تريفور فرنسيس... أول لاعب يصل سعره إلى مليون جنيه إسترليني

قبل أيام من ذكرى مرور 40 عاماً على انتقاله في صفقة قياسية إلى نوتنغهام فورست

رأسية فرنسيس أهدت نوتنغهام فورست كأس البطولة الأوروبية عام 1979 (غيتي)
رأسية فرنسيس أهدت نوتنغهام فورست كأس البطولة الأوروبية عام 1979 (غيتي)
TT

تريفور فرنسيس... أول لاعب يصل سعره إلى مليون جنيه إسترليني

رأسية فرنسيس أهدت نوتنغهام فورست كأس البطولة الأوروبية عام 1979 (غيتي)
رأسية فرنسيس أهدت نوتنغهام فورست كأس البطولة الأوروبية عام 1979 (غيتي)

قال اللاعب الإنجليزي السابق تريفور فرنسيس، قبل أيام من الذكرى الأربعين لليوم الذي حطم فيه الرقم القياسي لأغلى لاعب إنجليزي، عندما انتقل من برمنغهام سيتي إلى نوتنغهام فورست مقابل مليون جنيه إسترليني: «لقد لعبت كرة القدم على المستوى الاحترافي لمدة 23 عاماً، وواصلت اللعب حتى بلغت التاسعة والثلاثين من عمري. وفزت ببطولات أوروبية مع نوتنغهام فورست، كما لعبت 52 مباراة دولية على مدى أكثر من تسع سنوات مع المنتخب الإنجليزي. لكن عندما أذهب إلى أي مناسبة رياضية يتم تقديمي على أنني أول لاعب كرة قدم ينتقل من نادٍ إلى آخر مقابل مليون جنيه إسترليني، وكأن هذا هو الشيء الوحيد الذي حققته في مسيرتي الرياضية!».
وعندما تم الكشف عن أن فرنسيس متاح للانتقال إلى أي ناد آخر، أعرب نصف أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تقريباً عن الرغبة في التعاقد معه؛ لكن الجميع كان ينتظر لمعرفة المبلغ الذي سيدفعه من أجل التعاقد مع لاعب بهذه القيمة. وفي ذلك الوقت لم يكن أي نادٍ بريطاني قد دفع مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع أي لاعب، وكان النادي الوحيد الذي دفع أكثر من 500 ألف جنيه إسترليني هو نادي وست بروميتش ألبيون، عندما دفع 516 ألف جنيه إسترليني للتعاقد مع ديفيد ميلز من ميدلسبره، قبل أسابيع قليلة من انتقال فرنسيس.
ولم يكن هناك سوى ناديين فقط يملكان القدرة المالية على دفع المقابل المادي الذي يريده برمنغهام من أجل التخلي عن خدمات فرنسيس، وهما نوتنغهام فورست وكوفنتري سيتي، اللذان كانا قد دخلا في ملكية مشتركة جديدة مع نادي ديترويت إكسبرس الأميركي الذي كان يملكه رئيس نادي كوفنتري سيتي، جيمي هيل، والذي كان فرنسيس قد لعب له في الصيف السابق.
ويصر بريان كلوف، المدير الفني السابق لنوتنغهام فورست، دائماً على أنه رفض دفع المقابل المادي الذي طلبه برمنغهام، وهو مليون جنيه إسترليني، وصمم على أن يكون العرض هو 999999 جنيه إسترليني فقط! لكن فرنسيس يؤكد على أن كلوف لم يتردد للحظة واحدة في دفع المقابل المادي المطلوب من أجل التعاقد معه، مع العلم بأن القيمة الإجمالية للصفقة وصلت إلى نحو 1.15 مليون جنيه إسترليني بسبب الضرائب وبعض الرسوم الأخرى.
يقول فرنسيس: «كان بريان ذكياً جداً في تعامله مع وسائل الإعلام. لقد اعتاد على أن تكون تصريحاته في العناوين الرئيسية للصحف كل يوم، ولم يكن يشعر بالضيق بسبب ما إذا كان ما يُنشر صحيحاً أم لا. لقد أصر برمنغهام على أن تكون قيمة الصفقة مليون جنيه إسترليني وليس أقل من ذلك، وهو الأمر الذي أدى إلى ابتعاد معظم الأندية الأخرى عن الصفقة بسبب القيمة المالية المرتفعة. وكان هناك ناديان فقط لديهما استعداد لدفع هذه القيمة، وكنت محظوظاً للغاية لأن نوتنغهام فورست كان أحدهما؛ لأنه كان الفريق الوحيد في إنجلترا الذي كان قادراً على منافسة ليفربول».
وكان فرنسيس، الذي كان يبلغ من العمر 25 عاماً تقريباً، يرغب بشدة في الحصول على البطولات والألقاب. ولعب فرنسيس أول مباراة له مع الفريق الأول بنادي برمنغهام سيتي وهو في السادسة عشرة من عمره، وواصل اللعب مع الفريق حتى سجل 119 هدفاً في 280 مباراة بالدوري الإنجليزي؛ لكنه لم يحصل على أي بطولة خلال هذه الفترة الطويلة.
وقال فرنسيس بعد تقديمه لطلب رسمي لإدارة نادي برمنغهام سيتي، يطلب فيه الرحيل عن النادي عام 1976: «إنني أريد أن أكون جزءاً من فريق ناجح، ومن الممكن أن أبقى مع النادي لو رأيت أي علامات على قدرة الفريق على المنافسة على البطولات». وتقدم فرنسيس بطلب آخر للرحيل عام 1978. وقال لصحيفة «الغارديان» آنذاك: «سوف أكمل الرابعة والعشرين من عمري في أبريل (نيسان) المقبل، ومن المرجح أن تنتهي مسيرتي الكروية في غضون ثماني سنوات. ورغم ذلك فإنني لم أفز بأي شيء، ومن دون أن أكون قاسياً على النادي، فإنه لا يبدو أن هناك احتمالاً للفوز بأي شيء في المستقبل».
وبصفة إجمالية، تقدم فرنسيس بستة طلبات إلى نادي برمنغهام سيتي من أجل الرحيل؛ لكن النادي رفضها جميعاً؛ لكن فرنسيس لم يلجأ إلى طريقة للضغط على النادي من أجل الرحيل، كما يفعل لاعبون آخرون في ظروف مشابهة. يقول فرنسيس عن ذلك: «لم يكن من الممكن أن أفعل ذلك؛ لأن شخصيتي ليست هكذا. وعندما كان النادي يرفض طلب الرحيل، كنت أواصل اللعب، وكان كل شيء ينتهي».
