عن فوضى المصطلحات وغابة المفاهيم المشوشة

نايجل فاراج  -  بوريس جونسون
نايجل فاراج - بوريس جونسون
TT

عن فوضى المصطلحات وغابة المفاهيم المشوشة

نايجل فاراج  -  بوريس جونسون
نايجل فاراج - بوريس جونسون

لعلها لازمة لا بد منها لكل الذين تحكمهم أقدارهم بالعيش في أزمنة مظلمة - عندما يموت قديمهم ولا يولد جديدهم، فتنطلق الوحوش والتنانين من أعقالها - أن يشهدوا تفلتاً في توظيف المصطلحات الحاكمة للمعاني، وفوضى تامة في العلاقات بين الدال والمدلول على نحو يجعل من اللغة والإعلام الذي يحملها أدوات لخلق وتكريس سوء التفاهم، وأيضاً إعادة تدوير النفايات الفكرية المتداولة أكثر منها جسوراً للتواصل بين مجموع البشر، وفضاءات للتفكير السليم والعقلاني والتقدمي. وهكذا بالفعل، غرق كوكبنا الصغير وبشكل مكثف منذ ثلاثة أعوام – وقتما نظم محافظو بريطانيا استفتاء «بريكست» الشهير – في لجج تعابير مستلة من كتب التاريخ لوصف وقائع معاصرة: فهذا سياسي «فاشي» وذاك تيار «شعبوي»، كما شعارات ملتبسة المضمون يقلبها كل قوم كما شاء سادتهم «فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» – ترمب في الولايات المتحدة مدعياً أن أميركا قبله ليست دولة عظمى وكأنه المخلص والمنقذ - أو «استعادة الاستقلال» – مؤيدو «بريكست» البريطاني الذين لا يعرف أغلبهم ما هو الاتحاد الأوروبي تحديداً -، ناهيك عن أفكار شديدة العمومية توظّف الدوال في استخدامات بغير مكانها ومقاصدها الأصلية، كـ«النظام الديمقراطي الليبرالي» و«أزمة اللاجئين في الشرق الأوسط» و«المجتمع الدولي» ومثيلاتها التي قد تصف ظواهر موجودة بشكل أو بآخر، لكنها تخفي حقائق عن تلك الظواهر أكثر مما تظهر، ولا تقدم الكثير من المعنى الذي قد يساعد على حدوث تواصل حقيقي بشأنها بين الأطراف المختلفة.
لا يفتقد العالم إلى الأفكار الواضحة، ولا إلى المفكرين الخلاقين، بل ربما أن أزمنتنا المعاصرة بفضل التقدم التقني المطرد والمتراكم، تستضيف عدداً من العلماء والفلاسفة والمثقفين الأحياء يفوق بمراحل أعداد أمثالهم الذين عاشوا وماتوا في كل مراحل التاريخ البشري المدون. لكن هذه الأزمنة تحديداً تولتها نخب اقتصادية وسياسية تخدمها وتكرس هيمنتها ضبابية المفاهيم وتسطح الأفكار، فسلطت على الشعوب منظوماتها الإعلامية المكتنزة بأورام من مدعي الثقافة، وأنصاف المتعلمين وتجار الجهل ممن احترف صناعة «الأخبار الكاذبة» و«الحقائق المزورة» و«البلاهة الجمعية»، فأنتجوا هذه الغابة من المفاهيم المشوشة، والفوضى الشاملة في استخدام الكلمات والمصطلحات، فأخذوا يرددون السياسيون الديماغوجيون دون أدنى حس نقدي أو حتى قليل من الاحترام لعقل القراء المشغولين بمطاردة أسباب العيش. وللحقيقة، هؤلاء الآخرون ساهموا في تفشي هذا الفساد الفكري من خلال تقبلهم السلبي الكسول لنفايات الكلِم التي تُلقى عليهم دون عناء البحث والتنقيب، مكتفين بتوزيع الإعجابات المجانية على مقالات لا يقرأونها، أو تبني شعارات لا يدركون أبعادها، أو التصفيق لمن يدعي سعيه لتخليصهم من جور المنظومة الليبرالية التي أخذتهم إلى عصر تقشف اقتصادي وأزمة مالية عالمية لا تزال توابع زلازلها تتردد حتى الراهن من الوقت.
وصف «الفاشية» مثلاً صار مكوناً رئيسياً من جل مقالات السياسة عن مآلات الأحداث في الغرب وصعود فئة السياسيين الديماغوجيين أمثال بوريس جونسون ونايجل فاراج. لكن إطلاق تلك الصفة تحديداً على السياسيين الجدد في الغرب يجعل الفاشية وكأنها مجرد مرض فردي قد يصاب به أحدهم فيشفى منه أو يقضي به، بينما هي في واقعها ظاهرة كلية جامعة نتجت من عقود تتابعت على تشويه نفسيات الغربيين من خلال تقبل وتنفيذ حروبهم الاستعمارية والمذابح والإبادات التي تعرضت لها شعوب العالم. ولذا؛ فإن الفاشية حالة مجتمعية متعددة الأبعاد لا يمكن إسقاطها على شخص فرد مهما تلاعب بهموم الناس العاديين لتحقيق أغراضه السياسية، وهي تحديداً في الحالة الأميركية لا تخدم أغراض مصالح غالبية المواطنين؛ لأنها تُلقي تهمة شائنة على تيار نخبوي من قبل تيار نخبوي مضاد يريد تصوير عهود الديمقراطيين السابقة (أوباما، كلينتون...) نقيضاً لظلام الفاشيات، وكل غايته استعادة السلطة من الفريق الآخر دون أدنى اعتناء بحال المواطنين المهمشين.
