القلب القاتل الأول للبشر... وأسباب كثيرة للموت يمكن تجنّبها

تلقيح الأطفال خفض عدد الوفيات (ويكيبيديا)
تلقيح الأطفال خفض عدد الوفيات (ويكيبيديا)
TT

القلب القاتل الأول للبشر... وأسباب كثيرة للموت يمكن تجنّبها

تلقيح الأطفال خفض عدد الوفيات (ويكيبيديا)
تلقيح الأطفال خفض عدد الوفيات (ويكيبيديا)

من المؤكد أن البشر باتوا يعيشون أطول. ففي العام 1950، كان متوسط العمر المتوقع على المستوى العالمي عند الولادة 46 سنة. وبحلول عام 2015 ، ارتفع إلى ما يزيد عن 71 سنة. وفي بعض البلدان، لم يكن التقدم دائماً سهلاً. فالأمراض والأوبئة والأحداث غير المتوقعة هي مجرد تذكير بأن الحياة الطويلة ليست أمراً مضموناً، كما ورد في تقرير للـ "بي بي سي".
واللافت، أن الوفيات للأسباب التي قد نرهبها، من الإرهاب والحروب والكوارث الطبيعية، تمثل أقل من 0.5 في المائة من مجموع الوفيات في العالم. والمهم أنه في كل أنحاء العالم، لا يزال كثيرون يموتون في سن صغيرة جداً ولأسباب يمكن تفاديها. من هنا يجدر النظر إلى الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة، والتي تبدّلت مع الوقت.
في العام 2017 مات حوالى 56 مليون إنسان، أكثر بـ 10 ملايين من رقم العام 1990، علماً أن عدد سكان الأرض ارتفع ومتوسط الأعمار ازداد.
وفي التفاصيل، يموت أكثر من 70 في المائة من أمراض مزمنة غير معدية، مع العلم أن أكبر قاتل هو أمراض القلب والأوعية الدموية التي تسبب حالة وفاة من كل ثلاث، وضعفي ما تسببه حالات السرطان على أنواعه التي تؤدي إلى وفاة من كل ست.
كذلك، تحتل مراتب متقدمة في القائمة أمراض أخرى غير معدية كالسكري وبعض أمراض الجهاز التنفسي والخرف.
ومن الحقائق الصادمة في هذا المجال، أن عدداً كبيراً من الأشخاص لا يزالون يموتون لأسباب يمكن الوقاية منها. فقد توفي حوالى 1.6 مليون شخص بسبب أمراض مرتبطة بالإسهال عام 2017، مما جعله ضمن الأسباب العشرة الأولى للوفاة. بل إنه في بعض البلدان يعد أحد أول الأمراض القاتلة.
كذلك، حصدت أمراض حديثي الولادة، 1.8 مليون وليد عام 2017. وتدخل في هذه الفئة وفيات الأطفال خلال الأيام الثمانية والعشرين الأولى من حياتهم. ولا شك في أن وتيرة هذه الوفيات تختلف اختلافا كبيرا من بلد إلى آخر. ففي اليابان، يموت أقل من طفل واحد من بين ألف في الأيام الثمانية والعشرين الأولى من العمر، مقارنة بأقل من واحد من بين كل 20 وليداً في أفقر بلدان العالم.
ولا ننسى حوادث الطرق التي تؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات في أغنى البلدان وأفقرها على حد سواء، وقد أودت بحياة 1.2 مليون شخص عام 2017.
ولا بد من القول في المقابل، إن معدلات وفيات الأطفال تراجعت منذ 1990 بشكل ملحوظ بفضل اللقاحات والتحسن في النظافة والتغذية والرعاية الصحية وتوافر المياه النظيفة. وانخفض عدد الأطفال الذين يموتون كل عام إلى أكثر من النصف في العقود الأخيرة، بفضل التحسن في مكافحة الأمراض المعدية.
ويمكن أن تؤدي الأحداث غير المتوقعة إلى عرقلة هذا التحسن، كما حصل مع انتشار فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في الثمانينات من القرن الماضي.
خلاصة القول، إن الصورة العامة اليوم إيجابية، فنحن نعيش حياة أطول بينما يموت عدد أقل من الناس - وخاصة الأطفال - لأسباب يمكن الوقاية منها. ولكن الصحيح أيضاً أن الحاجة إلى التحسين لا تزال كبيرة.


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» لفنلندا

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» لفنلندا

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في جدة شرف التمثيل القنصلي الفخري لفنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة.

يروي الحفيد سعيد بن زقر، لـ«الشرق الأوسط»، أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد، سافر إلى هناك لبناء مسجد، لكنه واجه تحديات قانونية.

ويضيف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

ويسعى الحفيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات بين السعودية وفنلندا.