هادي سليمان يخضع لصناع الموضة أخيراً

عاد إلى رموز «سيلين» كما يعرفها عشاقها

قوته تكمن في الإكسسوارات  -   قدم تشكيلة بعيدة كل البعد عن أسلوبه القديم
قوته تكمن في الإكسسوارات - قدم تشكيلة بعيدة كل البعد عن أسلوبه القديم
TT

هادي سليمان يخضع لصناع الموضة أخيراً

قوته تكمن في الإكسسوارات  -   قدم تشكيلة بعيدة كل البعد عن أسلوبه القديم
قوته تكمن في الإكسسوارات - قدم تشكيلة بعيدة كل البعد عن أسلوبه القديم

عندما قدم هادي سليمان أول تشكيلة له لدار «سيلين» في الموسم الماضي، قام عشاق أسلوب الدار الفرنسية ولم يقعدوا. فكعادته تعمد خض أساسياتها وإلغاءها لفرض بصمته، كما فعل في دار «سان لوران». لم يكتفِ هنا بتغيير اللوغو الخاص بالدار، وألغى كل الصور التي نُشرت سابقاً على حسابها الرسمي على «إنستغرام»، كأنه بذلك يُلغي كل أثر للمصممة السابقة فيبي فيلو.
هذه المرة لم تسلم الجرة، فقد أثار حفيظة عشاق أسلوب الدار كما رسمته المصممة البريطانية. لم يتقبلوا استراتيجيته ولا تصاميمه. نادى بعضهم بالمقاطعة، وبالفعل قاموا بتظاهرات صغيرة يطالبون فيها بعودة أسلوب أحبوه واعتبروه مضاداً للموجة التجارية السائدة.
بعضهم الآخر أصيب بالإحباط، وردد أنه لا فائدة من هذه التظاهرات، لأنه سيُمرر أسلوبه ما دام سيحقق نتائج مبهرة في آخر العام للمجموعة المالكة.
بيد أنه أدهش عالم الموضة في الأسبوع الماضي. على عكس التوقعات، والأهم من كل هذا على غير عادته، خضع هادي سليمان لرغبة عشاق «سيلين» القديمة. غابت الفساتين الشفافة والضيقة والأطوال القصيرة التي تخاطب فتاة صغيرة وحلت محلها تصاميم تخاطب امرأة مثقفة تجمع النُضج الفكري بالذوق الفني والخاص.
اقترح عليها هذه المرة، قطعاً تشمل بنطلونات وتنورات طويلة نسقها مع أحذية تغطي الساق، وكنزات واسعة وقمصان برقبة عالية لم تظهر من البشرة سوى القليل جداً.
ما أكده في الأسبوع الماضي أنه إذا كان يميل إلى التمرد والتحدي ويعشق إحداث الصدمة، فإنه هذه المرة أحدثها بإنصاته لصناع الموضة، وخضوعه للمطلوب منه. تخلى عن أسلوب «الروك أند رول» الذي التصق به منذ بدايته، وتبنى أسلوباً يحمل لمسات أكثر كلاسيكية تستحضر الأسلوب الباريسي الأنيق والمعقول.
لم ينسَ أيضاً أن ورقته الرابحة دائماً، التي تجعل صناع الموضة يعودون إليه ويتقبلون شروطه، تكمن في قدرته الإبداعية في مجال الإكسسوارات. قدم مجموعة من حقائب اليد المبتكرة، والأوشحة والإيشاربات والنظارات الشمسية والأحذية التي ستحقق كل هذا وأكثر، لا سيما الآن بعد أن طبعها بلمسة «سيلينية» واضحة.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.