منظمة أميركية تنتقد تشجيع واشنطن للاستثمارات في السودان

في ظل الاضطرابات التي تشهدها مدن عدة

TT

منظمة أميركية تنتقد تشجيع واشنطن للاستثمارات في السودان

انتقدت منظمة «إيناف» (كفاية) الأميركية، التي تهتم بشؤون السودان والدول المجاورة، قيام مسؤولين أميركيين، بعقد اجتماعين مع مسؤولين سودانيين، في الخرطوم وأديس أبابا، خلال هذا الشهر، بحثوا خلاله أوجه الاستثمار في السودان. وقالت المنظمة إن مثل هذه الاجتماعات «تشجع الحكومة السودانية على المضي قدما في ممارسة العنف ضد المحتجين السودانيين الذين يطالبون بتغيير النظام».
وقال بيان أصدرته المنظمة، إن القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم استضاف اجتماعا مع مسؤولين سودانيين، بحضور مسؤول من شركة «بيكر هيوز» الأميركية، التي وصفها البيان بأنها تقدم خدمات لحقول نفط تملكها شركة «جنرال إلكتريك» الأميركية العملاقة، وإن الهدف كان مناقشة فرص الاستثمار في السودان في قطاعات الطاقة، والتعدين، والبنية التحتية، وإن الاجتماع الثاني كان في أديس أبابا، عندما دعي وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، للمشاركة في المنتدى الأميركي الأفريقي للتجارة والاستثمار.
وقال جون برندرغاست، مؤسس ومدير «إيناف»: «لدى الولايات المتحدة دور مهم يمكن أن تلعبه في دعم الانتقال السلمي في السودان، بعد 30 عاما من الديكتاتورية والفساد الواسع في السودان». وأعرب عن أسفه على سبب مساهمة الحكومة الأميركية في الاستثمار في النفط والتعدين وقطاعات أخرى في السودان، «في الوقت الذي تطالب فيه الجماهير بالتغيير، مما سيعزز النظام الكليبتوقراطي (اللصوصي)، ولن يفيد الشعب السوداني». وقال: «طبعا، لا بد أن يؤدي المسؤولون في السفارة الأميركية عملهم، ويلتقوا بالأميركيين والشركات الأميركية التي تصل إلى الخرطوم. لكننا نعتقد أن الاستثمارات التي من شأنها تعزيز الديكتاتورية الكليبتوقراطية ستكون ذات نتائج عكسية، ويجب أن تثبط بشدة مجهودات التغيير».
وقال: «يجب أن تدرك شركة بيكر هيوز، وشركتها الأم جنرال إلكتريك، التأثير السلبي لأي استثمار مخطط له في هذه القطاعات الاستراتيجية في هذه اللحظة الحرجة».
من جهته، قال سليمان بلدو، كبير المستشارين في حركة (إيناف): «استخدام النظام للقوة المفرطة، والتعذيب اليومي لمئات المعتقلين، بالإضافة إلى التحرش الجنسي، وضرب المعتقلات من قبل رجال الأمن، يجب أن يعتبر خرقا خطيرا لالتزامات النظام، الذي كان تعهد بقبول خريطة الطريق، ذات المسارات الستة، للمشاركة مع الولايات المتحدة بهدف إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب». وأضاف بلدو: «المضي قدما في العملية، التي تم الاتفاق عليها ثنائيا في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تقوي أيدي ديكتاتورية السودان السافرة ضد الشعب السوداني. ويجب على الولايات المتحدة أن تقف بحزم إلى جانب المتظاهرين السلميين في السودان».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.