جددت موسكو التزامها بضمان مشاركة المكون الكردي في العملية السياسية في سوريا «بشكل متساو مع كل المكونات الإثنية والدينية الأخرى». وأجرى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف جولة محادثات، أمس، مع القيادي في حزب «الاتحاد الديمقراطي» خالد عيسى، ركزت على تطورات الوضع في سوريا، وآفاق إطلاق العملية السياسية، وفق ما جاء في بيان أصدرته الخارجية الروسية.
وأفاد البيان بأنه تمت خلال اللقاء «مناقشة التطورات في سوريا، مع التركيز على وحدة أراضيها، وضمان مشاركة ممثلي الأكراد في عملية التفاوض، بشكل متساوٍ مع المكونات الإثنية والدينية الأخرى في سوريا».
وشكلت المحادثات استكمالاً لحوار بدأته موسكو مع أطراف عدة تمثل الأكراد السوريين، إذ كان بوغدانوف قد استقبل قبل يومين وفداً ضم سياسيين، بينهم سعد الدين ملا وصلاح درويش وأحمد علي. وأكد الدبلوماسي الروسي خلال اللقاء «موقف موسكو المبدئي بشأن ضرورة مشاركة ممثلي الأكراد في تقرير مصير سوريا».
وجاء في بيان أصدرته الخارجية بعد اللقاء أنه جرى «تبادل الآراء حول آفاق تسوية الأزمة السورية، مع الحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضي البلاد». وكانت موسكو قد أكدت في وقت سابق أن التزامها مع أنقرة بضمان المصالح الأمنية لتركيا، بما في ذلك على صعيد الترتيبات التي يمكن التوصل إليها في منطقة الشمال السوري، لا يتعارض مع الموقف الثابت حيال ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في الحوارات السياسية الهادفة إلى وضع أسس التسوية النهائية في البلاد.
وتعد هذه واحدة من النقاط التي لم يتم التوصل إلى توافقات نهائية بشأنها بين موسكو وأنقرة التي تعارض مشاركة ممثلي حزب «الاتحاد الديمقراطي» وعدد من الأحزاب الكردية الأخرى في الحوارات السياسية، وتصنفها ضمن المنظمات الإرهابية.
وعلى صعيد آخر، أعلن رئيس مركز الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزنتسيف أن وزارة الدفاع الروسية طلبت من الخارجية الروسية العمل ضمن القنوات الدبلوماسية مع ممثلي الولايات المتحدة، لضمان دخول ست قوافل إنسانية إلى مخيم الركبان من دون عوائق. وقال ميزنتسيف: «أطلب على الفور من جميع المنابر الدولية، خصوصاً في نيويورك وواشنطن وجنيف وعمّان، توسيع نطاق العمل مع الزملاء الأميركيين بشأن وصول جميع قوافل السيارات الست إلى منطقة التنف التي يوجدون فيها بشكل غير قانوني. أطلب منكم إبلاغي بالنتائج قبل الساعة 14:00 من اليوم (أمس)». كما طلب رئيس مركز الدفاع الوطني الروسي «عن طريق الخط الدبلوماسي الروسي، تقديم كل المساعدات اللازمة للزملاء السوريين لإعلام المنظمات الدولية والحكومات الأجنبية عن أنشطة القيادة السورية، لحل الأزمات الإنسانية لمخيم الركبان» على الحدود مع الأردن.
وقال إن مركز الدفاع الوطني خاطب رئيس المركز الروسي للمصالحة سيرغي سولوماتين بطلب إطلاق «عمل متكامل عبر كل السبل الممكنة لإبلاغ المواطنين السوريين الموجودين في مخيم الركبان بوصول قوافل السيارات لإجلائهم».
وكانت موسكو قد اتهمت واشنطن أكثر من مرة بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم الذي يقيم فيه نحو 50 ألف نازح في ظروف معيشية قاسية، وطالبت بتفكيك المخيم ونقل النازحين منه إلى مواقع جهزتها الحكومة السورية. وفي المقابل، نفت موسكو في الوقت ذاته اتهامات أميركية بأنها تعمل على تعقيد الوضع الإنساني في مخيم الركبان، وتستعد لتعريض المدنيين فيه إلى تهديد، عبر تأييدها تلويح دمشق بشن عملية عسكرية لإخلائه.
موسكو تشدد على «ضمان مشاركة الأكراد» في العملية السياسية
موسكو تشدد على «ضمان مشاركة الأكراد» في العملية السياسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة