ارتفاع حصيلة التفجير الانتحاري في مقديشو إلى 29 قتيلاً

مواجهات بين الأمن الصومالي ومسلحين من «الشباب» تحصنوا داخل مطعم

مبانٍ مدمرة وخاوية في موقع المواجهات بين قوات الأمن الصومالية ومسلحي «الشباب» في مقديشو ()
مبانٍ مدمرة وخاوية في موقع المواجهات بين قوات الأمن الصومالية ومسلحي «الشباب» في مقديشو ()
TT

ارتفاع حصيلة التفجير الانتحاري في مقديشو إلى 29 قتيلاً

مبانٍ مدمرة وخاوية في موقع المواجهات بين قوات الأمن الصومالية ومسلحي «الشباب» في مقديشو ()
مبانٍ مدمرة وخاوية في موقع المواجهات بين قوات الأمن الصومالية ومسلحي «الشباب» في مقديشو ()

قالت الشرطة الصومالية اليوم (الجمعة)، إن عدد قتلى تفجير انتحاري نفذته حركة الشباب بسيارة ملغومة عند فندق في العاصمة مقديشو ارتفع إلى 29 قتيلا إضافة إلى 80 جريحا.
ونقلت وكالة «رويترز» عن الرائد موسى علي، قوله: «نعرف حتى الآن بمقتل 29 شخصا معظمهم مدنيون وإصابة 80 آخرين. ولا يزال المتشددون يقاتلون من داخل مبنى مدني مجاور للفندق... عدد القتلى قد يرتفع».
وأفادت الشرطة بأن مواجهات اندلعت اليوم، بين قوات الأمن ومجموعة مسلحة من حركة «الشباب» المتشددة تحصنت في مطعم، بعد ساعات على الهجوم الانتحاري.
وبعدما فجر أحد انتحاريي «الشباب» نفسه في سيارة مساء (الخميس)، اقتحم مقاتلون آخرون من الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة مطعما حيث طوقتهم الشرطة.
وقال الضابط في الشرطة ابراهيم محمد «ما زال هناك مسلحون داخل المطعم وقوات الأمن تحاول حاليا اقتحام المبنى» بعدما طوقته، بينما يسمع في المدينة إطلاق نار ودوي انفجارات بشكل متقطع.
وتحدث شهود عيان في المنطقة عن دوي انفجارات صباح اليوم، مع استمرار المواجهات بعد 12 ساعة على بدء الهجوم بتفجير سيارة.
وكانت فرق الإسعاف ذكرت أنها انتشلت جثث خمسة أشخاص من تحت الأنقاض وتحدثت عن إصابة 60 آخرين بعد الانفجار الذي دمّر واجهات المباني القريبة.
وتبنى المتمردون في حركة «الشباب» التفجير بهدف قتل عدد كبير من المسؤولين الذين يقيمون في فندق مكة المكرمة.
وطُردت هذه الحركة من العاصمة الصومالية في 2011 ثم تدريجيا من المدن الكبرى في البلاد من قبل القوات الافريقية. لكنها لازالت تسيطر على مناطق واسعة من أرياف الصومال.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.