قبائل حجور تستعيد جبلاً استراتيجياً وتسقط ثاني طائرة حوثية مسيّرة

الجيش اليمني يحرك 8 كتائب إلى حجة... وإنزال جوي جديد للتحالف

TT

قبائل حجور تستعيد جبلاً استراتيجياً وتسقط ثاني طائرة حوثية مسيّرة

على وقع معارك متواصلة في عدد من جبهات القتال ضد الميليشيات الحوثية، نجح رجال قبائل حجور في محافظة حجة أمس في استعادة جبل المنصورة الاستراتيجي شرق مديرية كشر عقب معارك ضارية مع الميليشيات واكبتها عملية إنزال جوي لتحالف دعم الشرعية وضربات للمقاتلات على مواقع الجماعة.
وبينما أكدت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» إسقاط رجال القبائل في حجور طائرة حوثية مسيرة هي الثانية خلال يومين، كشفت مصادر عسكرية عن توجيهات للرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن الأحمر تقضي بتعزيز جبهات الشرعية في حجة بثماني كتائب قتالية منتقاة من مختلف المناطق العسكرية.
وبحسب ما جاء في وثيقة تداولها أمس ناشطون يمنيون، أمر الرئيس هادي بتحريك الكتائب من المنطقة العسكرية الأولى والثالثة والسادسة والسابعة ومن محور الغيضة خلال 72 ساعة إلى منفذ الوديعة مع السعودية، تمهيدا لنقل الوحدات إلى المنطقة العسكرية الخامسة في محافظة حجة لفك الحصار عن قبائل حجور.
وذكرت مصادر ميدانية قبلية أن رجال القبائل تمكنوا من استعادة جبل حصن المنصورة الاستراتيجي، في الجبهة الشرقية لمديرية كشر، في معركة استمرت ثلاث ساعات، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي.
كما تمكنت القبائل من أسر القيادي الميداني الحوثي المدعو علي المرتضى مع عدد من مرافقيه، خلال المعارك، وهو من كبار القيادات الحوثية، إذ يتولى عملية الترقيم والتجنيد في وزارة الدفاع التابعة للميليشيات في صنعاء، ومن المقربين من القيادي الحوثي أبو علي الحاكم.
ويعد جبل المنصورة الذي استعاده رجال القبائل في حجور من المواقع الاستراتيجية المطلة على مواقع كثيرة في منطقة «العبيسة» وكانت الميليشيات تتخذ منه معسكرا لإطلاق عملياتها على مناطق حجور في الجهة الشرقية.
في الأثناء، أكدت المصادر أن تحالف دعم الشرعية نفذ أمس في مناطق حجور إنزالا جويا هو الرابع، لمواد إنسانية وأسلحة وذخائر لإسناد رجال قبائل حجور في مديرية كشر المحاصرة من كل الاتجاهات.
وأفادت المصادر بأن مسلحي القبائل أسقطوا طائرة مسيرة للميليشيات الحوثية في حجور هي الثانية خلال يومين، بعد أن قررت الجماعة الموالية لإيران استخدام هذه الطائرات لأول مرة في حربها التي بدأتها قبل نحو خمسة أسابيع.
وعلى الرغم من فارق العتاد نجح رجال القبائل في كسر أغلب الهجمات التي شنتها الميليشيات الحوثية خلال الأسابيع الماضية، في سياق سعي الجماعة للسيطرة على مديرية كشر والاستفادة من موقعها الاستراتيجي في مواجهة الجيش اليمني الذي يرابط في مديريات حيران وحرض وميدي وعلى مشارف مديريتي مستبأ وعبس.
وذكرت المصادر أن طيران تحالف دعم الشرعية شن عدة ضربات جوية على مواقع الجماعة الحوثية في منطقة العبيسة، وهو ما أدى إلى مقتل وجرح عدد غير معلوم من عناصر الجماعة في منطقة جبل الشنفي.
وفي محافظة الحديدة، جددت الجماعة الموالية لإيران أمس قصفها المدفعي على تجمعات المدنيين، وقالت مصادر محلية، إن «ميلشيات الحوثي الانقلابية استهدفت بقذائف الهاون تجمعات مدنية في منطقة الفازة».
وأسفر القصف الحوثي الذي يعد خرقا لاتفاق السويد وللتهدئة القائمة بموجب الاتفاق، عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة آخرين، بحسب ما أكدته مصادر محلية وأخرى طبية.
على صعيد ميداني متصل، زار وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مع عدد من الإعلاميين أمس قوات الجيش الوطني في الخطوط الأمامية بجبهة الملاحيظ بمديرية الظاهر ومفرق مران غرب محافظة صعدة.
وذكرت المصادر الرسمية أن الوزير الإرياني «نقل تحيات وتقدير الرئيس عبد ربه منصور هادي لضباط وأفراد الجيش الوطني المرابطين في جبهات القتال بمختلف مديريات محافظة صعدة الذين يذودون عن الوطن وهويته وكرامته وعروبته».
واطلع وزير الإعلام اليمني - بحسب وكالة «سبأ» الحكومية «على أحوال المقاتلين في جبهة الملاحيظ بمديرية الظاهر ومفرق وعقبة مران ومنطقة المجرم ومنطقة طيبان»، مشيدا بما يسطره أبطال الجيش الوطني من ملاحم بطولية لتخليص اليمن من ميليشيات الإجرام الحوثية.
وقال الإرياني، «إن الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني في جميع المواقع والجبهات بمحافظة صعدة تؤكد اقتراب ساعة النصر ودحر المشروع الإمامي الكهنوتي المتخلف»، مشيداً بالدعم الأخوي لتحالف دعم الشرعية بقيادة بالمملكة العربية السعودية التي تقود هذا التحالف لاستعادة الدولة وإنقاذ الشعب اليمني من الميليشيات الحوثية.
وأثنى الإرياني على الدعم السعودي لبلاده، وقال إن «دعم المملكة لم يقتصر على الجانب العسكري فقط بل شمل الجوانب الإنسانية والاقتصادية والتنموية والتعليمية والصحية، وهو ما سيدون في كتب التاريخ وفي قلوب كل اليمنيين».
وكانت قوات الجيش اليمني حققت تقدما واسعا في جبهات صعدة، حيث التحمت جبهتا كتاف والبقع بعد تحرير نحو 20 كيلومترا من السلاسل الجبلية ما بين الجبهتين.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.