نجاح رودجرز مع سلتيك ليس ضماناً لإثبات جدارته مع ليستر

هيمن على البطولات الاسكوتلندية لكن عدم تقدمه أوروبياً جعل جماهير فريقه لا تشعر بالحزن لرحيله

رودجرز هيمن على كل البطولات الاسكوتلندية مع سلتيك
رودجرز هيمن على كل البطولات الاسكوتلندية مع سلتيك
TT

نجاح رودجرز مع سلتيك ليس ضماناً لإثبات جدارته مع ليستر

رودجرز هيمن على كل البطولات الاسكوتلندية مع سلتيك
رودجرز هيمن على كل البطولات الاسكوتلندية مع سلتيك

شعر عدد كبير من جمهور نادي سلتيك الاسكوتلندي بالغضب الشديد من المدير الفني الآيرلندي بريندان رودجرز، بعدما قرر الرحيل عن النادي بشكل مفاجئ، من أجل تولي قيادة نادي ليستر سيتي الإنجليزي.
وقال رودجرز، الذي كان قد تولى قيادة سلتيك في مايو (أيار) 2016: «منذ اللحظة التي جئت فيها إلى اسكوتلندا وأنا أعيش ما كنت أحلم به، كنت أنا واللاعبون والعاملون بالنادي والجمهور، نعيش رحلة رائعة لن أنساها أبداً».
لكن المدير الفني البالغ من العمر 46 عاماً قرر أن ينهي هذا «الحلم» فجأة، قبل نهاية الموسم الجاري بـ14 مباراة، رغم أن فريقه كان يهيمن تماماً على الساحة المحلية في اسكوتلندا، للعام الثالث على التوالي. ويشير هذا الأمر إلى أنه بداية من الموسم الماضي فإن الهيمنة على الساحة المحلية في اسكوتلندا لم تعد كافية لجذب انتباه واهتمام رودجرز، على الأقل عندما أصبحت العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز خياراً متاحاً وقابلاً للتطبيق.
وكان نادي ليستر سيتي مهتماً على مدى شهور طويلة بالتعاقد مع رودجرز، الذي يمتلك خبرات كبيرة في العمل بالدوري الإنجليزي الممتاز، عندما كان يتولى قيادة نادي ليفربول.
ومع ذلك، كان يُنظر إلى رودجرز على أنه لم يحقق شيئاً استثنائياً مع سلتيك، الذي كان يهيمن على كرة القدم المحلية حتى قبل التعاقد معه. وبالتالي، يمكن بكل تأكيد تفهم مشاعر الغضب لدى جمهور النادي، بسبب الرحيل المفاجئ للمدير الفني الآيرلندي، خاصة أن هذا الجمهور كان يعشق رودجرز، ويقدم له دعماً كبيراً في كل المناسبات.
وعلاوة على ذلك، يجب التأكيد أيضاً على أن الشعور الدائم من جانب مسؤولي نادي سلتيك بالرغبة في الفوز بلقب الدوري الاسكوتلندي الممتاز لمدة عشر سنوات متتالية، له صدى أوسع مما يعتقده مسؤولو النادي أنفسهم؛ لأن ذلك الأمر يعني ضمنياً عدم وجود منافسة حقيقية على المستوى المحلي، والدليل على ذلك أن رودجرز، الذي كان أكبر إنجازاته قبل تولي قيادة سلتيك هو قيادة سوانزي سيتي لملحق الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2011، قد قاد النادي الاسكوتلندي للحصول على سبعة ألقاب محلية.
وكان رودجرز مطالباً بالفوز بكل مباراة يخوضها مع نادي سلتيك؛ لكن هذا الأمر سيكون مختلفاً تماماً مع نادي ليستر سيتي؛ لكن لا شك في أن ذلك سيضع مزيداً من التحديات على كاهل المدير الفني الآيرلندي.
دعونا نتفق في البداية على أن رودجرز حقق نتائج جيدة مع سلتيك على المستوى المحلي، وساعد في تطوير قدرات عدد من اللاعبين الشباب، مثل كالوم مكغريغور، وجيمس فورست، وكيران تيرني، وريان كريستي. وعندما كان الفريق يعاني في بداية الموسم الحالي، عقد رودجرز اجتماعاً مع لاعبيه، وطلب منهم أن يطرحوا أفكاراً رئيسية تتعلق بكل واحد من زملائهم في الفريق.
وبعد ذلك، تم إخطار كل لاعب بتفاصيل الأفكار المتعلقة به هو شخصياً، وهو الأمر الذي ساعد في تحسن الأداء؛ لكنه يعكس في الوقت نفسه امتلاك رودجرز لمهارات جيدة في الإدارة.
لكن رودجرز واجه مشكلات أكبر من ذلك؛ حيث دخل في صدام مع مجلس إدارة سلتيك، بشأن ما اعتبره عدم دعمه بشكل كاف في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، من أجل تدعيم صفوف الفريق، وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على علاقته بمسؤولي النادي، للدرجة التي جعلت ديرموت ديزموند، المساهم الرئيسي لنادي سلتيك، يمنح مزيداً من الصلاحيات للرئيس التنفيذي، بيتر لاويل، وهو ما كان يعني خسارة رودجرز لهذه المعركة.
