السباق الرئاسي في 2020 «معركة بين الرأسمالية والاشتراكية»

TT

السباق الرئاسي في 2020 «معركة بين الرأسمالية والاشتراكية»

يلخص تيم هولسكامب العضو السابق في الكونغرس، الذي يترأس حالياً مؤسسة «هارتلاند» السباق الرئاسي الأميركي في 2020 بمعركة بين الرأسمالية والاشتراكية. وقال: «آمل أن يتجه الديمقراطيون أكثر يساراً. سنهزمهم جميعاً». ويرجح أن يصبح عنوان حملة الرئاسة للانتخابات الأميركية المقبلة «الاشتراكية رديئة». وانتشر «المصطلح» هذا الأسبوع من خلال مؤتمر «بوليتيكال كونسرفاتيف أكشن» للمحافظين وسط حضور يعتمر قبعات كُتب عليها شعار ترمب «لنعيد لأميركا عظمتها مجدداً» ودبابيس كُتب عليها «ترمب 2020». وساهم المؤتمر المحافظ في إظهار مخاطر الجمهوريين بمستوى لم يشهد لها مثيل منذ عهد رونالد ريغن، خصم الاتحاد السوفياتي.
وذهب المؤتمر إلى حد الاستعانة بنايغل فاراج مؤسس حركة «بريكست»، لإيصال الرسالة إلى الناخبين. وسأل فاراج الحضور «هل الاشتراكية ناجحة؟». ورد الحاضرون بصيحات استهجان. وقال: «أظهروا الديمقراطيين بأنهم اشتراكيون من اليسار المتطرف وستحققون فوزاً انتخابياً مدوياً».
وأعرب مات شلاب المسؤول عن إدارة المؤتمر، عن ثقته بأنه من المنصف وصف خصوم ترمب بأنهم يساريون متشددون. وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أنه من المناسب جداً أن يتصدى المحافظون للاشتراكية». ووافقه الرأي العديد من المشاركين في المؤتمر.
قبل عشرين شهراً من تصويت الأميركيين لإعادة انتخاب دونالد ترمب، يتحدى المحافظون العديد من منافسيه التقدميين في انتخابات 2020 ممن ينتهجون سياسة جديدة عنوانها «الاشتراكية».
بدأ تداول تعبير الاشتراكية بسرعة منذ أن أخذ المرشحون الديمقراطيون يؤيدون علناً الأفكار الليبرالية بما في ذلك خطة لمكافحة التقلبات المناخية معروفة باسم الخطة الخضراء الجديدة وتوسيع التغطية الصحية.
ويقول مشارك في المؤتمر إن موضوعات ساخنة مثل تأمين التحصيل الجامعي دون قروض «الذي كان يعد راديكالياً، أصبح في الخط الأول من الانتخابات التمهيدية الديمقراطية»، وتظهر على شاشة كلمة «اشتراكية» إلى جانب صور احتجاجات.
ويركز الفيديو على تحرك اليسار في حرم بعض الجامعات، ويحذر من الميول اليسارية للمرشحين للانتخابات الرئاسية وهم: كمالا هاريس، وكوري بوكر، وكرستن غيليبراند. ولم يتم دق ناقوس الخطر على الشاشة فقط. وتوجه نائب الرئيس مايك بنس، الجمعة، إلى مؤتمر المحافظين للتحذير من أن الديمقراطيين يتجهون «إلى اليسار» قبل استحقاق 2020. وقال: «تحت ستار التغطية الصحية للجميع والخطة الخضراء الجديدة، يعتمد الديمقراطيون المفاهيم الاقتصادية البالية نفسها التي ساهمت في إفقار الأمم وحدّت من حريات الملايين خلال القرن الماضي. هذا النظام هو الاشتراكية». وأضاف بنس، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية في تحقيقها: «على الناخبين الاختيار بين الحرية والاشتراكية، بين المسؤولية الفردية والاعتماد على الحكومة»، مشيراً إلى الأزمة الاقتصادية المستمرة في فنزويلا في ظل النظام الاشتراكي. وتابع: «هذا هو الخيار الذي نواجهه خلال الأشهر العشرين المقبلة». ووضعت إلين إرفين وهي من مؤيدي ترمب من ولاية تينيسي، الشارة على قميصها باللون الأزرق الذي يذكِّر بحملة ساندرز الرئاسية في 2016. وقالت إرفين (71 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة: «أعتقد أن الاشتراكية هي النهج الذي اعتمده الديمقراطيون وسيردّ الجمهوريون على ذلك». وقال المحافظ فيش بورا (27 عاماً) وهو من نيويورك: «تتصاعد الاشتراكية بقوة... لهذا السبب إني قلق جداً على جيلي». وأضاف: «لا تتوقف هذه المعركة عند الاستحقاق الرئاسي في 2020 أو 2024، إنه أمر سيتنقل عبر الأجيال». لكن الفيديو قد يستخدم أيضاً كأداة لتحويل الأنظار عن الصعوبات التي يواجهها ترمب حالياً.
وقد تنتهي التحقيقات قريباً حول تواطؤ فريق حملة ترمب المحتمل مع روسيا، كما أن محاميه الشخصي السابق مايكل كوهن، كشف عن أنشطة غير مشروعة للرئيس الأميركي.
ويشكك الطالب جيمس ستيفنز (20 عاماً) في أن تؤثر إفادة كوهن أمام الكونغرس هذا الأسبوع، على الرئيس. وقال: «لم تؤثر أيٌّ من القضايا التي حاولوا زج ترمب فيها على رئاسته أو تؤدِّ إلى إقالته». وأضاف أنه سيكون مسروراً لو أن المرشحين التقدميين واصلوا اتجاههم إلى اليسار، وهي خطوة ستساعد ترمب، لكنه أقرّ بأن الديمقراطيين المتمسكين بالمؤسسات قد يفوزون. وأضاف: «يبحثون عن مرشح تكون لديه أفكار ديمقراطية أكثر من الاشتراكية لأن الاشتراكية ككل لا تروق في الحقيقة للكثير من الناس». ويتخوفون من أن يكون هذا المرشح هو جو بايدن.
ويُعتقد أن نائب الرئيس السابق يستعد لخوض المعركة للوصول إلى البيت الأبيض. وكشخصية معتدلة لها مصداقية ممتازة في صفوف البيض من الطبقة العاملة، قد يكون بايدن المرشح غير الاشتراكي الذي يخشاه محافظو ترمب الأكثر. وقال بورا: «يتمتع بهذه الجاذبية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».