وزير الخارجية البريطاني يبدأ المحاولة الأخيرة لتنفيذ اتفاق استوكهولم

تقوده إلى سلطنة عمان ثم السعودية والإمارات

جيريمي هنت (إ.ب.أ)
جيريمي هنت (إ.ب.أ)
TT

وزير الخارجية البريطاني يبدأ المحاولة الأخيرة لتنفيذ اتفاق استوكهولم

جيريمي هنت (إ.ب.أ)
جيريمي هنت (إ.ب.أ)

قال مصدر دبلوماسي بريطاني إن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، سيلتقي خلال اليومين القادمين، الحوثيين والجانب الحكومي، لحثهما على التنفيذ الفوري لاتفاق استوكهولم، فيما يبدو أنها الفرصة الأخيرة لتنفيذ الاتفاق بحسب المصادر نفسها.
وكشف مايكل آرون السفير البريطاني في اليمن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية البريطاني للمنطقة ستبدأ من سلطنة عمان يلتقي خلالها الحوثيين، ثم يزور السعودية والإمارات للقاء الرئيس هادي ومسؤولي البلدين. وأضاف: «نعلم أن الوضع في الحديدة صعب جداً، وقد علمنا من المبعوث أنه يعمل على تحقيق تقدم، وننتظر خطوات إيجابية من الجانبين، نهاية هذا الأسبوع هناك زيارة لوزير الخارجية للمنطقة يبدأها بعد غد إلى سلطنة عمان ثم السعودية والإمارات».
وبحسب السفير البريطاني، فإن هانت «سوف يلتقي الحوثيين والرئيس هادي ومسؤولي سلطنة عمان والسعودية والإمارات، وسوف يعمل كل جهوده ليحث الجانبين إلى الأمام، أعتقد أن هذه هي الفرصة الأخيرة لتنفيذ اتفاق استوكهولم وهي ضرورية لكل عملية السلام في اليمن».
وأشاد آرون بنتائج مؤتمر المانحين لليمن في جنيف، مشيراً إلى تحقق نجاح كبير في الملف الإنساني، مشدداً في الوقت نفسه أن المملكة المتحدة زادت دعمها للوضع الإنساني في اليمن أفضل من السنة الماضية.
وتابع: «نحن متفائلون، مؤتمر جنيف أظهر اهتمام المجتمع الدولي بالوضع الإنساني في اليمن، الشعب اليمني يحتاج لهذا النجاح لتنفيذ الاتفاق والتقدم على الأرض وتبادل الأسرى، أعتقد المشكلة في عدم الثقة بين الطرفين وهذا عمل المبعوث الذي يحاول تفعيل الثقة مع كل الأطراف، وفور توفر الثقة سيتحقق التقدم بشكل أسهل».
كما تطرق السفير البريطاني إلى التقدم الذي تحقق خلال اليومين الماضيين في فتح الطريق تجاه مطاحن البحر الأحمر في الحديدة وهو تقدم جيد على حد تعبيره، وقال: «أعتقد أن قيام الحكومة الشرعية بدفع مرتبات كل الموظفين في الحديدة اليومين الماضيين كان خطوة ناجحة وهي المرة الأولى التي تدفع الشرعية المرتبات للموظفين في مناطق تحت سيطرة الحوثيين منذ تحويل البنك المركزي إلى عدن وهذه خطوة جيدة جداً».
وفي سؤاله عن الطرف الذي لا يزال يعطل تنفيذ اتفاق استوكهولم في الحديدة حتى الآن، مع الأخذ في الحسبان تصريحات الجانب الحكومي أنه منفتح وجاهز للتنفيذ فوراً، قال مايكل آرون «الجانبان يقولان إنهما جاهزان للتنفيذ، ولذلك ننتظر أن يجهزا في الوقت نفسه، وأعتقد أن زيارة وزير الخارجية البريطاني ستكون مهمة جداً وسنشهد تقدماً خلال الأيام القادمة».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».