ويأخذنا مصطلح «الفاشية» هذا إلى مصطلح آخر ملأ بدوره مقالات الصحافيين التي تدعي تسجيل أو تحليل تقلبات أهواء الناخبين في الغرب الغاضبين على أداء السلطات الليبرالية الحاكمة منذ السبعينات والمائلين في كثرتهم إلى العداء للأجانب والوطنيات المحلية الضيقة أي «الشعبوية». لكن أي مطلع على تاريخ الجمهورية الرومانية يعلم تماماً أن جذور «الشعبوية» تأتي من الضغوط السياسية والثورات المتفرقة التي انتهت غالبية الطبقات المسحوقة من الفلاحين والعبيد وأسرى الحروب الاستعمارية إلى الاندماج فيها لمواجهة تسلط نظام روما الجمهوري النخبوي، وسعياً لتحقيق نوع من تمثيل متوازن وشراكة حقيقية في إدارة حياة سكان فضاء الإمبراطورية الرومانية، ذلك في وقت سبق الليبرالية كما نعرفها اليوم بمئات السنوات. وللحقيقة، فإن المصادر التاريخية الرومانية من تلك الفترة تشير إلى أن نبلاء روما كانوا يستخدمون ذلك المصطلح تحديداً كنوع من الإهانة لكل سياسي يحاول أن يرفع صوت الأغلبية المقهورة في مجالس النخب. شعبوية اليوم ليست أساساً بشأن حقوق أفضل للمواطنين، بقدر ما هي كتل شعبية تثيرها مؤسسات النخبة الغربية وفق منهجية مدروسة لتضعها في مواجهة عمياء ضد اللاجئين والأجانب الفقراء - الذين خرجوا من بلادهم أصلاً بفضل الحروب والنهب الغربي الممنهج لأوطانهم التي تديرها النخبة ذاتها - كي لا تلتفت تلك الكتل إلى التفاوتات الاجتماعية الهائلة، وتردي مستويات المعيشة بمرور الأيام، والتفريغ التام لكل القيم النظرية للديمقراطية الغربية الموهومة.
ولا يبدو مصطلح «النظام الديمقراطي الليبرالي» الذي تراه مبثوثاً هنا وهناك لوصف حالة العالم قبل صعود موجة الديماغوجية الأخيرة بعيداً بدوره عن فساد الاستخدام، فهو ليس نظاماً، ولا ديمقراطياً، ولا حتى ليبرالياً، ولم يكن يوما كذلك، بل مجرد صيغة أخرى متفاوتة الألوان من حكم النخب الغربية التي أرادت العالم قرية صغيرة ليكون سوقاً مفتوحة لها فوق السيادات، وسعياً لاكتساب شرعية في عيون شعوبها إبان مواجهتها للاتحاد السوفياتي أيام الحرب الباردة، قبل أن تتغير الظروف لاحقاً وتبدأ دول الجنوب في شنّ هجمة تصديرية مضادة شاملة عبر الخطوط ذاتها التي فتحها الغرب.
عربياً، وعند المثقفين، الذين يعيش قسم منهم عالة على نتاجات الآخرين، رواج عجيب لهذه المصطلحات، ورغبة فائرة لتدويرها وإعادة استعمالها دونما ولو قليل تمعن، وهي عادة قديمة لنا كثقافة تابعة تغرف من الثقافات السائدة غرفاً دون عميق تمحيص، فلا تساعد الجمهور العربي على فهم حقيقة أحداث العالم حوله، بل وكثيراً ما استخدمت ضده تحديداً مثل «المجتمع الدولي» – حيث تتخلى الحكومات عن مسؤولياتها لمصلحة كيان وهمي هُلامي -، و«عملية السلام في الشرق الأوسط» – حيث إنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يضمن بالضرورة سلاماً في الشرق الأوسط - و«الشرعية الدولية» – تُقاس بحسب تعريف الجهة المتحدثة حصراً - و«أزمة اللاجئين في الشرق الأوسط» – التي يتم استخدامها للتغطية على سياسات تهجير ممنهج قامت بها السلطات الإسرائيلية بدعمٍ مباشرٍ من الحلفاء الغربيين – و«الحرب على الإرهاب» - حيث من لا يوافق أجندات الغرب يتعرض للإبادة بأحدث أدوات الصدمة والرعب.
هذه الفوضى المصطلحية الشاملة والتساهل والميوعة في إطلاق التسميات على عواهنها تشكل أخطاراً داهمة قد تمس بجمهور المتلقين قبل غيرهم، الذين وهم يتناقلون تلك التسميات والشعارات تنتهي بعض جماعاتهم ضحايا مباشرين لها. لكن الأمر الأهم من ذلك كله أن التكرار العبثي لصوتيات مفرغة أو منحرفة المعاني بديلاً عن الأفكار الواضحة تتسبب حتماً بسوء التفاهم وضبابية الفهم وتكريس القطبية وكراهية الآخر وتمنع التواصل بشأن القضايا الحقيقية المؤثرة على مصائر البشر. إذا كان ثمة من «حربٍ على» ظاهرة كلية، فلتكن حرباً على التجهيل، تبدأ تحديداً من جهة ضبط المصطلحات.



