إيران تهدد بـ«محو إسرائيل من الوجود»

كشفت امتلاكها منظومة رادارات جديدة

TT

إيران تهدد بـ«محو إسرائيل من الوجود»

كشفت إيران، أمس الجمعة، عن امتلاكها منظومة تسلح جديدة تتضمن رادارات متطورة، في وقت قال نائب قائد «الحرس الثوري» العميد حسين سلامي، إن لا أحد يمكنه الحد من قدرات ما وصفه بـ«محور المقاومة» في المنطقة، وإن «الكيان الإسرائيلي إذا لم يكف شره فسيتم محوه من الوجود».
ونسبت وكالة «تسنيم للأنباء» إلى سلامي قوله لقناة «العالم» الإيرانية، أن «خطة توسيع حركات المقاومة» في المنطقة «تنمو بشكل متسارع على الرغم من سعي الأعداء للحؤول دون ذلك»، مؤكداً «أن لا أحد يستطيع الحد من قدراتها. لقد قلنا لهم أن يكفوا شرّهم عنا، لأن ذلك لن يؤدي إلا لمحو إسرائيل من الوجود»، في تكرار لتهديدات أطلقها مسؤولون إيرانيون مراراً في السابق.
جاء ذلك في وقت أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن قائد القوات البرية في الجيش العميد كيومرث حيدري، كشف أن بلاده تصنّع أسلحة قتالية جديدة. وقال حيدري، في تصريح للوكالة، إنّ «متخصصي القطاع الصناعي الدفاعي و(منظمة جهاد الاكتفاء الذاتي) التابعين للقوة البرية (للجيش) يقومون حالياً بتصنيع وإعداد أسلحة جديدة، منها مدرعات ومضادات للمدرعات وأصناف صواريخ وأجهزة ذات صلة بالحرب الإلكترونية». وتابع أن الكشف عن بعض هذه الأسلحة سيتم في الشهر الأول من السنة الإيرانية الجديدة (تبدأ في 21 مارس/ آذار)، على أن يتم بعد ذلك «تسليمها إلى الوحدات الميدانية».
في الإطار ذاته، ذكرت وكالة «تسنيم» أن إيران أزاحت الستار، أمس، عن منظومة رادار «معين 40» للملاحة، ومنظومة الرادار السلبي «ناصر 40»، بحضور قائد «مقر خاتم الأنبياء للدفاع الجوي» العميد علي رضا صباحي فرد.
وأوضحت الوكالة أن الرادار السلبي «هو نوع متطور من الرادارات التي لا تقوم - كما الرادارات العادية - بإرسال أشعة كهرومغناطيسية، ومن ثم تحليل الأشعة المنعكسة، بل تستخدم الأشعة الراديوية وأشعة الإرسال التلفزيوني». وتابعت: «تشمل أنظمة هذا النوع من الرادارات فئة من أنظمة الرادار التي تكشف وتتعقب الأجسام عن طريق معالجة الانعكاسات من مصادر الإضاءة غير المتعاونة في البيئة، مثل البث التجاري وإشارات الاتصالات.
ويتمثل مبدأ عملها بأن أي جسم يتحرك في مجال المرسل، فإن الرادار يحسب التغير في تردد الموجات المنعكسة من الجسم المتحرك، وبهذا يتمكن الرادار من حساب سرعة واتجاه الجسم المتحرك. وهذا النوع من الرادارات لديه القدرة على كشف الطائرات التي لا يظهرها الرادار العادي، وحتى الكائنات الحية التي تتحرك في مجال المرسل يمكن تحديد مكانها بسرعة ودقة فائقتين»، حسب الوكالة. وتابع تقرير «تسنيم» أن منظومة الرادار «ناصر 40» قادرة على «كشف الأهداف الصغيرة الطائرة وصواريخ (كروز) في الأجواء».
أما منظومة «معين 40» للملاحة الجوية، فلديها القدرة، كما ذكرت الوكالة، على «تحديد الموقع الجغرافي للأهداف، مع القابلية على قياس الارتفاع والزاوية بدقة وتبادل الأهداف وتبادل المعلومات مع سائر رادرات البلاد، كما يمكن استخدامه في المجالات العسكرية والتجارية بشكل متزامن».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.