3.8 مليون وظيفة شاغرة في أوروبا

3.8 مليون وظيفة شاغرة في أوروبا
TT

3.8 مليون وظيفة شاغرة في أوروبا

3.8 مليون وظيفة شاغرة في أوروبا

يشكو معظم بلدان الاتحاد الأوروبي من ارتفاع نسبة البطالة العمالية، مع ذلك هناك ملايين أماكن العمل الشاغرة. وهي لا توجد في ألمانيا فحسب إنما تشمل دولا أخرى تمتد من إسبانيا إلى بريطانيا، ومن هولندا إلى بولندا.
وفي هذا الصدد يجمع الخبراء الألمان في العاصمة برلين على أن عدد الشركات الأوروبية التي تصارع للعثور على العامل الكفء في المكان الوظيفي المناسب يزداد عاماً تلو الآخر، مما يولّد بحد ذاته تناقضا في أسواق العمل. فمن جهة توجد جيوش من الشباب الباحثين عن وظيفة حتى لو كان دخلها الشهري أقل بكثير من توقعاتهم، ومن جهة ثانية تفشل هذه الشركات في اصطياد المرشحين المناسبين لها.
تقول الخبيرة الألمانية في أسواق العمل الأوروبية نيكول نويباور، إن إجمالي الوظائف الشاغرة في أوروبا يتجاوز 3.8 مليون وظيفة. ومنذ بداية العام تتحرك الشركات الأوروبية، لا سيما تلك الصغيرة والمتوسطة الحجم للقيام بحملة إعلانات وفي وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية لسدّ الفراغ الوظيفي لديها. ويتمحور بحثها حول الإعلان عن وظائف جديدة أو وظائف على وشك أن تضحى شاغرة ممن يشغلها لعدة أسباب مثل التقاعد أو الانتقال إلى شركة أخرى أو الاستقالة.
وتضيف أن أرباب العمل هم أول المتضررين من هذا الفراغ الوظيفي في شركاتهم وهم مستعدون لسدّه بأي ثمن ممكن حتى لو كلّفهم الأمر إنفاق عشرات آلاف اليوروات للإعلان عن الوظائف الشاغرة. مع ذلك زاد عدد الوظائف الشاغرة أوروبيا 27 في المائة. ففي مطلع العام 2016. قارب إجمالي هذا العدد على 3 ملايين وحاليا هو يتخطى بسهولة 3.8 مليون وظيفة.
وتختم: «سجل عدد الوظائف الشاغرة في ألمانيا رقما قياسيا يرسو اليوم على 1.2 مليون وظيفة. ومع أن الشركات الألمانية تحاول ملء هذه الوظائف بأسرع وقت ممكن إلا أن مساعيها الجدية التي انطلقت منذ الربع الثالث من عام 2018 لم تعط بعد النتائج المنشودة. لذا فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد الوظائف الشاغرة هذا العام إلى أكثر من 1.4 مليون وظيفة، وهذه مشكلة تاريخية محرجة لم تجد بعد المخرج المواتي لها. وتحتل بريطانيا المرتبة الثانية حيث يوجد 851 ألف وظيفة شاغرة تليها جمهورية تشيكيا (271 ألف وظيفة) وهولندا (256 ألف) وبولندا (156 ألف) وبلجيكا (149 ألف) والنمسا (126 ألف) وإسبانيا (125 ألف) والسويد (103 ألف) وهنغاريا (87 ألف). ويمكن وصف هذا الشغور الوظيفي بالمقلق أو الحرج عندما يتخطى إجمالي الوظائف الشاغرة في بلد سقف الـ21 ألف وظيفة. وتنضم سويسرا بدورها إلى سقف الفراغ الوظيفي الحرج لأن ما ينقصها من يد عاملة جديدة أو بديلة يرسو على أكثر من 72 ألف وظيفة. لكن وفي الوقت الذي تتخبّط فيه الشركات الأوروبية لاصطياد اليد العاملة ذات الكفاءة من داخل وخارج أوروبا، تتحرك الدول الأوروبية لدعم الطبقات الشبابية العاطلة عن العمل بمساعدات مالية شهرية تصل في ألمانيا مثلا إلى ما معدله 400 يورو وفي فنلندا 600 يورو، بدلا من تأهيلها لشغل وظائف متوفرة».
في سياق متصل تقول الخبيرة الألمانية «ايريس هيل» لدى شركة «مانباور» للإحصائيات التي تجري منذ عام 2006 الاستطلاعات حول أوضاع نقص العمالة في العالم إن عام 2018 كان الأسوأ على صعيد تجنيد اليد العاملة ذات الكفاءة. فنحو 45 في المائة من الشركات الأوروبية اشتكى من الصعوبات الجمّة في إيجاد الكفاءات المطلوبة والضرورية.
وتختم: «إن عدداً كبيراً من اليد العاملة ذات الكفاءة يتمركز في قطاع الذكاء الاصطناعي. وفي الأعوام العشرة الأخيرة كانت الشركات الأكثر تعطشا لتجنيد هذه اليد العاملة محصورة في قطاعات الكهرباء وتلحيم الحديد والميكانيك والمبيعات على كافة أنواعها والمهندسين والسائقين والتقنيين. ويشير واحد من كل أربعة أرباب عمل في أوروبا إلى أن العثور على عمّال متخصصين في العام 2018 كانت أصعب من العام الذي سبقه».



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».