«نيسمو» هو القطاع الرياضي في «نيسان»، وهو اختصار لتعبير «شركة نيسان لرياضة السيارات»، ويضيف هذا القطاع لمساته الرياضية على السيارات التي تحمل اسمه، ومنها «جيوك نيسمو». وظهرت هذه السيارة للمرة الأولى في معرض جنيف الأخير، تمهيدا لدخولها الأسواق الأوروبية كسيارة «كروس أوفر» صغيرة.
وتم تعديل تصميم السيارة الخارجي لزيادة انسيابيتها وتحسين إنجازها الرياضي، مع تركيب عجلات رياضية أكبر حجما بقياس 18 بوصة. وتغيرت الشبكة الأمامية، كما تغير لون المرايا الخارجية واكتسبت السيارة أضواء تشغيل نهارية. وفي الداخل يركز التصميم على احتياجات السائق، وذلك بإجراء تعديلات على المقعد والمقود وذراع ناقل الحركة وبطانة الأبواب.
وتغطى المقاعد بنوع من الجلد الـ«شمواه»، الذي يوفر المزيد من الدعم الجانبي في السيارة، إبان المناورات السريعة، بالإضافة إلى كسوة جلدية مماثلة للمقود.
ويدفع «جيوك نيسمو» محركا معدلا بسعة 1.6 لتر وقدره مائتا حصان، وهو بشاحن توربيني وعزم دوران يبلغ 250 نيوتن/ متر. وعلى الرغم من ارتفاع القدرة بنحو عشرة أحصنة، وعزم الدوران بنسبة 10 نيوتن/ متر، إلا أن انبعاث العادم الكربوني لم يتغير. وتصل سرعة «جيوك» القصوى إلى 133 ميلا في الساعة، وتصل إلى سرعة 60 ميلا في الساعة في 7.8 ثانية. وتحقق السيارة نحو 40 ميلا في غالون الوقود الواحد، بينما لا تتعدى نسبة انبعاث العادم الكربوني 159 غراما لكل كيلومتر تقطعه.
وتنطلق «جيوك نيسمو» بالدفع على كل العجلات، ويمكن تحويل عزم الدوران إلى المحور الأمامي أو الخلفي وفق حاجة الدفع، وهي تقنية تسمى «تورك فيكتورنغ». وتم تغيير نظام التعليق بالكامل من أجل تحسين تشبث السيارة بسطح الطريق، كما تغير نظام القيادة من أجل استجابة دقيقة ومباشرة.
وتوفر السيارة كثيرا من التقنيات الجديدة للسائق، منها شاشة فعالة قياس 5.8 بوصة تضم أحدث أنظمة الملاحة، بالإضافة إلى خاصية الاتصال بموقع «غوغل». ويعزز نظام التحكم الديناميكي من القدرة على المناورات الرياضية، ويمكن من خلال نظام كوماند في السيارة تغيير كثير من الأنظمة مثل التكييف.
واستغلت الشركة الشهرة التي تتمتع بها سيارات «نيسمو» في العالم الافتراضي وسباقات الإنترنت، وصممت تطبيقا إلكترونيا يمكن من خلاله لسائقي «جيوك نيسمو» الاستمتاع بتجربة القيادة الرياضية، وكأنهم في سيارة سباق من نوع «جي تي آر». ويمكن بعد تركيب التطبيق في أجهزة «آي باد» توصيلها لاسلكيا بكومبيوتر السيارة وعرض كثير من الوظائف أثناء قيادة السيارة، مثل ضغط الجاذبية والحرارة وسرعة دورات المضمار وزمنها. وترتبط الفكرة أيضا بمجموعة مستخدمي سيارات «نيسمو» على الإنترنت، حيث يمكن لكل سائق أن يبث إنجاز سيارته، وأن يشرك أصدقاءه بهذه المعلومات. هذا وينتشر اسم «نيسمو» منذ عام 1997 في ألعاب «إنترنت»، منها «غراند توريزمو».
