوسط وبصورة خاصة في سوريا تحت غطاء إحدى الوكالات الحكومية الأميركية. وأضافت أن طائرات «الشبح» من دون طيار يمكن أن تنفذ مهام الاستطلاع والضرب في مناطق تحميها وسائل الدفاع الجوي السورية والروسية.
ووفقا للمصادر تبلغ سرعة هذه الطرازات من الدرونات الأميركية 640 كيلومترا في الساعة، وتحلق على ارتفاع 18 كيلومترا، وتستطيع البقاء في الجو لمدة 18 ساعة.
كما أنها تحمل حاويات متنوعة الأغراض، يمكن أن تتضمن بصورة خاصة كاميرات وأجهزة رادار، كما يمكن أن تحتوي تلك الحاويات على قنابل موجهة بالليزر.
إلى ذلك، نقلت وكالة «نوفوستي» الحكومية عن مصادر سورية، أن 37 شاحنة، محملة بمجموعة من الاحتياجات الإنسانية وصلت إلى مدينة منبج شمالي سوريا. وأفادت بأن القافلة التي تم تسييرها لتلبية احتياجات نحو 50.000 شخص، سلكت طريقها باتجاه منطقة منبج في ريف حلب الشرقي، ودخلت المدينة، مساء الأربعاء.
وبينت المصادر أن القافلة المشتركة بين الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة، تنقل 10 آلاف سلة غذائية ومثلها من أكياس الطحين، إضافة إلى سلال معلبات وبطانيات وفرشات وملابس شتوية وشوادر وحقائب مدرسية وقرطاسية وسلال نظافة شخصية، والمواد الصحية والحقائب الترفيهية والموسيقية ومواد تغذية والأدوية وغيرها من المواد الإغاثية الضرورية. وأوضحت أن الشحنة الإنسانية تشارك في تقديمها مجموعة من المنظمات الأممية كبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة (اليونيسيف) وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
يذكر أن الشرطة العسكرية الروسية بدأت مطلع العام بتسيير دوريات في المدينة قبل أن توسع مناطق وجودها وتسيير دورياتها في المدينة قبل شهرين. وأعلنت الشرطة العسكرية الروسية أنها تعمل على ضمان الأمن في منطقة منبج، والسيطرة على الوضع، ورصد تحركات التنظيمات المسلحة شمالا، إلى جانب تقديم المساعدة للسكان في تفكيك العبوات الناسفة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية التي يوزعها المركز الروسي للمصالحة في سوريا.
موسكو تتطلع إلى «تحول جذري» في إدلب
وسائل إعلام روسية تتحدث عن {درون} أميركية أرسلت سراً إلى سوريا
موسكو تتطلع إلى «تحول جذري» في إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة