المغرب ينتقد تغاضي «العفو الدولية» عن الانتهاكات بمخيمات تندوف

قال إن تقريرها غير موضوعي وقدم حالات معزولة باعتبارها قاعدة

TT

المغرب ينتقد تغاضي «العفو الدولية» عن الانتهاكات بمخيمات تندوف

انتقد المغرب تغاضي «منظمة العفو الدولية» عن انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في مخيمات اللاجئين الصحراويين بمنطقة تندوف (جنوب غربي الجزائر)، في تقريرها المتعلق باستعراض حالة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لسنة 2018.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الدولة، المكلفة بحقوق الإنسان، أن السلطات المغربية تعبر عن أسفها إزاء سياسة الكيل بمكيالين عند تطرق التقرير لأوضاع حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، حيث «لوحظ أن هذا التقرير اكتفى بالإشارة إلى تقاعس جبهة البوليساريو مجدداً عن محاسبة المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في المخيمات خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، دون اكتراث بالانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان، والواقع اللاإنساني المأساوي الذي يعرفه سكان المخيمات حالياً بسبب احتجازهم، والمتاجرة في المساعدات الإنسانية الموجهة إليهم»، مضيفاً أنه «يفترض بالمنظمة أن تورد ما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في هذه المخيمات في الجزء المخصص من التقرير للجزائر، باعتبارها الدولة المسؤولة عن هذه الانتهاكات الجسيمة، طبقاً للقانون الدولي الإنساني».
وبخصوص ما تضمنه التقرير حول المغرب، أوضح البيان أن السلطات المغربية «تلاحظ أن المنظمة استمرت على نهجها المتسم بالنأي عن الموضوعية، وإنتاج استنتاجات تعسفية، من خلال استعراض حالات معزولة، وتقديمها باعتبارها قاعدة ثابتة، والاكتفاء بترديد ادعاءات وأخبار وإشاعات متداولة تكون في الغالب زائفة. كما أن تقرير المنظمة يغض الطرف عن التطورات الإيجابية اللافتة، ويدفع إلى الواجهة ببعض الوقائع الملتبسة وكأنها حقائق دامغة».
وتضمن البيان مجموعة من التوضيحات والملاحظات التي قدمتها السلطات المغربية بخصوص مختلف مضامين تقرير منظمة العفو الدولية، فيما يتعلق بحرية التعبير، وحرية تكوين الجمعيات والانضمام إليها، وحرية التجمع، وحقوق المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين، وادعاءات التعذيب، والقوانين المتعلقة بمحاربة العنف ضد النساء والإجهاض والعلاقات الرضائية.
وبخصوص حرية تكوين الجمعيات والانضمام إليها، أشار البيان إلى أن التقرير أغفل الحجم الواسع للنسيج الجمعوي الوطني، الذي يزيد على 140 ألف جمعية، والمستوى المرتفع لنشاطه، وسلط الضوء على حالات معزولة من المنع، لها سياقاتها وأسبابها. كما أشار إلى أن «ما اعتبرته المنظمة قيوداً على دخول المنظمات الدولية إلى المغرب، لإجراء بحوث حول حقوق الإنسان، يظل مجرد إجراءات مسطرية اعتيادية لا تشكل مساً بحرية الجمعيات في ممارسة أنشطتها وفقاً للقانون»، مذكراً في هذا الصدد بأن فرع «منظمة العفو الدولية» بالمغرب نظم ندوته حول التقرير دون أي قيود أو مضايقات.
كما انتقد البيان الجانب المتعلق بإجراء محاكمات جائرة للنشطاء، وادعاءات التعذيب، في تقرير منظمة العفو الدولية، مشيراً إلى أنها «لم تستطع تقديم أي معيار أو مؤشر يمكنها من الوصول إلى هذا الاستنتاج العام، لا سيما أن المحاكمات المشار إليها في التقرير لم تكن محل ملاحظة مباشرة من طرف المنظمة المذكورة».
وفي ما يتعلق بحقوق المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين، فقد استغرب البيان حديث «منظمة العفو الدولية» في تقريريها عن شن «السلطات المغربية لحملة قمع واسعة النطاق تتسم بالتمييز، استهدفت آلاف المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء»، وذلك «في الوقت الذي اعتبرت التجربة المغربية لتسوية أوضاع المهاجرين وإدماجهم، وتأهيل الإطار القانوني المتعلق بالهجرة واللجوء، سياسة إنسانية رائدة في المنطقة من طرف الآليات الدولية لحقوق الإنسان».
وأضاف البيان: «لقد كان منتظراً من المنظمة أن تقدر عالياً إصدار القانون المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، عوض تسليط الضوء على بعض القضايا، كالاغتصاب الزوجي الذي اتخذ بشأنه المغرب خياراً تشريعياً يجرم جميع أشكال العنف ضد النساء، بغض النظر عن مرتكبيها، دونما حاجة إلى تبني تعبيرات وتوصيفات بعينها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.