«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
TT

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة من خلال حديث مطول أدلى به لمحرر المذكرات ومؤلف الكتاب الصحافي سيد محمود سلام. ورغم أن حديث الذكريات هنا يشمل محطات مختلفة، فإن الكتاب يركز بشكل خاص على مرحلة النشأة والطفولة وما اكتنفها من اكتشاف الفنان في سنوات التكوين الأولى لعالم الأدب وخصوصية مدينته بورسعيد، مسقط رأسه.

ويشير محمود ياسين إلى أن الطفولة مفتاح كل بوابات العمر، وقد عاش طفولته في أسرة محافظة مثقفة محبة للفن ولتراب الوطن حيث أثرت كثرة الحروب التي خاضتها المدينة على تعميق الحس الوطني لأبنائها. ويرى أنه كان طفلاً محظوظاً لأنه نشأ في أسرة تعد الثقافة جزءاً مهماً من تكوين أبنائها، وكان ترتيبه السادس بين أشقائه العشرة، وقد تأثر في طفولته بشقيقه الأكبر فاروق: «إذ فتح عيني على شيء اسمه الكتاب بمعناه الواسع. كان يتسلم الكتب ويذهب إلى المدرسة، لكن فاروق كانت له في البيت مكتبة خاصة عبارة عن خزانة كبيرة في الحائط صُممت على الطراز الفرنسي تضع فيها الوالدة الفخار وقطع الخزف الصيني وكؤوس الزجاج وأشياءها الخاصة، فصنع منها مكتبة بعرض الحائط بعد أن أقنعها بذلك حيث كانوا يقطنون في فيلا من دورين تابعة لشركة قناة السويس التي كان يعمل بها والده، وعاشوا فيها ما يزيد على 25 عاماً».

