تونس: الكشف عن خلية إرهابية تتواصل مع «داعش» في سوريا

TT

تونس: الكشف عن خلية إرهابية تتواصل مع «داعش» في سوريا

كشفت أجهزة الأمن التونسية عن خلية إرهابية نائمة في مدينة المكنين من ولاية المنستير (وسط شرقي تونس). وقالت إن عناصر متهمون بالتواصل مع إرهابيين داخل تونس وفي سوريا ممن انضموا إلى تنظيم «داعش» الإرهابي. وأكدت أنها ألقت القبض على عنصرين من المجموعة المتكونة من 9 عناصر إرهابية، كما استجوبت عنصرين بحال سراح ولا تزال تلاحق بقية العناصر الإرهابية المشتبه بها.
وبشأن هذه العملية الأمنية الاستباقية، أكدت مصادر تونسية أهمية الخطوات المتخذة خلال هذه الفترة من قبل أجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب، وذلك من خلال تعقب تحركات العناصر الإرهابية والمجموعات التي تتبنى الأفكار المتطرفة، لتضييق الخناق على أنشطتها والكشف عنها في المهد، تخوفاً من إعادة سيناريو الإرهابية التونسية منى قبلة المعروفة باسم انتحارية شارع بورقيبة التي كشفت الأبحاث الأمنية أنها غير مسجلة ضمن قائمات الإرهابيين.
وفيما يتعلق بعناصر هذه الخلية الإرهابية، أشارت المصادر ذاتها إلى أن طالباً جامعياً في العقد الثالث من العمر من بين المنتمين لها، وقد كشفت التحريات الأمنية عن تمجيده تنظيم «داعش»، ونشره صوراً تمجد الإرهاب وتدعو إلى الخروج عن سلطة الدولة المدنية. وأشارت كذلك إلى أن العناصر الإرهابية كانت تتواصل مع عنصر إرهابي تونسي يقضي عقوبة بالسجن في تونس، كما تواصلت مع إرهابيين تونسيين التحقوا بجبهات الموت في سوريا، حيث يوجد نحو 70 في المائة من إجمالي الإرهابيين التونسيين الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية التي تقدر مصادر حكومية رسمية عددهم بنحو 3 آلاف إرهابي.
وتشير تقارير أمنية تونسية إلى أن عدد الخلايا الإرهابية النائمة التي تنتشر في عدد من المدن التونسية والأحياء الشعبية المحيطة بعدد من المدن الكبرى مقدر بما بين 300 و400 خلية إرهابية، وهي على تواصل بالتنظيمات الإرهابية والعناصر الإرهابية المتحصنة في الجبال الغربية للبلاد، وهي التي توفر المساعدة المالية لتلك العناصر الإرهابية وتمدها بخريطة تحركات الوحدات الأمنية والعسكرية التي تستهدفها تلك العناصر بهجمات إرهابية دموية.
على صعيد متصل، ألقت أجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب القبض، بمنطقة قبلاط من ولاية - محافظة باجة (نحو 100كلم شمال غربي العاصمة التونسية)، على شاب يبلغ من العمر نحو 24 سنة، وذلك إثر توفر معلومات تؤكد تنزيله صوراً وتدوينات تحرض على استهداف مراكز أمنية ونعتهم بالطواغيت بحسابه الخاص عبر شبكة التواصل الاجتماعي، ووجهت له تهمة «شتم أعوان الأمن عبر شبكات التواصل الاجتماعي».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.