وفد تقني يحضّر لاجتماع اللجنة العليا اللبنانية ـ السعودية

الحريري لتوقيع اتفاقيات تعكس فرص التعاون بين البلدين

TT

وفد تقني يحضّر لاجتماع اللجنة العليا اللبنانية ـ السعودية

ترأس رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، جانبا من الاجتماع التنسيقي للوفد التقني المؤلف من مديرين عامين وممثلين عن كل الوزارات المعنية الذي يزور المملكة العربية السعودية في 10 و11 مارس (آذار) الحالي من أجل التحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة اللبنانية - السعودية التي يترأسها عن الجانب السعودي وزير المال محمد الجدعان، وعن الجانب اللبناني وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش.
والهدف من زيارة الوفد التقني هو بحث مواضيع التعاون بين البلدين والبت في صورة نهائية لمشروعات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المطروحة من الجانبين، تمهيدا لعقد اللجنة المشتركة العليا وزيارة الرئيس الحريري للمملكة لرعاية توقيع الاتفاقيات في وقت لاحق.
وتوجّه الحريري إلى الوفد التقني بالقول: «نعلق آمالا كبيرة على جهودكم، ونأمل منكم أن تقوموا بتحضير مشروعات الاتفاقيات المطلوبة لتطوير وتقوية العلاقات بين لبنان والمملكة، ولما فيه مصلحة لبنان. أنتم تعرفون عمق العلاقة التي تربط بين بلدينا وما قامت به المملكة من أجل لبنان، وما قدمه اللبنانيون للمملكة أيضا، ولكن لا بد من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة تعكس طموحات البلدين وحجم الفرص الموجودة للتعاون».
وقال: «أنتم تلاحظون الهجمات التي تتعرض لها الدولة وإداراتها، وأريد منكم أن تثبتوا للناس بالفعل كيف تعملون بكفاية واقتدار، والجهود التي تبذلونها من خلال مواقعكم وبصمت لدعم مسار الدولة كله».
وأضاف: «أعلم أن هناك أماكن فيها هدر وأخرى فيها فساد أيضا، ونحن نعمل معكم لمكافحة هذه الآفة والقضاء عليها، وأنتم أثبتم قدرتكم بهذا الخصوص وعملتم لمصلحة البلد. أنا أقف بجانبكم ويجب علينا أن نعمل يدا بيد وليل نهار ليكون عملنا ناجحا، لأن ذلك سيكون داعما للاقتصاد الوطني، وكلكم تلاحظون منذ الإعلان عن رفع الحظر عن مجيء السعوديين إلى لبنان التأثير الإيجابي من خلال زيادة تدفقهم إلى البلد، ونحن نريد تسهيل هذا الأمر وتفعيله من خلال الاتفاقيات المرتقبة بين البلدين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.