ورداً على الشكاوى من جانب رودجرز، أشار مسؤولو النادي إلى أنهم أنفقوا بشكل غير مسبوق على تدعيم صفوف الفريق، والدليل على ذلك أنه خلال فترة تولي رودجرز قيادة الفريق، ارتفعت نفقات النادي السنوية على اللاعبين والعاملين إلى نحو 60 مليون جنيه إسترليني سنوياً، أي نحو 30 ضعف ما تنفقه الأندية المنافسة الأخرى. لكن لن يكون من المفاجئ أن ترى هذه النفقات تقل بشكل ملحوظ الآن. وقد أشرف لي كونغيرتون، الذي عينه رودجرز وظل يدافع عنه، على فترة انتقالات سيئة ومشؤومة للنادي في الآونة الأخيرة.
ونتيجة لهذه الفجوة المالية الهائلة بين سلتيك وباقي المنافسين – وهي ليست مشكلة سلتيك بالطبع – ظهر رودجرز وكأنه «عملاق بين مجموعة من الأقزام»، إن جاز التعبير، وبدا وكأنه يقدم النصائح والمشورة للأندية الأخرى ومديريها الفنيين. ومع ذلك، كان هناك مؤشر واضح، حتى قبل عام من الآن، على أن هذه الهيمنة على كرة القدم الاسكوتلندية ليست كافية لتحفيز المدير الفني الآيرلندي، الذي كان ينظر إلى نفسه على أنه في مستوى أعلى.
وفي ظل كل هذا، كان فشل رودجرز على الصعيد الأوروبي أمراً غريباً. كما كان ذلك يقلل من قيمة انتصار فريقه على أندية مثل هاملتون أو سانت جونستون، التي لا يتجاوز إجمالي الأجور السنوية بها مرتب رودجرز الشخصي. وقاد رودجرز سلتيك في 22 مباراة أوروبية؛ لكنه لم يحقق الفوز سوى في خمس مباريات فقط منها. وبينما تمكن مديرون فنيون آخرون، مثل نيل لينون وجوردون ستراكان - مرتين – من قيادة سلتيك للوصول إلى دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا، كان رودجرز يظهر عاجزاً في المباريات الأوروبية.
وسرعان ما بدأ الجميع يتحدث عن أن كرة القدم الجميلة والسهلة التي يلعبها الفريق تحت قيادة رودجرز، بعيداً عن البرغماتية الفعالة، هي التي تجعل الفريق عاجزاً عن تحقيق نتائج جيدة على المستوى الأوروبي. لكن الحقيقة هي أن سلتيك تحت قيادة رودجرز كان دائماً ما يظهر بشكل سيئ في البطولات الأوروبية، بشكل لا يتعلق بطريقة اللعب على الإطلاق؛ حيث كان الفريق يبدو ضعيفاً للغاية من الناحية الهجومية، وخسر أمام آيك أثينا اليوناني في مرحلة التأهل للنسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا بنتيجة ثقيلة، رغم أن الفريق اليوناني لم ينجح بعد ذلك في الحصول على أي نقطة في دور المجموعات.
وفي غضون ثلاث سنوات تقريباً، لم يتمكن رودجرز من بناء خط دفاع قوي لسلتيك، وهو الأمر الذي يجب أن يلتفت إليه مسؤولو النادي في فترة الانتقالات الصيفية القادمة، من أجل تدعيم هذا الخط الذي يعاني بقوة. وما زال النادي متمسكاً بخدمات مدافعه المخضرم سكوت براون، الذي يتسبب في مشكلات دفاعية كبيرة في أي مواجهة للفريق خارج إطار المنافسة الضعيفة في الدوري المحلي.
وعلاوة على ذلك، فإن عدم وجود ثقة في أكاديمية الناشئين بالنادي، التي تعد الأفضل في اسكوتلندا بفارق كبير عن باقي الأندية، يعني أن النادي يعتمد على سياسة خاطئة؛ لأنه يتعاقد مع لاعبين بأسعار كبيرة ولا يقدمون له الأداء المطلوب، في الوقت الذي يمكنه فيه الاعتماد على اللاعبين الشباب ومنحهم بعض الوقت لاكتساب الخبرات اللازمة.
وخلاصة القول: هناك بعض الأمور التي لا يزال يتعين على رودجرز أن يثبتها في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا سيما بعد رحيله عن ليفربول في ظروف سيئة، وكذلك في ظل فشله في تقديم أداء مقنع مع سلتيك على الساحة الأوروبية. ورغم أن رودجرز كان خياراً جيداً للغاية بالنسبة لنادي سلتيك، فإنه ليس هناك سبب واحد يدعو النادي الاسكوتلندي للبكاء على رحيله.


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.