التحضيرات مستمرة لزيارة عون إلى روسيا

الرئيس اللبناني يلتقي بوتين في 26 الشهر الحالي وعودة النازحين على رأس مواضيع المباحثات

الرئيس عون مجتمعاً مع السفير الروسي لدى لبنان أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس عون مجتمعاً مع السفير الروسي لدى لبنان أمس (دالاتي ونهرا)
TT

التحضيرات مستمرة لزيارة عون إلى روسيا

الرئيس عون مجتمعاً مع السفير الروسي لدى لبنان أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس عون مجتمعاً مع السفير الروسي لدى لبنان أمس (دالاتي ونهرا)

تستكمل الاتصالات بين لبنان وروسيا للتحضير للزيارة الرسمية التي سيقوم بها رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى موسكو، في 25 من الشهر الحالي، حسب ما اتفق عليه، تلبيةً لدعوة رسمية كان تلقاها من الرئيس فلاديمير بوتين، الذي سيستقبل عون في اليوم التالي لوصوله.
وبعدما كان السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين، قد التقى يوم الاثنين وزير الخارجية جبران باسيل، عقد اجتماعاً أمس مع رئيس الجمهورية ميشال عون للبحث في جدول أعمال الزيارة.
وقالت مصادر شاركت في اللقاءين، إن زاسبكين حرص على تدوين ما يريد الرئيس عون مناقشته مع الرئيس بوتين، وهو ما ينقسم إلى محورين؛ الأول تفعيل أعمال اللجنة المشتركة اللبنانية الروسية لمعالجة قضية النازحين السوريين لجهة إعادتهم الآمنة إلى سوريا آملاً أن تنتج عن لقائه مع بوتين آلية بتوقيت زمني وتمويل محدد بعيداً عن أي عقبات.
أما الموضوع، الثاني الذي سيكون محوراً أساسياً في اللقاءات، فهو التعاون في مجال الطاقة، حيث إن شركة روسية ستنقب عن النفط في اتفاقية هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين، وسيكون مطلب عون في هذا الإطار التأكيد على حماية حق لبنان في حصته في «البلوك 9» المليء بالغاز الطبيعي، وعدم مصادرة إسرائيل لجزء منه.
وبالنسبة إلى موعد الزيارة النهائي، تم الاتفاق على أن يصل الرئيس اللبناني إلى موسكو في 25 مارس (آذار) الحالي، ويلتقي الرئيس الروسي في الـ26 منه، وذلك بعدما كان قد طلب عون تبديل الموعد لقربه من موعد القمة العربية الدورية السنوية في تونس في 30 مارس التي سيشارك فيها رئيس الجمهورية على رأس الوفد اللبناني.
في الإطار نفسه، أوضحت مصادر في وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط»، «أن باسيل أبلغ زاسبكين الأفكار التي يهم الوفد اللبناني مناقشتها، وأهمها تفعيل المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم بشكل مضمون وآمن، وفق أجندة زمنية، وآلية لنقلهم، وتحديد وسائل النقل، وإيصال العائلات إلى منازلهم وإلى بلداتهم، وتوفير الحماية لهم والمسكن».
هذا الأمر أكد عليه أيضاً مصدر دبلوماسي لبناني، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن رئيس الجمهورية يأمل خلال القمة التي سيعقدها مع بوتين في وضع برنامج عملي لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم بوتيرة مكفولة ووفق أجندة، لأن لبنان عوّل على المبادرة الروسية وتبنتها الحكومة في بيانها الوزاري.
وتوقعت المصادر أن النظام السوري سيكون ملزماً بالقبول بما سينتج عن لقاء الرئيسين، خصوصاً أن موسكو لم توقف التفاوض مع دمشق حول الإجراءات العملانية لعودة النازحين إلى بلداتهم، ومحاولة حل قضاياهم من إعفائهم من الخدمة الإجبارية، وترميم المنازل المتهدمة، وغيرها من القضايا التي لا تزال تحول دون عودتهم.
كذلك ستكون العلاقات الثنائية موضع بحث وأهمية العمل على تقويتها، وتوسيع أوجه التعاون بين روسيا ولبنان، لا سيما في مجال حقوق التنقيب عن النفط والغاز في الحقول البحرية، إضافة إلى اتفاقية تعاون عسكري تقني مع روسيا، وغيرها من الاتفاقيات القديمة، وتلك التي يتم العمل عليها، وتشمل التبادل الثقافي ومكافحة تهريب المخدرات وغيرها من القضايا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».