إحصائية رسمية تكشف ارتفاع معدلات الطلاق في كردستان العراق

إحصائية رسمية تكشف ارتفاع معدلات الطلاق في كردستان العراق
TT

إحصائية رسمية تكشف ارتفاع معدلات الطلاق في كردستان العراق

إحصائية رسمية تكشف ارتفاع معدلات الطلاق في كردستان العراق

أعلنت المحاكم المختصة في إقليم كردستان العراق، عن إحصائية رسمية لحالات الطّلاق بين الأزواج خلال عامي 2017 و2018. وأظهرت الإحصائية الصادرة عن محكمة التمييز، أنّ معدّلات الطّلاق والانفصال بين الأزواج في الإقليم خلال العام الماضي، زادت بواقع ثلاثة أضعاف عن معدلاتها المسجلة في العام قبل الماضي.
وأوضحت الإحصائية أنّ حالات الطّلاق التي سجلت في المحاكم المختصة بالأحوال الشخصية في محافظة أربيل فقط، بلغت ألفين و985 حالة خلال 2017، بينما ارتفع هذا المعدل إلى ثلاثة آلاف و598 حالة في عام 2018، أي بزيادة قدرها 613 حالة.
وفي محافظة السليمانية، التي تعتبر أكبر محافظات الإقليم من حيث الكثافة السكانية، بلغت معدلات الطّلاق 1360 حالة في عام 2017، وقفزت إلى 4085 حالة في 2018، فيما جاءت محافظة دهوك في المرتبة الثالثة؛ حيث بلغ معدل التفريق فيها 1384 حالة في العام قبل الماضي؛ لكنّه سجل ارتفاعاً واضحاً أيضاً ليبلغ 1509 حالات، في العام المنصرم.
وأشارت الإحصائية أيضاً إلى حالات الزّواج المسجلة في 2018، إذ بلغت في أربيل أكثر من 15 ألف حالة زواج، من بينها 36 حالة زواج للمرة الثانية من قبل الرجال، بينما بلغت حالات الزواج في السليمانية 13836 حالة، من بينها 48 حالة زواج للمرة الثانية من قبل الرجال، بينما في دهوك بلغت 10902 حالة، من بينها 89 حالة زواج ثانٍ.
ويعزو المختصون والباحثون الاجتماعيون أسباب الطّلاق والتفريق بين الأزواج؛ خصوصاً الشّباب من حديثي الزواج إلى جملة أسباب، أهمها وأبرزها البطالة الناجمة عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الإقليم منذ خمس سنوات، والتي أقعدت الآلاف من الشباب من كلا الجنسين في بيوتهم، وأثقلت كواهلهم مادياً.
وتؤكد الباحثة الاجتماعية شيرين كرمياني، أنّ البطالة ليست السبب الوحيد في هذه المشكلة الاجتماعية العويصة؛ بل ترافقها أسباب أخرى، مثل انجراف الشباب وراء مشاعرهم المتأججة، ونزواتهم الآنية، التي تدفعهم إلى اتخاذ قرار الزواج من دون دراسة وتمحيص للعلاقة بين الطرفين، أو توفير مستلزمات ديمومة عملية الزواج، لذلك تجد أنّ معظم حالات الزّواج بين الشباب المتسرعين في قراراتهم، ينتهي إلى الطّلاق والتفريق.
وتضيف كرمياني لـ«الشرق الأوسط» أنّه على الشباب من كلا الجنسين، تقييم علاقاتهم قبل الزّواج تقييماً دقيقاً وعقلانياً، بالاستناد إلى أسس المنطق قبل الشروع في الزواج؛ لأنّ ذلك يضمن استمراريته على نحو سليم، كما ينبغي على أسرة الفتاة تحاشي إثقال كاهل الشاب، بالمطالب الكمالية التي ترغم العريس غالباً على التورط في ديون ثقيلة، يصعب عليه تسديدها بعد الزواج، مما يتسبب في خلق مشكلات أسرية واجتماعية معقّدة تنتهي بالانفصال.
بينما يرى برهان علي، سكرتير اتحاد الرجال في كردستان، أنّ غياب عامل الانسجام النّفسي والأُسري بين الزّوجين وعائلتيهما، هو السبب الأبرز في ارتفاع معدلات الطّلاق. ويوضح أنّ اتحاد الرجال أجرى دراسة استندت إلى مسوحات وعينات في محافظات الإقليم كافة، أظهرت أنّ 39 في المائة من حالات الطّلاق مردها فقدان الوفاق الأسري والعاطفي بين الزوجين، لا سيما حديثي الارتباط، وأن 19 في المائة من الحالات مردها إصرار الزوجة وأهلها على تأمين الزوج مسكناً منفصلاً عن أهله، وفي معظم الأحيان يعجز عن تحمل إيجارات المسكن، فتحدث المشكلة الكبيرة التي تنتهي غالباً بانفصال الزوجين.
ويوضح علي أيضاً أنّ 10 في المائة من حالات الطّلاق تعزى إلى الخيانة الزوجية، لا سيما من قبل الرجال، إلى جانب سوء استخدام أجهزة الاتصالات الحديثة؛ خصوصاً الهواتف الذكية التي أظهرت الدراسة أنّها تتسبب في حالات الطّلاق بنسبة 19 في المائة، بينما تشكل حالات زواج الرجل بامرأة ثانية جراء عدم إنجاب الزوجة الأولى أو مرضها أو الرغبة في تعدد الزوجات أو فارق العمر بين الزوجين، أو غيرها من الأسباب، نسبة 8 في المائة من مجمل حالات الطّلاق.



عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».