وكان فرنسيس قد لعب صيف عام 1978 مع نادي ديترويت الأميركي على سبيل الإعارة، وخاض مع الفريق 22 مباراة، وحصل على مقابل مادي خلال تلك الفترة بلغ 50 ألف جنيه إسترليني. ونتيجة لذلك، غاب فرنسيس عن أول مباراة لبرمنغهام في الموسم التالي؛ لكن جيم سميث، المدير الفني الجديد للنادي آنذاك، قال إن اللاعب قدم في المقابل «تعهداً قوياً بأنه سيبقى معنا، على الأقل خلال السنتين المتبقيتين من عقده».
وقال فرنسيس عن سميث: «لقد قال لي إنه يعلم أنني أتطلع للعب مع نادٍ أكبر، وأخبرني بأنه مدير فني يمتلك طموحات كبيرة للغاية، ويريد أن يكون فريقاً قوياً، ويريد مني أن أبذل كل ما في وسعي لمساعدته داخل الملعب، وإذا لم تتحسن الأمور بعد أعياد الميلاد فإنه سيفعل أي شيء ممكن لمساعدتي على الرحيل. لقد كنت سعيداً لأنني أتعامل مع شخص صادق مثل جيم سميث، الذي كان واضحاً معي وتمسك بكلمته».
ولم ينجح سميث في تحسين مستوى برمنغهام سيتي؛ بل على العكس تدهورت نتائج الفريق بشكل كبير. ومع بداية شهر فبراير (شباط) 1979، لم يكن النادي قد جمع سوى ثماني نقاط فقط، وكان يواجه خطر الهبوط؛ لكن سميث التزم بكلمته مع فرنسيس، وفي السابع من فبراير وافق برمنغهام على العرض المقدم من نادي نوتنغهام فورست، في الوقت الذي أعلن فيه كوفنتري سيتي أيضاً عن استعداده لدفع السعر نفسه الذي سيدفعه نوتنغهام فورست من أجل الحصول على خدمات اللاعب. وفي اليوم التالي، عقد فرنسيس اجتماعاً مدته أربع ساعات مع كلوف وبيتر تايلور، ووعدهم بأنه سيبلغهما بقراره النهائي في صباح اليوم التالي.
يتذكر فرنسيس ما حدث قائلاً: «لقد كانوا حريصين للغاية على إتمام الأمر، وكانوا يريدونني أن أتخذ قراراً بسرعة؛ لكن الشيء الذي لم يدركوه هو أنني كنت قد اتخذت قراري النهائي بالفعل حتى قبل الدخول في أي مفاوضات، وبعد ذلك اللقاء كنت متأكداً تماماً من رغبتي في الانتقال إلى نوتنغهام فورست؛ لكن احترامي لنادي كوفنتري سيتي كان يعني أنه يتعين عليَّ أن أتصل هاتفياً بالمدير الفني لهذا النادي، جوردون ميلن، لكي أبلغه برغبتي، فقد كنت أريده أن يكون أول شخص يعرف ما يحدث».
وقع فرنسيس على عقود انضمامه إلى نوتنغهام فورست في اليوم التالي، وقال تايلور عن ذلك: «كنا نؤمن بأن فرنسيس هو أفضل لاعب في إنجلترا في ذلك الوقت. وقد كان محظوظاً لأنه انضم إلى نوتنغهام فورست وهو في قمة مستواه. لقد انضم إلينا عندما كنت أشعر أنا وبريان كلوف بأننا في أوج عطائنا». لكن نوتنغهام فورست فشل في تسجيل اللاعب بسرعة، وشارك فرنسيس لأول مرة مع النادي مع الفريق الثالث للنادي أمام نوتس كاونتي في نهاية الأسبوع أمام نحو 40 متفرجاً؛ لكن ذلك الأمر كلف النادي غرامة مالية قدرها 250 جنيهاً إسترلينياً؛ لأن النادي لم يكن قد سجل اللاعب بعد. وبعد مرور أسبوع، لم تصل الأوراق الضرورية لتسجيل اللاعب، وهو ما أدى إلى تأخير مشاركته مع الفريق، وهو ما دعا المتحدث الرسمي باسم النادي للخروج والقول: «أنا لا أعرف ما الذي حدث للمستندات».
وفي الشهر التالي، لم يكن مسموحاً لفرنسيس باللعب في مباراة دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا أمام غراسهوبر زيوريخ السويسري، وبالتالي سمح له نادي نوتنغهام فورست باللعب في مباراة ودية مع نادي ديترويت إكسبرس أمام نيويورك كوزموس، وسجل فرنسيس في تلك المباراة ستة أهداف، وفاز فريقه بثمانية أهداف مقابل هدفين، ثم عاد إلى نوتنغهام فورست مرة أخرى. ورأى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن سفر اللاعب إلى الولايات المتحدة كان يتطلب موافقته مسبقاً، وبدأ تحقيقاً آخر فيما حدث.
وقد غاب فرنسيس كثيراً عن نوتنغهام فورست بداعي الإصابة؛ لكنه خاض مسيرة حافلة مع النادي، وكان صاحب هدف الفوز في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 1979. كما كان له الدور الأكبر في فوز الفريق في دور الثمانية والدور نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي، عندما احتفظ الفريق باللقب. لكن مكانه في تاريخ كرة القدم يظل محفوظاً بأنه أول لاعب في تاريخ اللعبة يصل سعره إلى مليون جنيه إسترليني.
يقول فرنسيس عن ذلك: «لم أكن أدرك أهمية هذا الأمر في ذلك الوقت. لقد حطمت الرقم القياسي في سوق الانتقالات، وانتقلت بضعف أكبر مقابل مادي في ذلك الوقت. لقد كان مليون جنيه إسترليني رقماً مذهلاً وخرافياً في سوق انتقالات اللاعبين آنذاك. لقد دفع باريس سان جيرمان ما يقرب من 200 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع نيمار؛ لكنني لا أعتقد أن هذه القيمة كانت لها جاذبية مبلغ المليون جنيه إسترليني نفسها وسحره، الذي دُفع نظير انتقالي لنوتنغهام فورست».


