حقوقيون في جنيف: الحوثيون خطفوا وأخفوا قسرياً 16 ألف مدني

TT

حقوقيون في جنيف: الحوثيون خطفوا وأخفوا قسرياً 16 ألف مدني

كشفت ندوة في جنيف، نظمها تحالف حقوقي يمني، أمس، على هامش انعقاد الدورة 40 لمجلس حقوق الإنسان، أن الجماعة الحوثية مسؤولة عن اختطاف وإخفاء أكثر من 16 ألف مدني، منذ انقلابها على الشرعية حتى نهاية العام الماضي.
وركزت الندوة، التي نظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، المعروف اختصاراً بـ«رصد»، على جوانب الإخفاء القسري، وعلى زرع الألغام من قبل الجماعة الحوثية.
وذكر الناشط الحقوقي باسم العبسي، في الندوة، أن عدد حالات الإخفاء القسري بلغت 3544 حالة في عدد من المحافظات، بينهم 64 طفلاً، و15 امرأة، و72 مُسناً، خلال 4 سنوات من الانقلاب، موضحاً أن الميليشيات الحوثية الانقلابية تصدرت قائمة المنتهكين بـ3375 حالة في عدد من المحافظات.
وبحسب إحصائيات التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، بلغ عدد حالات الاعتقال والاختطاف والاحتجاز 16565، بينهم 368 طفلاً، و98 امرأة، و385 مسناً، خلال نفس الفترة، لافتاً إلى أنه تم تسجيل 2599 حالة في أمانة العاصمة صنعاء، وفي أريافها 2223 حالة، وفي تعز 1425.
وقال العبسي إن عائلات المحتجزين تعيش كابوساً لا ينتهي بعد اختفاء ذويهم قسراً على أيدي الميليشيات، التي تجبر عوائل المختطفين في أغلب الحالات على الصمت أو التخويف ودفع مبالغ مالية من أجل معرفة أماكن اعتقالهم واللقاء بهم.
من جهتها، أشارت رئيسة منتدى «مدار» الدكتورة سمية الثور، في ورقتها التي قدمتها في الندوة بعنوان «انتهاكات حقوق الإنسان بحق المرأة والطفل في اليمن»، إلى وضع المرأة اليمنية في ظل الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها الميليشيات الحوثية، من خلال الاعتداءات الجسدية، خاصة تجاه اعتصامات النساء في صنعاء، واعتصامات رابطة أمهات المختطفين والمخفيّين قسرياً، والتي بلغت 577 انتهاكاً منذ العام 2017، ناهيك عن النساء والأطفال الذين يسقطون برصاص وقذائف الميليشيات، التي تتساقط على الأحياء السكنية والمدارس.
وطالبت الناشطة الحقوقية بتفعيل القرارات والقوانين الدولية ذات الصلة، وأهمها قوانين حماية المدنيين أثناء الحرب، وتجنب قصف المناطق المدنية والمأهولة بالسكان، وتشكيل لجان رصد وتوثيق من المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني المستقلة ورجال القانون، بدعم ورعاية من الأمم المتحدة، بحيث تقوم تلك اللجان بتوثيق الانتهاكات وإعداد عرائض اتهام ضد الأطراف المتورطة، ما يسهل ملاحقتهم قانونياً والتحقيق في جميع قضايا الانتهاكات الموثقة والإعلان عن مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.
وفي الندوة نفسها، أوضحت الأكاديمية اليمنية أروى الخطابي، في ورقتها بعنوان «ألغام الحوثي... الخطر المستمر الذي يتربص باليمنيين في كل مكان»، أن الميليشيات زرعت أكثر من مليون لغم في مختلف المحافظات، منها ألغام مضادة للأفراد، ومضادة للعربات، ومضادة للدبابات والسفن والمراكب البحرية، منذ العام 2014 حتى العام 2018.
وأشارت الخطابي إلى أن الألغام التي زرعتها الميليشيات في مختلف المحافظات أسفرت عن سقوط 900 قتيل وأكثر من 10 آلاف جريح، بينهم نساء وأطفال، في حين أكدت أن «اليمن أصبح أكبر دولة ملغومة بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية».
وقالت: «إن الميليشيات تستخدم الألغام على شكل صخور ملونة وأسطوانية، وفي هيئة ألعاب الأطفال ومواد البناء والمجسمات، وتستهدف من خلالها أبناء الشعب اليمني»
وبيّنت الخطابي «أن زارعة الميليشيات الحوثية الألغام، وطريقة التعامل معها، يؤكد أن الحوثي لا يستهدف تحركات الجيش والمقاومة، ولكن لإرهاب المدنيين وترويعهم وتهديد أمنهم وسلامتهم».
وفيما أوضحت أن الميليشيات تستعمل الأطفال الذين تقوم بتجنيدهم بصورة غير قانونية في زراعة الألغام، طالبت بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في قضية الألغام وإحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
TT

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)

نفى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أن يكون قد غادر سوريا «بشكل مخطَّط له كما أُشيع»، مؤكداً: «بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)».

وأوضح الأسد، في بيان منسوب إليه نشرته حسابات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي: «مع تمدد (الإرهاب) داخل دمشق، انتقلتُ بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها».

وأضاف: «عند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبيَّن انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش. ومع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسيّر، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر».

وتابع: «مع سقوط الدولة بيد (الإرهاب)، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارغاً لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه».

وأضاف الأسد في البيان: «لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل عددت نفسي صاحب مشروع وطني أستمدّ دعمه من شعب آمنَ به».

وأعلنت المعارضة السورية، يوم الأحد 8 ديسمبر، أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد الذي امتد 24 عاماً. وورد في بيان المعارضة على شاشة التلفزيون الرسمي: «تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد».

وأضافت المعارضة أنه جرى إطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما كشف ضابطان كبيران بالجيش السوري عن أن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يعلن الكرملين أن «الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو»، مضيفاً: «منحتهم روسيا اللجوء لدواعٍ إنسانية».

وشكَّلت المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكومة انتقالية مؤقتة برئاسة محمد البشير، حتى الأول من مارس (آذار) 2025.