تونس: منتدى إقليمي يبحث أثر الاستثمار الخارجي في التنمية المتوسطية

TT

تونس: منتدى إقليمي يبحث أثر الاستثمار الخارجي في التنمية المتوسطية

انطلقت أمس في العاصمة التونسية أشغال منتدى إقليمي موضوعه «الاستثمار الخارجي وتأثيره على التنمية المستدامة في المنطقة المتوسطية»، ويشارك في هذا المنتدى الاقتصادي الهام خبراء يمثلون هياكل دعم أوروبية وإقليمية، من بينها الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، علاوة على ممثلين لهياكل مالية من بلدان الخليج العربي وبلدان اتحاد المغرب العربي.
وأشارت وزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي في تونس المشرفة على تنظيم المنتدى، إلى أن هذه الفعالية تهدف إلى مزيد من تعميق الحوار حول القدرات الإحصائية في النهوض بالاستثمارات الخارجية وتبادل التجارب والخبرات بين الأطراف المشاركة.
وفي هذا المجال، أكد زياد العذاري وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي، على أن السلطات التونسية عملت خلال السنوات الأخيرة، على تطوير التشريعات والقوانين لاستقطاب الاستثمار الخارجي، وتوفير مناخ جاذب للاستثمارات الأجنبية، سواء المباشرة أو غير المباشرة، إلى جانب تطوير الخدمات الإحصائية لضمان وضوح أكثر حول السوق التونسية بالنسبة للمستثمرين المحليين أو الأجانب. كما تستعد الحكومة التونسية لطرح قانون لتحفيز الاستثمار والتشجيع على تدفق رؤوس الأموال إلى تونس، وذلك في ظل السعي إلى إرساء مقومات التنمية المستدامة من خلال تطوير الأطر القانونية والهيكلية المساعدة لها.
وفي هذا السياق، أكد أكثر من هيكل مالي دولي ومتوسطي على دعم التجربة التونسية في مجال التنمية المستدامة، على غرار الاستثمار في الطاقات المتجددة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية على وجه الخصوص). وعرضت تونس على هامش هذا المنتدى الإقليمي عدة مشاريع في هذا الباب، وسوقت خلال هذه التظاهرة لضرورة الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة، ونوهت بمستوى التعاون المالي والفني مع بلدان الاتحاد الأوروبي، ومن بينها ألمانيا على وجه الخصوص.
وأكدت تونس في هذا المجال على سعيها إلى تغطية نسبة 30 في المائة من حاجياتها المحلية من الطاقة من خلال استغلال الطاقات البديلة، وهو ما يتطلب إمكانيات مالية كبيرة، وقد يكون قانون الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص الذي صادقت عليه تونس قبل فترة من بين دعائم هذا التعاون الاقتصادي.
وكانت تونس قد تمكنت خلال سنة 2018 من تجاوز الأهداف التي رسمتها في مجال استقطاب الاستثمارات الخارجية. وكشفت مصادر من وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي (هيكل حكومي) عن تدفق نحو 2.8 مليار دينار تونسي (نحو 930 مليون دولار) على السوق التونسية.
وبلغت الاستثمارات الخارجية المباشرة في نهاية السنة الماضية أكثر من 2.45 مليار دينار (نحو 808 ملايين دولار)، وذلك مقابل 1.86 مليار دينار (614 مليون دولار) خلال سنة 2017. وزادت الاستثمارات الخارجية المباشرة في قطاع الطاقة بنسبة 14.7 في المائة، لترتفع من مستوى 783.6 مليون دينار (259 مليون دولار)، إلى 898.6 مليون دينار (297 مليون دولار) في الفترة ذاتها.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».