مقالات ذات صلة

جمهور الأهلي المصري يطالب بـ«تجديد الدماء» وإبعاد «مهدري الفرص»

رياضة عربية وسام أبو علي لاعب الأهلي  (حساب الأهلي على فيسبوك)

جمهور الأهلي المصري يطالب بـ«تجديد الدماء» وإبعاد «مهدري الفرص»

ارتفع صوت جماهير الأهلي المصري غاضباً عقب خسارة الفريق أمام باتشوكا المكسيكي، في قبل نهائي كأس القارات للأندية لكرة القدم.

محمد عجم (القاهرة )
رياضة عربية فرحة لاعبي منتخب لبنان بأحد أهدافهم الثلاثة في مرمى منتخب الكويت ودياً (الشرق الأوسط)

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر مجدداً أمام لبنان

واصل منتخب لبنان لكرة القدم عروضه الجيدة بتحقيق الفوز على نظيره الكويتي بنتيجة 2-0 في المباراة الودية الثانية التي جمعت الفريقين على ملعب نادي قطر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
رياضة عالمية بولونيا هزم فيورنتينا في الدوري الإيطالي (د.ب.أ)

الدوري الإيطالي: بولونيا يُسقط فيورنتينا

توقف مسلسل انتصارات فيورنتينا عند 8 على التوالي وذلك بسقوطه على أرض بولونيا.

«الشرق الأوسط» (بولونيا)
رياضة عالمية باير ليفركوزن سيواجه كولن في كأس ألمانيا (أ.ب)

«كأس ألمانيا»: القرعة تضع ليفركوزن في مواجهة كولن

يستضيف فريق باير ليفركوزن، حامل لقب بطولة كأس ألمانيا لكرة القدم، جاره كولن في دور الثمانية للمسابقة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عربية منتخب الإمارات يستعد لـ«خليجي 26» (منتخب الإمارات)

الإمارات تعول على كتيبة من لاعبي الجزيرة استعداداً لـ«خليجي 26»

يعول باولو بينتو، مدرب الإمارات، على ثنائي هجومي وحيد، إضافة لكتيبة من لاعبي الجزيرة المنافس في دوري المحترفين الإماراتي لكرة القدم لخوض منافسات «خليجي 26».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».