«ناتو» مرتاح للتنسيق بين واشنطن وأنقرة... وتركيز على الحل السياسي السوري

بدء تشغيل معبر «باب السلامة» وفتح بوابة «غصن الزيتون» الأسبوع المقبل

TT

«ناتو» مرتاح للتنسيق بين واشنطن وأنقرة... وتركيز على الحل السياسي السوري

رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، بمستوى التنسيق بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن سوريا بالتزامن مع مباحثات أجراها المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، في أنقرة، أمس، في وقت قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده تركز جهودها في الوقت الراهن على الحل السياسي في سوريا بالتزامن مع وقف إطلاق النار فيها، متوقعاً أن يحدث زخم كبير مع تشكيل لجنة صياغة الدستور.
والتقى جيفري مع نائب وزير الخارجية التركي لشؤون الشرق الأوسط سادات أونال، ومسؤولين عسكريين أتراك، لبحث الانسحاب المرتقب للقوات الأميركية من سوريا، وتطبيق خريطة الطريق في منبج والمنطقة الآمنة. وجاءت مباحثات جيفري، عقب اجتماعات لقوة المهام المشتركة التي تشكلت في إطار المباحثات الثنائية لتنسيق انسحاب القوات الأميركية من سوريا، في أنقرة في الفترة ما بين 28 فبراير (شباط) الماضي والأول من مارس (آذار) الجاري، تناولت خطط سحب الولايات المتحدة قواتها من مناطق شرق الفرات، ومنطقة «منبج» ‏وتفاصيل المنطقة الآمنة.
وعبّر ستولتنبرغ عن امتنانه للتنسيق بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن تسوية الأوضاع في شمال شرقي سوريا. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن ستولتنبرغ، أمس، قوله بشأن موقف «ناتو» من احتمال إنشاء قوة مشتركة من دول التحالف الدولي للحرب على «داعش»، ونشر هذه القوة في شمال شرقي سوريا بعد انسحاب القوات الأميركية من تلك المناطق، أن «ناتو» هو جزء من التحالف الدولي، ويشارك في مكافحة التنظيم عبر بعثته التدريبية في العراق، وطائرات المراقبة والإنذار المبكر (أواكس).
من ناحية أخرى، بدأ تشغيل معبر «أونجو بينار» التركي، المقابل لمعبر باب السلامة السوري، بعد توقف دام نحو 8 أعوام نتيجة الحرب في سوريا.
وبدأت الشاحنات التركية، اعتباراً من أمس، العبور مباشرةً نحو الداخل السوري بعد إتمام الإجراءات الجمركية اللازمة. وأعرب سردار توهومجو، الذي يعمل في قطاع النقل بالمنطقة، عن أمله أن تستمر عمليات العبور بعد الانتخابات المحلية، التي ستُجرى في تركيا نهاية الشهر الجاري. وكان يتم خلال السنوات الست الماضية تفريغ حمولة الشاحنات في المنطقة العازلة ليتم تحميلها على الشاحنات السورية، لكن الآن تعبر الشاحنات التركية مباشرةً وتفرغ حمولتها في الأماكن المحددة للتفريغ.
في سياق قريب، قالت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، أمس، إن بوابة «غصن الزيتون» الحدودية بين تركيا ومنطقة عفرين ستبدأ العمل الأسبوع المقبل، في خطوة جديدة ضمن مشروع يهدف إلى تسريع تدفق المساعدات والمعدات. وتحمل البوابة، التي بدأ العمل فيها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اسم عملية «غصن الزيتون» العسكرية التي نفذتها القوات التركية وقوات من الجيش السوري الحر العام الماضي ضد وحدات حماية الشعب الكردية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.