- من طبائع البشر أن لا أحد يحب أن يُنتقد لكن الجميع يحب أن يَنقد. هذا ينتقد مبنى شامخاً على أساس أنه احتل رقعة كبيرة من الأرض، لكن آخر قد ينتقد اعتلاء الغبار عليه، ما يحجب جماله الأول. لكن حتى مع وضوح الرؤية هنا بخصوص ما لفت نظر الناقد إلى الموضوع، قد ينبري صاحب الملك ويدافع عن نفسه ربما عن صواب وربما عن خطأ.
- في السينما الأمر ذاته. في إحدى المرّات طالبني مخرج برأيي في فيلم حققه متوسماً أنني لم أعجب بعمله. ما إن فتحت فمي حتى ناقضني وقال لي، وقبل سماع ما أريد قوله، «هذا فيلم آخر تتحدث عنه… لست معك في هذا الرأي».
- لكن الأمر لا يختلف كثيراً فيما لو نقد ناقد الناقد نفسه. وهذا كثيراً ما يحدث على صفحات الجرائد والمواقع من قِبل كتاب نقد لا يسمحون لآخرين بنقدهم، كونهم، كما يعتقدون، في موقع أعلى. أحدهم يكتب دوماً عن سينما معينة وعندما يطلب منه قارئه تفسيراً يرد عليه مستنكراً طلبه، هذا إذا ما رد عليه.
- معظم ما يكتبه الناقد العربي لا يحظى بقبول المخرجين، لكن معظم المخرجين لا يشتكون فيما لو كتب ناقد غربي سلباً عن أفلامهم. فقط الناقد العربي هو من يُحارب أو يُرد عليه. وأحد الزملاء الغربيين قال لي في هذا المجال: «ربما يقرأونني ولكنهم يخافون منك وليس مني». ربما.
- بالنتيجة هي سلسلة علاقات منبثقة من مجتمعات موجوعة. علينا أن ننقد الناقد الذي فقد بوصلته والمخرج الذي فقد رسالته وأن نستمتع بالنقد كله حتى ولو توجه إلينا.
9:17 دقيقه
المشهد: حال الناقد والمنقود
https://aawsat.com/home/article/1612546/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%82%D9%88%D8%AF
المشهد: حال الناقد والمنقود
المشهد: حال الناقد والمنقود
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة