«أوقاف القدس»: «باب الرحمة» سيبقى مفتوحاً أمام المصلين

مصلون فلسطينيون تجمعوا على سطح البوابة الذهبية للمسجد الأقصى في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
مصلون فلسطينيون تجمعوا على سطح البوابة الذهبية للمسجد الأقصى في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
TT

«أوقاف القدس»: «باب الرحمة» سيبقى مفتوحاً أمام المصلين

مصلون فلسطينيون تجمعوا على سطح البوابة الذهبية للمسجد الأقصى في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
مصلون فلسطينيون تجمعوا على سطح البوابة الذهبية للمسجد الأقصى في فبراير الماضي (أ.ف.ب)

قال حاتم عبد القادر عضو مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، إن المجلس لن يرد على طلب محكمة إسرائيلية بشأن مصلى باب الرحمة، مؤكداً أن المصلى سيبقى مفتوحاً أمام المصلين.
وأضاف عبد القادر بعد جلسة طارئة للمجلس، أمس، على خلفية إمهال محكمة الصلح في القدس، مجلس الأوقاف، أسبوعاً، للرد على طلب أجهزة الأمن الإسرائيلي بإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة: «لن ننصاع لأي تهديدات من شرطة وسلطات الاحتلال، ومحاكم الاحتلال ليست صاحبة الولاية على المسجد الأقصى المبارك، ولا على الولاية الهاشمية، والمجلس لا يعترف ولن يُخضع أي جزء من المسجد الأقصى والأوقاف التابعة له لقوانين الاحتلال، كما هو متبع منذ احتلال مدينة القدس عام 1976».
وأوضح عبد القادر: «قررنا البدء بعمليات ترميم شاملة لمصلى باب الرحمة من الداخل والخارج، بأسرع وقت».
وكانت «محكمة الصلح» في القدس المحتلة، أمهلت، دائرة الأوقاف الإسلامية، أسبوعاً لتقديم ردها على مطلب السلطات الإسرائيلية بإغلاق مبنى «باب الرحمة»، وإلاّ فإن المحكمة ستحكم بإغلاقه.
جاء هذا القرار بناءً على طلب من النيابة العامة الإسرائيلية، بعد أن تبين خلال مناقشات تمديد اعتقال فلسطينيين مشتبهين بدخول المبنى المتنازع عليه، أنه لا يوجد أمر ساري المفعول يقضي بإغلاق المبنى.
نتيجة لذلك، قدم مكتب المدعي العام في منطقة القدس طلباً جديداً للمحكمة لاستصدار أمر الإغلاق. وجاء في تفاصيل الطلب المقدم: «وفقاً لأحدث المعلومات الأمنية المتوفرة، التي وردت إلى المفتش العام للشرطة، فإن إغلاق مكاتب المدعى عليه ضروري بما أن ثمة دلائل قوية على أن هذه المكاتب تستخدم لنشاطات إرهابية».
وعليه حكمت القاضية دوريت فاينشتاين، أنه في حال لم ترد الأوقاف على مطلب النيابة العامة الإسرائيلية في غضون أسبوع، فإن المحكمة ستصدر أمراً بإغلاق المكان.
وكان مصلون فتحوا «باب الرحمة» بالقوة الجمعة قبل الماضية بعد 16 عاما على إغلاقه، وردت إسرائيل بحملة اعتقالات وإبعاد مسؤولين عن المسجد، بينهم وزير القدس عدنان الحسيني ورئيس مجلس الأوقاف عبد العظيم سلهب وآخرون. ورفضت السلطة الفلسطينية إعادة إغلاق «باب الرحمة»، كما رفضت المملكة الأردنية بصفتها راعية المقدسات في القدس.
وتشعل المسألة مخاوف من تدهور أمني وتصعيد على الأرض وأزمات سياسية كذلك. ونادى مبعدون عن الأقصى، بينهم حراس، إلى صلاة جماعية على أبوابه، وردت منظمات يهودية متطرفة بالدعوة لاقتحام المسجد منتصف الشهر.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، «تغوّل الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك وحراسه، واعتداءاتها المتواصلة على الأوقاف الإسلامية ومشايخها ومدارسها، وحملة الإبعادات المتواصلة للمواطنين المقدسيين ورموزهم»، معتبرةً قرار محكمة الاحتلال بإغلاق باب ومصلى باب الرحمة، مُقدمة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك مكانياً على طريق فرض السيادة الإسرائيلية عليه.
وطالبت الخارجية، في بيان لها، العالمين العربي والإسلامي، والمجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة، بالتعامل بمنتهى الجدية مع المخاطر الحقيقية التي يتضمنها قرار محكمة الاحتلال، ومع التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك.
وقالت الخارجية إن الوزارة تتابع باهتمام بالغ التصعيد الإسرائيلي الحاصل ضد المسجد الأقصى المبارك، والتطورات المتلاحقة بهذا الشأن، وتقوم بتنسيق مواقفها وجهودها مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية بُغية مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى المبارك. واتهمت سلطات الاحتلال بالعمل بشتى الوسائل والأساليب لاستكمال فرض سيطرتها على المسجد الأقصى المبارك وباحاته وتهويده.
ووصفت الخارجية تهديد محكمة الاحتلال بإغلاق «باب الرحمة» بالقوة، خلال أسبوع، بسابقة خطيرة وتحدٍ لمجلس الأوقاف الإسلامي وللمواطنين المقدسيين الذين تعرضوا في الآونة الأخيرة لحملة إبعادات تعسفية عن المسجد ومحيطه.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.