الأزهر يدعم التحركات المصرية تجاه القارة السمراء

قوافل إغاثية وتدريب الأئمة الأفارقة لتصحيح المفاهيم

TT

الأزهر يدعم التحركات المصرية تجاه القارة السمراء

في إطار دعم الأزهر للتحركات المصرية تجاه القارة السمراء، بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، بحثت لجنة الشؤون الأفريقية بالأزهر أمس «إجراءات مضاعفة عدد القوافل الطبية والإغاثية التي يرسلها الأزهر إلى القارة الأفريقية، وتكثيف البرامج التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ الأفارقة». وقال مصدر في الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إنه مع تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، قرر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تشكيل لجنة مختصة بالشؤون الأفريقية تكون مهمتها العمل على وضع البرامج والخطط والأنشطة، التي من شأنها دعم دول القارة الأفريقية وشعوبها، لمواجهة الأفكار المتطرفة، التي تبثها الجماعات المتشددة، ونشر الفكر الوسطي.
ويقدم الأزهر خدماته التعليمية لطلاب 46 دولة أفريقية، فضلاً عن الدور المحوري لبعثات الأزهر التعليمية والدعوية في نشر تعاليم الإسلام السمحة في ربوع القارة الأفريقية... كما يقوم بتسيير القوافل الطبية والإغاثية، والتي بلغ عددها إحدى عشرة قافلة طبية وإغاثية إلى كل من «النيجر، والصومال، والسودان، ونيجيريا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وبوركينا فاسو»، اصطحبت معها قرابة 47 طناً من المستلزمات الطبية والأدوية والمواد الغذائية والإغاثية؛ للتخفيف من معاناة المحتاجين وآلام المرضى، ومتضرري الصراعات والنزاعات المسلحة، انطلاقاً من الدور الإنساني والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهر، والذي يُعد مكملاً لدوره الدعوي والتعليمي... وقامت القوافل بإجراء الكشف الطبي المجاني على ما يقرب من 100 ألف مريض، بالإضافة إلى إجراء ما يقرب من ثلاثة آلاف عملية جراحية.
ويشار إلى أن شيخ الأزهر وجه بضرورة استثمار وتوظيف كل عناصر الثقل الأزهري في أفريقيا؛ لمواكبة التحركات المصرية تجاه القارة السمراء.
كما سيتم افتتاح المقر الإقليمي لاتحاد الجامعات الأفريقية (الثلاثاء) المقبل بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر شرق القاهرة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور شيخ الأزهر، وعدد من المسؤولين وكبار الشخصيات المصرية والأفريقية.
في غضون ذلك، أكد الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر، أن «التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة وخاصة التحديات الداخلية أشد تعقيداً». وطالب خلال ندوة «الأزهر والتحديات المعاصرة» التي نظمها فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بدمياط بدلتا مصر أمس، بضرورة إعادة المنظومة الأخلاقية وخاصة القيم التي تزكي النفوس، وتنشر الرضا بين فئات المجتمع، مؤكداً أن النص القرآني يمثل مرجعية تأسيسية في عملية بناء المنظومة الأخلاقية.
من جهته، حذر الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب (البرلمان)، مما يقال عن كتب التراث، مؤكداً أنها مليئة بالعلم الدفين، منتقداً الفهم الخاطئ لهذه المؤلفات التي أخلص فيها العلماء لله، ولم يشغلهم عن العلم شاغل، موضحاً أن العيب ليس على التراث؛ لكن العيب على من فكر فيه بفهم خاطئ، لذلك سنظل ننهل ما نحتاجه منه في زماننا، مؤكداً أن «الجميع مطالب بمحاربة الإرهاب والتطرف، من خلال الوسطية والتيسير... ونحن في لجنة الشؤون الدينية نجدد ولا نبدد».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.