نصب صواريخ «ثاد» في إسرائيل {هدية} ترمب لمعركة نتنياهو الانتخابية

صورة أرشيفية لمنظومة صواريخ «ثاد» الأميركية في كوريا الجنوبية عام 2017 والتي نصبت مؤخراً في إسرائيل (أ.ب)
صورة أرشيفية لمنظومة صواريخ «ثاد» الأميركية في كوريا الجنوبية عام 2017 والتي نصبت مؤخراً في إسرائيل (أ.ب)
TT

نصب صواريخ «ثاد» في إسرائيل {هدية} ترمب لمعركة نتنياهو الانتخابية

صورة أرشيفية لمنظومة صواريخ «ثاد» الأميركية في كوريا الجنوبية عام 2017 والتي نصبت مؤخراً في إسرائيل (أ.ب)
صورة أرشيفية لمنظومة صواريخ «ثاد» الأميركية في كوريا الجنوبية عام 2017 والتي نصبت مؤخراً في إسرائيل (أ.ب)

رغم أن الجيش الإسرائيلي اعتبر أن نصب الصواريخ الأميركية الحديثة من طراز «ثاد» («THAAD») لأول مرة في إسرائيل، تعبير عن تعزيز العلاقات التاريخية بين الجانبين والتحالف القوي والاستراتيجي، رأت أوساط سياسية معارضة في تل أبيب، أن «اختيار هذا الوقت بالذات للإعلان المفاجئ عن هذا التطور، لم يأت صدفة بل إنه ينصب في الجهود المكشوفة التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكي يرى صديقه وحليفه في الفكر والعقيدة، بنيامين نتنياهو، رئيساً للحكومة الإسرائيلية مرة أخرى بعد الانتخابات القريبة».
وكان الجيش الإسرائيلي قد كشف أن القيادة الأوروبية للجيش الأميركي «EUCOM»، تجري، في هذه الأيام، مناورات عسكرية مع قوات من الجيش الإسرائيلي، يتم خلالها نشر منظومات الدفاع من الصواريخ «ثاد» لأول مرة إسرائيل. وقال الجيش إن هذه التدريبات جاءت بعد أيام من انتهاء التمرين المشترك «جنفير فلكون»، وذلك كجزء من تطبيق عملية التشغيل المشترك للمنظومة بهدف التدرب على قدرات النشر السريع لهذه المنظومات المركبة، في أرجاء العالم.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيانه لوسائل الإعلام، أن المناورات ونشر المنظومات الدفاعية، تأتي لتقوية القدرات والتعاون مع منظومات الدفاع الجوي في سلاح الجو الإسرائيلي، مؤكداً أن نشر منظومات الدفاع الأميركية في البلاد يعكس التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وحمايتها. وهي تُجرى بعد انتهاء التمرين المشترك «جنفير فلكون» بوقت قصير. وأضاف البيان: «الجيش الإسرائيلي يعمل بالتعاون مع القوات الأميركية بهدف تعزيز التنسيق المتبادل والقدرات التشغيلية دفاعا عن سماء إسرائيل، ويعتبر تمرين نشر المنظومات الأميركية فرصة للتدرب على دمج منظومات الدفاع الأميركية المتطورة في قوات الدفاع الجوي الإسرائيلية». وأكد الجيش في بيانه، أنه مستعد للدفاع عن سماء وأرض البلاد من مختلف التهديدات القريبة والبعيدة، لافتاً إلى أن المناورة والحديث عن نشر دفاعي غير متعلق بحادثة محددة.
ومنظومة «THAAD»، تعد إحدى المنظومات الأكثر تطوراً من نوعها في العالم، وهي منظومة متنقلة يمكن نشرها بسرعة في كل مكان في العالم، هدفها اعتراض الصواريخ الباليستية. وتحدد قدراتها وفقاً لعوامل معينة كالمكان والمدى وميزات التهديد. وللمنظومة قدرات داخل الطبقة الجوية وخارجها، إذ تستخدم الطاقة الحركية لاعتراض الصواريخ. وحسب الجيش الإسرائيلي فإنها تشكل «إضافة نوعية إلى قدرات الدفاع الجوية الإسرائيلية المخصصة ضد الصواريخ الباليستية بعيدة المدى».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».