مركز مبادرات «مسك» يطلق مسابقة لدعم المحتوى الإبداعي الشبابي

إلى جانب تبني برنامج «أباجورة» بتقديم كامل الرعاية للموسم الثاني

المعلب الزجاجي لمعهد مسك للفنون
المعلب الزجاجي لمعهد مسك للفنون
TT

مركز مبادرات «مسك» يطلق مسابقة لدعم المحتوى الإبداعي الشبابي

المعلب الزجاجي لمعهد مسك للفنون
المعلب الزجاجي لمعهد مسك للفنون

أطلق مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية» بالتعاون مع مؤسسة المعارف العالمية التعليمية الخيرية، مسابقة «مسك القيم» لإتاحة المجال للشباب ومنتجي المحتوى والمفكرين والمبدعين العرب للمشاركة في إثراء المحتوى القيمي، في خطوة يسعى من خلالها المركز إلى تقوية المشهد الإعلامي والترفيهي والتربوي بالمواد المعززة والداعمة للقيم.
وتقوم المسابقة التي أعُلن عنها ضمن فعاليات منتدى مسك للإعلام، على تعزيز دور الإعلام والترفيه والتربية، للوصول إلى دعم القيم الهادفة، عبر تحفيز ما يمكن إنتاجه من مواد إعلامية، من أجل الوصول إلى التأثير النوعي في المواد والمشاركات، وزيادة تفعيل أدوار الأفراد ومؤسسات المجتمع بما يخدم أهداف المسابقة وتبويب المحتوى العربي بالقيم، وتصنيفه ضمن منصة القيم.
وحددت المسابقة عدة مجالات وفتحت الباب للتنافس فيها، حيث ترتكز تلك المجالات على الأمانة والاحترام والمسؤولية والثقة، واشترطت لكل واحدة منها إنتاج قصة، أو فكرة لعبة إلكترونية، أو مقطع فيديو، أو رسما تعبيريا.
كذلك أعلن مركز المبادرات دعمه وتبنيه لبرنامج «أباجورة» الذي تقدمه لبنى الخميس، وذلك بتقديم كامل الدعم والرعاية للموسم الثاني من البودكاست (التدوين الصوتي). وكان المنتدى استضاف في جلسة جماهيرية، زاك كنغ صانع المحتوى الأميركي، الذي أكد أن التقنيات الجديدة التي يؤمن بها، تحتاج مع وسائل التواصل الحديثة إلى فرصة جيدة وسيناريو محبوك، مشدداً على أهمية وجود القصة، مؤكداً في الوقت نفسه أن كل ما يشاركه من أفلام لا تخلو من الفكرة والقصة التي يحرص على سردها بشكل جيد. وأبدى كنغ فرحته الغامرة برؤية آلاف الشباب والشابات السعوديين خلال المنتدى، وقال: «وجود الشباب بهذا الكم وهذه الروح أمر مذهل أنا متحمس لهذه الزيارة ولرؤية كثير من الأشخاص فشكراً لدعوتي».
واحتضن منتدى مسك للإعلام مكعبا زجاجيا عازلا للصوت في مقر انعقاد المنتدى بمساحة لا تتجاوز 6 أمتار مربعة، يهدف القائمين عليه من معهد مسك للفنون إلى التوعية بأن فكرة إيصال المعلومة يجب أن تكون ضمن عمل مُتقن. ومنح معهد مسك للفنون خلال مشاركته حضور المنتدى فرصة الخوض في تجربة نقل المعلومات، في خطوة تهدف إلى تعزيز التواصل البشري علاوة على العالم الافتراضي.



«خيال مآتة»... حارس الحقول يُلهم تشكيلياً

«خيال مآتة» يلهم فنانين تشكيليين مصريين (الشرق الأوسط)
«خيال مآتة» يلهم فنانين تشكيليين مصريين (الشرق الأوسط)
TT

«خيال مآتة»... حارس الحقول يُلهم تشكيلياً

«خيال مآتة» يلهم فنانين تشكيليين مصريين (الشرق الأوسط)
«خيال مآتة» يلهم فنانين تشكيليين مصريين (الشرق الأوسط)

تُلهم الطبيعة المبدعين، وتوقظ ذاكرتهم ومخزونهم البصري والوجداني، وفي معرض الفنان المصري إبراهيم غزالة المقام بغاليري «بيكاسو أست» بعنوان (خيال مآتة) تبرز هذه العلاقة القديمة المستمرة ما بين ثلاثية الذاكرة والطبيعة والفن، عبر 25 لوحة زيتية وإكريلك تتأمل خيالات وجماليات الحقول في ريف مصر.

و«خيال المآتة» هو ذلك التمثال أو المجسم الذي اعتاد الفلاح المصري أن يضعه في وسط الحقل لطرد الطيور التي تلتهم البذور أو المحصول، وهو عبارة عن جلباب قديم محشو بالقش، يُعلق على عصا مرتفعة، مرتدياً قبعة لمزيد من إخافة الطير التي تظن أن ثمة شخصاً واقفاً بالحقل، فلا تقترب منه، ولا تؤذي النباتات.

