مصر: الطب الشرعي يبرئ «الإرهاب» من حادثة القطار

النيابة استدعت كبار مسؤولي هيئة السكك الحديد

TT

مصر: الطب الشرعي يبرئ «الإرهاب» من حادثة القطار

حسم تقرير للطب الشرعي المصري، أمس، جدلاً وشكوكاً بخصوص المسؤولية عن حادث انفجار «جرار قطار» بمحطة القاهرة الرئيسية، الأربعاء الماضي، ما أودى بحياة 22 مواطناً، بعدما نفى تماماً وجود «آثار مواد متفجرة في جثث الضحايا».
وفيما استدعى النائب العام رئيس هيئة السكة الحديد وكبار مسؤولي الهيئة للتحقيق معهم بشأن الحادث، الذي هزّ مصر، وتسبب في استقالة وزير النقل هشام عرفات، تواصلت المطالبات في وسائل الإعلام المحلية بضرورة محاسبة جميع المتسببين عن الحادث.
وسبق أن أشارت وسائل إعلام محلية لاحتمالية كون الحادث مدبراً، رغم نفي المتهم الأول (السائق) ذلك، وقوله أثناء استجوابه إن «أي جهة (معارضة) لم تستخدمه لصناعة الكارثة»، مؤكداً عدم «انتمائه لأي جماعة».
وتسلمت نيابة شمال القاهرة الكلية، أمس، تقارير الطب الشرعي الخاص بالضحايا، ونتائج المعمل الجنائي، وأفادت التقارير بأن معظم الضحايا توفوا نتيجة تعرضهم للحرق، وأن عدداً منهم توفي نتيجة انفجار في المخ وتهتك في أجزاء بالجسد.
وأشارت التقارير أنه «لا توجد شبهة جنائية في الحادث، ولا توجد أي آثار لمواد متفجرة، طبقاً لتقرير المعمل الجنائي».
بدوره، أمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، باستدعاء رئيس هيئة سكك حديد مصر لسؤاله في الواقعة، وباقي المسؤولين بالهيئة لتحديد مسؤولية كل منهم عن الحادث. كما قامت النيابة العامة بندب لجنة من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لفحص المبنى المتضرر من جراء الحادث داخل محطة مصر، لبيان حالته الإنشائية، وما أصابه من أضرار.
وكانت النيابة العامة المصرية، أمرت الخميس الماضي، بحبس 6 متهمين 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمتي القتل الخطأ والإهمال الجسيم، وهم سائق الجرار ومساعد السائق وعامل مصاحب لهما، وسائق جرار آخر ومساعده وعامل مصاحب لهما. وقررت محكمة شمال القاهرة، أول من أمس، تجديد حبس المتهمين في القضية 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
وتسبب الحادث في اندلاع حريق مروع في محطة «رمسيس»، كما أسفر أيضاً عن إصابة أكثر من 40. بعضهم ما زال يتلقى العلاج. وأفادت التحقيقات الأولية للنيابة المصرية بأن «سائق الجرار المتسبب في الحادث ترك كابينة القيادة ليعاتب زميلاً له، ما أدى إلى سير الجرار من دون قائد».
ومنذ الحادث بدأت الحكومة المصرية، مراجعة أعمال الصيانة الدورية، للتأكد التام من الحالة الفنية للقطارات، وكذلك معايير الالتزام التام بتعليمات السلامة والأمان المنصوص عليها. وكلف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بتولي مهام وزارة النقل، لحين تعيين وزير جديد بديلاً لعرفات.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.