وتنافس «جيوك نيسمو» سيارات شبابية مثل «ميني كوبر إس» و«ستروين دي إس 3» ويمكن اختيارها بدفع أمامي أو رباعي، كما يمكن اختيار الناقل اليدوي أو الأوتوماتيكي، والأخير من نوع «سي في تي». وتوفر السيارة انطلاقة قوية بالمحرك المعدل. ويبدو تحريك المقود فيها أثقل وزنا من «جيوك» العادية، إلا أنه أسرع استجابة ودقة في التوجيه. وهي تبدو مستقرة في الانطلاق العادي على الطرق، وأيضا على المضمار. ومع دخول الشاحن التوربيني إلى مجال الدفع القوي، تميل العجلات الأمامية للانزلاق قليلا قبل الانطلاق.
ولكن بعد تشديد نظام التعليق لكي يستوعب المناورات الرياضية، لا توفر السيارة جلسة وثيرة عند الانطلاق، خصوصا على الطرق الوعرة. ولكنها أفضل انطلاقا على الطرق السريعة. وفي الجيل الجديد حسنت «نيسان» تصميم المقاعد في السيارة، وزادت إمكانية ضبطها، ولكن طوال القامة قد يجدون صعوبة في الدخول إلى السيارة والخروج منها.
ومع ضبط المقاعد الأمامية لتوفير مساحة أكبر، تتقلص المساحة المتاحة لركاب المقاعد الخلفية، مما يجعلها سيارة غير مريحة لمن يريد استخدام المقاعد الخلفية.
وعلى الرغم من استخدام بعض المواد الرخيصة في لوحة القيادة، فإن التصميم الجيد ووجود التقنيات المتعددة يجعل من مقصورة «جيوك نيسمو» واحدة من أفضل مقصورات القطاع. وهي تصلح لمن يريد سيارة غريبة التصميم وسريعة الإنجاز، ولا يكلفه شراؤها وصيانتها الكثير. وهي ما زالت نادرة نسبيا في الأسواق، وإن كانت تنافس في قطاع الهاتشباك الصغير، وهو مليء بالسيارات الأسرع، والأكثر كفاءة، والأرخص من «جيوك».
وتخرج معظم سيارات «جيوك» من مصانع ساندرلاند البريطانية التي أنتجت حتى الآن ما يقرب من نصف مليون سيارة «جيوك»، وهي أكبر مصانع بريطانيا للسيارات على الإطلاق. وقررت الشركة اعتماد اسم «نيسمو» في إنتاجها العام بدلا من اقتصارها على سيارات السباق فقط، بعد إدراكها أن الجيل الذي اعتاد هذا الاسم في ألعاب «الإنترنت» بلغ اليوم مرحلة الشباب، ويمكنه التعرف على الاسم بسهولة لدى اختياره لسيارة جديدة. ويتم تسعير السيارة للشباب ابتداء من 30 ألف دولار.
ويمكن القول إنها سيارة عملية بتصميمها الذي يتيح مساحة لأربعة ركاب بالإضافة إلى الأمتعة، وهي ذات قدرة كافية بمائتي حصان للانطلاق على الطرق العامة. ولكن حملها لاسم «نيسمو» لا يؤهلها للسباق على المضمار بأي حال، حتى مع السيارات الرياضية المعدلة في القطاع نفسه، ولكنها أفضل «جيوك» متاحة للآن، وتجذب كثيرا من المشترين بتصميمها غير العادي.
وتخطط «نيسان» لإنتاج فئة خاصة من «جيوك نيسمو» تسمى «آر سي» تطرح في الأسواق في نهاية العام الحالي، وهي فئة تصل قدرة محركاتها إلى 218 حصانا مع ضبط رياضي للشاسيه. وقبل ذلك سوف تنزل إلى الأسواق الرياضية «نيسان» المرموقة «370 زد نيسمو» لتكون الفئة الثانية من سيارات «نيسمو» في السوق.