والفكرة موجودة ومنتشرة في العديد من دول العالم، ويُسمى «فزاعة» في بلاد الشام، و«خراعة» في العراق.

جسد الفنان إبراهيم غزالة البيئة الريفية في معرضه (الشرق الأوسط)

«تلتقي الذكريات بالمشاعر لتجسد رحلة إنسانية فريدة من نوعها»... إحدى الجمل التي تناثرت على جدران القاعة والتي تعمق من سطوة العاطفة على أعمال المعرض، فمعها كانت هناك كلمات وجمل أخرى كلها تحمل حنيناً جارفاً للطفولة واشتياقاً لاستعادة الدهشة التي تغلب إحساس الصغار دوماً، وهو نفسه كان إحساس غزالة وفق قوله.

«في طفولتي لطالما كان (خيال المآتة) منبعاً للسعادة والبهجة مثل سائر أطفال القرية التي نشأت فيها، فهو بشكله الملون الزاهي غير التقليدي وأهميته التي يشير إليها الكبار في أحاديثهم، كان مثيراً للدهشة والفضول ويستحق أن نجتمع حوله، نتأمله وهو يعمل في صمت، متحملاً البرد والحر، ويترك كل منا العنان لخياله لنسج قصص مختلفة عنه».

يقدم الفنان (خيال مآتة) برؤية فلسفية إنسانية (الشرق الأوسط)

توهج خيال الأطفال تجاه (خيال المآتة) بعد الالتحاق بالمدرسة، وكان الفضل لقصة (خيال الحقل) للكاتب عبد التواب يوسف التي كانت مقررة على طلاب المرحلة الابتدائية في الستينات من القرن الماضي.

يقول غزالة لـ«الشرق الأوسط»: «خلال سطورها التقينا به من جديد، لكن هذه المرة كان يتكلم ويحس ويتحرك، وهو ما كان كافياً لاستثارة خيالنا بقوة أكبر».

ومرت السنوات وظل (خيال المآتة) كامناً في جزء ما من ذاكرة غزالة، إلى أن أيقظته زيارة قام بها إلى ريف الجيزة (غرب القاهرة) ليفاجأ بوجود الكائن القديم الذي داعب خياله منذ زمن، وقد عاد ليفعل الشيء نفسه لكن برؤية أكثر نضجاً: «وقعت عيني عليه مصادفةً أثناء هذه الزيارة، وقمت بتكرار الزيارة مرات عدة من أجل تأمله، وفحصه من كل الجوانب والأبعاد على مدى سنتين، إلى أن قررت أن أرسمه، ومن هنا كانت فكرة هذا المعرض».

أحد أعمال معرض (خيال مآتة)

تناول الفنان (خيال المآتة) من منظور فلسفي مفاده أن مكانة شيء ما إنما تنبع في الأساس من دوره ووظيفته ومدى ما يقدمه للآخرين من عطاء، حتى لو كان هذا الشيء مجرد جماد وليس إنساناً يقول: «لكم تأكد لي أنه بحق له أهمية كبيرة للمجتمع، وليس فقط بالنسبة للفلاح؛ فهو يصون الثروة الزراعية المصرية».

ويعتبر الفنان التشكيلي المصري خيال المآتة مصدراً للسعادة والبهجة؛ إذ «يسمح للمزارعين بالمرور بلحظة الحصاد من دون حسرة على فقْد محصولهم، كما أنه رمز لبهجة الأطفال والإحساس بالأمان للكبار ضد غزوات الطيور على حقولهم». وفق تعبيره.

غزالة استدعى حكايات وأساطير من طفولته (الشرق الأوسط)

في المعرض تباينت أشكال «خيال المآتة»؛ فقد جعله طويلاً مرة وقصيراً مرة أخرى، ورجلاً وامرأة وطفلاً، يرتدي ملابس متعددة، مزركشة أو محايدة خالية من النقوش والتفاصيل: «ظن زائرو المعرض في افتتاحه أنني أنا الذي فعلت ذلك لـ(خيال المآتة)، لكن الحقيقة أنه الفلاح المصري الذي أبدع في إثراء شكله وتجديده مستعيناً بفطرته المحبة للجمال والفرحة، وما فعلته هو محاكاته مع لمسات من الذاكرة والخيال».

ووفق غزالة فإن «المزارع برع في كسوة هذا المجسم بملابس مختلفة ذات ألوان زاهية، وأحياناً صارخة مستوحاة من الطبيعة حوله، إنها الملابس القديمة البالية لأفراد أسرته، والتي استغنى عنها، وأعاد توظيفها تطبيقاً للاستدامة في أبسط صورها».

الفنان إبراهيم غزالة (الشرق الأوسط)

جمعت الأعمال ما بين الواقعية والتجريدية وتنوعت مقاساتها ما بين متر ومتر ونصف، جسدت بعضها الطيور مثل «أبو قردان»، واحتفى بعضها الآخر بجمال المساحات الخضراء الممتدة والنخيل والأشجار الكثيفة، لكنها في النهاية تلاقت في تعبيرها عن جمال الحياة الريفية البسيطة.