محامي نموش يربط موكله بالمخابرات الإيرانية و«حزب الله»

جلسات تعقيب الدفاع في محاكمة المتهمين بملف الهجوم على المتحف اليهودي

محامي نموش يربط موكله بالمخابرات الإيرانية و«حزب الله»
TT

محامي نموش يربط موكله بالمخابرات الإيرانية و«حزب الله»

محامي نموش يربط موكله بالمخابرات الإيرانية و«حزب الله»

تواصلت أمس الجمعة في بروكسل، جلسات التعقيب المخصصة للدفاع عن المتهمين في ملف الهجوم على المتحف اليهودي. وبعد أن استمعت المحكمة، أول من أمس، للمحامي المكلف بالدفاع عن المتهم الرئيسي مهدى نموش، خصصت جلسة الجمعة للاستماع للمحامي المكلف بالدفاع عن المتهم الثاني نصير بندرار، الذي يواجه اتهامات تتعلق بتقديم الدعم للمتهم الرئيسي من خلال توفير السلاح المطلوب لتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
وكان بندرار قد أكد في جلسة استماع سابقة أنه غير مذنب، ولم يقدم أي مساعدة للمتهم الرئيسي، كما أدان الهجوم، وقال إنه لا يحترم الذين خططوا لتنفيذ هذا الاعتداء، وقالت مصادر إعلامية إن هذه الجلسات تأتي قبل أسبوع من جلسة النطق بالحكم في القضية.
وفي جلسة أول من أمس، دفع سيباستيان كورتوا، محامي الفرنسي نموش المتهم بمهاجمة المتحف اليهودي في بروكسل عام 2014، بأن موكله «وجد نفسه متورطاً في عملية للاستخبارات الإيرانية أو اللبنانية ضد الموساد». وناشد محامي نموش عقب ساعات من المرافعات، القضاة، بألا يقعوا في «خطأ» إدانة موكله، مجدداً بأن نموش تم «الإيقاع» به. إلا أن الدفاع عن الطرف المتضرر في هذه القضية وصف هذه الحجة بأنها أقرب إلى «الهلوسة». ووفقاً لتقارير إعلامية، فإنه من دون تقديم دليل ملموس، زعم المحامي أن موكله جُند في لبنان في يناير (كانون الثاني) 2013 من قبل الاستخبارات الإيرانية أو اللبنانية للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا. وتساءل سيباستيان كورتوا في هذا السياق عمن جند موكله، قائلاً: «هل هم من الاستخبارات الإيرانية»، مضيفاً: «هم لا يأتون ومعهم شهادة» بالخصوص.
قبل ذلك، أشار محامي نموش إلى «الأجهزة اللبنانية»، وقال إن موكله بعد عودته إلى أوروبا استمر في «العمل» لحساب هذه المجموعة. كما سبق أن أشار في هذا الصدد إلى إمكانية تورط «حزب الله» اللبناني في هذا الملف، علاوة على ذلك شكك المحامي في صحة أشرطة فيديو التبني التي عثر عليها في كومبيوتر ضبط لدى المتهم ساعة توقيفه، لافتاً بالخصوص إلى أن «الشخص الذي أعلن التبني لا يجيد اللغة (الفرنسية)». وأكد المحامي أيضاً أن رجالاً آخرين دخلوا الشقة التي استأجرها نموش في بروكسل قبل الهجوم، ونجحوا في التلاعب بجهاز الكومبيوتر الخاص به، وبأغراضه بهدف توريطه، وأن هؤلاء «من الأجهزة التي عمل مهدي لحسابها»، وسعوا من ذلك إلى «توريطه».
وجدد القول بأن الهجوم ليس اعتداءً من قبل تنظيم داعش، بل «إعدامات محددة لعملاء الموساد» بهدف تصفية الزوجين ريفا، أول شخصين قتلا. بالمقابل وصف محامي أسرة ريفا مرافعة محامي نموش بأنها «تهيؤات وهذيان»، وبأنها «غير متماسكة وغير متناسقة».
وخلال مرافعات الادعاء العام، قال المدعي العام إيف مورو، بالنسبة لنا نموش هو منفذ الاعتداء، وهو من أطلق النار على الضحايا، وإلى جانب ذلك هناك من قدم له المساعدة في تنفيذ الهجوم، وهو نصر بندرار الذي وفر له السلاح، وبالتالي يعتبر شريكاً في التخطيط للهجوم، وليس شريكاً في التنفيذ، وعن المتهم الثاني بندرار قال المدعي إن الشخص الذي يوفر السلاح لشخص آخر، دون أن يستفسر منه عن الهدف من استخدامه، يعني أنه سيكون شريكاً معه في الخطط الذي يريد استخدام السلاح فيها، منوهاً إلى أن من يقدم المساعدة للجاني يعتبر في معظم الحالات شريكاً له في الجريمة، ولكن في هذه الحالة يمكن اعتبار بندرار شريكاً له في التخطيط وليس في التنفيذ. وفي 31 يناير الماضي انتهت فترة الصمت التي التزم بها مهدي نموش لفترة زادت عن أربع سنوات، وتحدث أمام المحكمة لينفي تورطه في هذا الهجوم، وقال إنه يأمل في محاكمة عادلة بعد كل هذه السنوات التي أمضاها في الحبس، واصفاً إياه بـ«المقبرة». كما نفى نموش أي علاقة بينه وبين هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وأيضاً هجمات بروكسل التي وقعت في مارس (آذار) 2016، وأدان تلك الهجمات. وفي جلسة سابقة قال المحامي هنري لاكوي، المكلف بالدفاع عن المتهم الرئيسي، إن موكله ليس هو من قام بإطلاق النار داخل المتحف، وأضاف أن منفذ الهجوم هو شخص آخر لم يتم تحديد هويته حتى الآن. وإذ أيدت محكمة الجنايات فرضية الادعاء، فإن عملية الاغتيال هذه تعد أول هجوم يرتكب في أوروبا من قبل مقاتل جهادي عائد من سوريا، قبل 18 شهراً من الاعتداء الدموي الذي وقع في 13 نوفمبر 2015، والذي أوقع 130 قتيلاً في باريس. ويواجه المتهمان مهدي نموش (33 عاماً) ونصر بندرار (30 عاماً) عقوبة السجن المؤبد، حسب تقارير إعلامية. وهز الاعتداء المجتمع الدولي قبل أربعة أعوام ونصف العام.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.