«حزب الله» يحاول احتواء عاصفة ردّ السنيورة على الاتهامات بالفساد

TT

«حزب الله» يحاول احتواء عاصفة ردّ السنيورة على الاتهامات بالفساد

حاول «حزب الله»، أمس، احتواء العاصفة التي أثارها المؤتمر الصحافي الذي عقده أحد ممثليه في البرلمان النائب حسن فضل الله، والردّ العنيف من رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة يوم الجمعة الماضي حول ملفات قديمة متعلقة بالمالية العامة؛ إذ أكد قياديو الحزب أنهم لا يستهدفون شخصاً بعينه، أو حزباً أو طائفة، وأنهم ماضون في مشروع «مكافحة الفساد».
وكان الحزب كال اتهامات للحقبة السياسية التي كان يترأس فيها السنيورة الحكومة في عامي 2006 و2007، من باب فتح ملفات الحسابات المالية للدولة وتضييع الأموال، وقال الحزب إن هناك 11 مليار دولار ضاعت في فترة حكمه. ورد السنيورة يوم الجمعة الماضي، قائلاً: «هناك من يحاول أن يحرف انتباه الناس نحو مسائل أخرى ليغطي ما يفعله وليمنع الإصلاحات الحقيقية»، مؤكدا أن «الفاسد السياسي هو كل من يقيم دويلات داخل الدولة ويسيطر على مرافقها».
وحاول مسؤولو الحزب، أمس، إعادة احتواء عاصفة رد السنيورة؛ إذ قال عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق إن «المسؤولية الوطنية كما الدينية والأخلاقية تفرض على الحزب أن يكمل مسار مكافحة الفساد إلى أبعد حد، ولا نريد بذلك أن نستهدف شخصاً أو مسؤولاً أو حزباً أو طائفة أو منطقة، لأن مكافحة الفساد لا تصلح أن تكون منصة لتصفية الحسابات».
ورأى قاووق أن «(حزب الله) يشهر هدفه بمكافحة الفساد»، مضيفاً: «هدفنا التدقيق في الحسابات المالية، وليس تصفية الحسابات السياسية، فضلاً عن حماية المال العام، ونحن لسنا بوارد الانتقام من أحد أو إضعاف فريق سياسي أياً كان، ولذلك فإن (حزب الله) لا يستهدف أي شخص أو حزب محدد تحت عنوان مكافحة الفساد، لأن الفساد لا دين له ولا طائفة، وهو وباء كالخيانة التي لا تعرف طائفة ولا منطقة ولا ديناً».
كما قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش: «إننا جديون في متابعة هذا الملف من أجل الحد من الفساد واستعادة أموال الدولة المهدورة إلى الدولة والشعب اللبناني، ولا نتحرك بخلفيات سياسية ولا لتصفية حسابات مع أحد، ولا لتسجيل نقاط في مرمى أحد، أو لاستهداف أحد بتهم لم يرتكبها، ولا نريد أن ندخل في سجال مع أحد، كما لا نريد أن نسمي أحداً»، مضيفاً: «من يريد أن يعتبر نفسه متهماً ويسمي نفسه، فهذا شأنه، ولكن هو من يكون قد وضع نفسه في دائرة الشبهة والتهمة وليس نحن من وضعه في هذه الدائرة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.