الرئيس اللبناني: اللحظة مواتية لانطلاق المعركة ضد الفساد

أكد أنه {لا حصانة لأحد مهما علا شأنه}

عون مستقبلاً وفد «الرابطة المارونية»
عون مستقبلاً وفد «الرابطة المارونية»
TT

الرئيس اللبناني: اللحظة مواتية لانطلاق المعركة ضد الفساد

عون مستقبلاً وفد «الرابطة المارونية»
عون مستقبلاً وفد «الرابطة المارونية»

على صعيد آخر، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون، أن «اللحظة مواتية اليوم للانطلاقة الفعلية للمعركة ضد الفساد وسنربحها لأن كل اللبنانيين يدعموننا فيها ولا حصانة لأحد مهما علا شأنه». وشدد على أن «ملف النازحين السوريين هو ملف سيادي ولن نتراجع عن العمل لعودتهم إلى بلادهم».
مواقف عون جاءت خلال استقباله وفد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية لمناسبة انتهاء ولايته وإجراء انتخابات جديدة. وفي كلمته تناول رئيس الجمهورية ما تحقق حتى الآن، فلفت إلى أنه سعى في الفترة الأولى لولايته «إلى إعادة تنظيم القوى الأمنية والعسكرية التي تشكل الأرضية الصالحة التي يمكن البناء عليها للمستقبل وضمان استتباب الأمن في البلاد، الأمر الذي بات يترجمه الارتياح الذي تبديه البعثات الدولية لما تحقق على هذا الصعيد».
وأكد: «أما معركة الفساد التي لطالما اعتقد البعض أنها معركة منسية، فقد بدأت وإن تأخرت بعض الشيء، حيث بوشر بفتح عدد من الملفات»، لافتاً إلى أن «ثمة اندفاع ومقاومة لمعركة الفساد كما لاحظتم في الأيام الأخيرة، إلا أننا مصممون على ربح المعركة مهما بلغت التحديات لا سيما أنه لا حصانة لأحد مهما علا شأنه كما لن يكون فيها تمييز».
وفي موضوع النازحين، قال: «نواصل العمل على حل الملف، بعد تنامي عددهم»، لافتاً إلى لقائه الأخير مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وتأكيده أمامها «استغراب لبنان للموقف الدولي الرافض لاستضافة النازحين أو مساعدة لبنان على إعادتهم إلى بلدهم، وتمسك لبنان في المقابل بموقفه السيادي من هذه القضية وعدم قبوله أي توصية في هذا الصدد».
ومع تأكيده على أن «لبنان سيبدأ سلوك طريق النهوض من أزمته الاقتصادية الموروثة مع ضرورة أن يواكب المواطنون الجهود التي تبذلها الدولة لتسريع هذه العملية»، شدّد السعي «لإعادة تفعيل عمل المؤسسات، أكان في الداخل أو الخارج، من خلال تفعيل عمل السفارات اللبنانية وتعيين ملحقين اقتصاديين فيها، حيث أحرز لبنان تقدماً في التسويق لبعض منتجاته ذات الجودة العالية، آملاً «أن تلتزم الصناعات المحلية الأخرى بالمواصفات التي تتيح لها إحراز التقدم الملموس».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.