وزيرا الدفاع المصري واليوناني يبحثان تعزيز العلاقات العسكرية

TT

وزيرا الدفاع المصري واليوناني يبحثان تعزيز العلاقات العسكرية

انطلقت بمصر لأول مرة، أمس، فعاليات التدريب المصري - البريطاني المشترك «أحمس–1» بمشاركة عناصر من القوات البرية المصرية والبريطانية، بقاعدة محمد نجيب العسكرية. بينما بحث الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوت المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أول بحري إيفانجلوس إبوستولاكس، وزير الدفاع اليوناني، أوجه التعاون في المجالات العسكرية والتدريبات المشتركة بين مصر واليونان، وتبادل الخبرات بين الجانبين في مختلف المجالات. وتناول اللقاء تطورات الأوضاع بالمنطقة، والمتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاسها على الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، وسبل تعزيز التعاون والعلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين.
وأشاد الفريق أول زكي بمستوى التنسيق والتشاور بين البلدين في المجالات العسكرية والأمنية، معرباً عن تطلعه إلى أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التعاون والتكامل المشترك بين القوات المسلحة لكلا البلدين. بينما أكد وزير الدفاع اليوناني توافق الرؤى تجاه التعامل مع كثير من الملفات والموضوعات التي تمثل تحدياً أمام جهود الأمن والسلم الدوليين، مشيراً إلى حرص بلاده على زيادة التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات الدفاعية المختلفة.
حضر اللقاء الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من قادة القوات المسلحة، والسفير اليوناني بالقاهرة.
وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية أمس، إن «عناصر ومعدات القوات البريطانية المشاركة في تدريب (أحمس – 1) وصلت إلى القواعد الجوية والمنافذ البحرية المصرية خلال الأيام الماضية. ويشمل التدريب كثيراً من الأنشطة والفعاليات والتدريب على تنفيذ الرمايات المختلفة، ومكافحة الإرهاب، والقتال في المدن».
وأضاف المتحدث العسكري في بيان له على صفحته بـ«فيسبوك» أن التدريب يهدف تنمية وتعزيز العلاقات العسكرية، وتبادل الخبرات، وتنمية مهارات القوات المشاركة في أعمال مكافحة الإرهاب، والتوصل لأنسب أساليب مواجهة العناصر الإرهابية، والارتقاء بالمستوى التدريبي لعناصر العمل التخصصي، والتدريب على مكافحة العبوات الناسفة، باتباع أحدث التقنيات الفنية والتكنولوجية.
من جانبه، أكد قائد التدريب من الجانب البريطاني، أن التدريب يؤكد عمق الروابط بين القوات المسلحة المصرية والبريطانية، ويهدف إلى توحيد العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
في غضون ذلك، اختتمت أمس فعاليات التدريب البحري العابر المصري – الفرنسي، الذي استمر لعدة أيام بنطاق الأسطولين الشمالي والجنوبي بالبحرين الأحمر والمتوسط، بمشاركة حاملتي المروحيات «أنور السادات» و«جمال عبد الناصر»، وعدد من الفرقاطات، ولنشات الصواريخ، وحاملة المروحيات الفرنسية «تونير»، وبمشاركة القوات الخاصة البحرية لمصر وفرنسا، وعناصر «المشاة الميكانيكي» التابعة للمنطقة الجنوبية العسكرية، وعدد من طلبة الكلية البحرية المصرية.
وأكد المتحدث العسكري أمس، أن التدريب اشتمل على حماية خطوط المواصلات البحرية، وإدارة أعمال قتال هجومية ودفاعية، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، وتخطيط وتنفيذ عملية إبرار بحري على إحدى الجزر بغرض استعادتها.
بالإضافة إلى فرض سيناريوهات لتدريب أطقم الوحدات البحرية المشاركة على مواجهة التهديدات البحرية النمطية وغير النمطية، والتدريب على تأمين الأهداف الحيوية ومنصات الغاز في المياه العميقة، مع اشتراك مروحيات الهليكوبتر المحمولة في أعمال القتال ليلاً ونهاراً.
حضر المرحلة الرئيسية الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، وقائد القوات الفرنسية في المحيط الهندي والبحر الأحمر، الذي أشاد بالمهارات الميدانية والقتالية للعناصر المشاركة في التدريب، وبالجهد المبذول والمستوى المتميز للقوات المنفذة، وقدرتها على تنفيذ مختلف المهام.
وأكد الفريق خالد على عمق العلاقات التي تربط بين القوات المسلحة المصرية والفرنسية، مشيراً إلى أهمية التدريب في نقل وتبادل الخبرات، والتعرف على كل ما هو جديد في أساليب القتال البحري للعناصر المشاركة، معرباً عن تطلعه إلى أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التدريبات المشتركة بين البحريتين المصرية والفرنسية.
يأتي التدريب في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الصديقة، لتوحيد المفاهيم والتعرف على العقائد القتالية المختلفة، وصقل مهارات العناصر المشاركة، وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي العالي.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.