نتنياهو: موسكو لن تعرقل منع «تموضع إيران»

TT

نتنياهو: موسكو لن تعرقل منع «تموضع إيران»

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقاه لمدة 3 ساعات في موسكو، لم يضع أي قيود على العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد التموضع الإيراني في سوريا.
وأضاف: «بعد هذا اللقاء، يمكن القول إنه تم تجاوز الأزمة التي نشبت بين الطرفين، إثر سقوط طائرة عسكرية روسية ومقتل 15 كانوا على متنها في سبتمبر (أيلول) الماضي».
وقال نتنياهو، خلال جلسة إحاطة أجراها مع الصحافيين المرافقين له، في طريق العودة إلى تل أبيب، فجر الخميس: «السياسة الإسرائيلية التي تم نقلها للجانب الروسي بوضوح، هي أننا سنواصل العمل في سوريا، وقد تم قبول ذلك بتفهم». وأضاف: «هناك سبيل سالكة جداً للتعاون مع الروس، وليس صحيحاً على الإطلاق أن العلاقة بيننا كانت في أزمة». وأكد أن قضية إسقاط الطائرة طرحت خلال الاجتماع، وشدد على أن هذه المسألة باتت «من وراء ظهورنا».
ورداً على سؤال صحافي، أكد نتنياهو أن «بوتين أو أي مسؤول روسي آخر لم يطلب تعويضات من إسرائيل، عن مقتل أفراد الطاقم الروس الذين كانوا على متن الطائرة».
وقال نتنياهو إنه لا يظن أن «هناك بالفعل محوراً منظماً ومتماسكاً يضم كلاً من سوريا وإيران وروسيا». وتابع: «لست متأكداً من أن هذا هو الحال، ربما يوجد هناك توافق في بعض الأمور، نعم، لكن هناك في كثير من المسائل لا أعتقد ذلك حقاً. ما فهمناه طول الوقت هو أن الهدف الروسي يقضي بخروج جميع القوات الأجنبية من سوريا التي دخلت إليها خلال الحرب، وهذا هو هدفنا أيضاً، لكني لا أعتقد أن هذا هو هدف إيران». وأضاف: «أستمر في توضيح أننا سنحافظ على حرية العمل الإسرائيلي الممنوحة لنا بموجب الحق في الدفاع عن النفس، تجاه من يريدون أن يتموضعوا عسكرياً»، وتابع: «ناقشنا الأبعاد السياسية والأمنية لهدفنا المشترك، الذي يتمثل بإخراج القوات الأجنبية من سوريا».
وكان مصدر رفيع في فريق نتنياهو، قد أكد أن نتنياهو توصل إلى اتفاق مع بوتين يقضي بالاستمرار في التنسيق بمشاركة أطراف أخرى، لمنع الاحتكاكات بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، ولتحقيق الهدف بإخراج القوات الإيرانية من سوريا. وقد تم الاتفاق على تشكيل فريق تنسيق مشترك، سيقوده مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات.
وقال نتنياهو إن «أطرافاً إضافية» ستشارك في فريق التنسيق؛ لكنه امتنع عن الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. وأوضح نتنياهو أن «بن شبات عرض أمام الرئيس الروسي كل الأدلة التي تؤكد المحاولات الإيرانية في التموضع العسكري في سوريا، بالإضافة إلى الخطوات التي نقوم بها لمنع ذلك»، وزعم أنه «لقد أظهر الرئيس بوتين تفهماً لاحتياجات إسرائيل الأمنية».
وكان نتنياهو قد أشار مطلع الشهر الجاري إلى أن «من المهم للغاية أن نواصل العمل على منع إيران من التموضع في سوريا. سيكون هذا الملف الرئيسي الذي سأبحثه مع الرئيس بوتين».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.