ظل فاروق يشتري الكتب باستمرار مثل سلسلة «اقرأ» التي كانت تصدر ملخصات لعيون الأدب العربي والعالمي والسير الذاتية مثل السيرة الذاتية لطه حسين ودوستويفسكي ومكسيم غوركي وأنطون تشيخوف، فضلاً عن عيون الأدب الفرنسي مثل مؤلفات غي دي موباسان. كانت السلسلة تصدر كتيبات لكل كتّاب ومفكّري العالم، فالتراث الإنساني كله أنتجته سلسلة «اقرأ»، وقد جمعه فاروق في مكتبته وأيضاً سلسلة أخرى بعنوان «كتابي» جمعها أيضاً في المكتبة.

قرأ محمود ياسين في صغره معظم دواوين الشعراء العرب وعبقريات العقاد في مكتبة شقيقه، فضلاً عن كتب سلسلة «الكتاب الذهبي» التي تعرّف فيها على محمد عبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي. كما كان الشقيق الأكبر فاروق شغوفاً باقتناء الكتب والمطبوعات الثقافية مثل مجلة «الهلال» حتى إنه يشتري الكتب بمصروفه الشخصي المحدود. ولم يكن الطفل محمود يشغل نفسه بشراء الكتب، لكن يده بدأت تمتد إلى مكتبة شقيقه، فغضب بشدة من استعارته كتبه؛ وذلك خوفاً من ألا تلقى الاحترام ذاته الذي تلقاه عنده تلك المكتبة التي كوّنها واشتراها من مصروفه. لكن عندما اطمأن لشقيقه، بدأ يشجعه مع بعض النصائح خوفاً على هذه الكتب. وبدأ الشقيق الأصغر في متابعة المسرحيات المترجمة بشكل خاص، لا سيما أعمال وليام شكسبير وهو ما أثار دهشة وإعجاب فاروق حين رأى شقيقه لا يفوّت نصاً للكاتب العالمي، سواء في سلسلة «كتابي» أو نظيرتها «اقرأ».

ويشير محمود ياسين إلى أن أبناء بورسعيد يتشابهون في ملامحهم وتكوينهم؛ لأن هذه المدينة تترك بصماتها على أبنائها، فهي بلد مفتوح على الدنيا ويُطل على أوروبا، فهناك شاطئ بحر وفي الأفق عالم آخر يجب أن تحلم به. إنها مدينة وسط جزر من المياه، فتأثر بهذه الخصوصية الجغرافية وما أكسبته لسكانها من حس حضاري لافت.

يقول محمود ياسين في مذكراته إن الطفولة مفتاح كل بوابات العمر وقد عاش طفولته في أسرة محافظة مثقفة محبة للفن ولتراب الوطن حيث أثرت كثرة الحروب التي خاضتها المدينة على تعميق الحس الوطني لأبنائها.

امتزجت شخصية محمود ياسين بالبحر المتوسط الذي تطل عليه مدينته، فهو مثله تراه شديد الهدوء تارة، شديد الصخب تارة أخرى. يقول: «إن أخلاقي كأخلاق البحر وطبيعتي تشبهه، فأنا في شهري سبتمبر وأكتوبر أكون هادئاً هدوءاً غريباً وعندما تنظر إليّ تشاهد ما في أعماقي، وإذا تحدثت إليّ يمكنك أن تكتشف كل شيء. أما الشخص الصاخب العصبي فهو أيضاً أنا ولكن في شهر يناير، وكذلك البحر بـ(نواته) وأمواجه المتلاطمة. لا أحب شهر يناير، قد يكون لأنه بداية عام لا أعلم ما يخبئه، وحين راقبت نفسي وجدت أنني في مواسم أكون هادئاً وأخرى أكون صاخباً وهذا هو حال البحر».

كانت حياة الصبي محمود ياسين قبل التمثيل غير مستقرة، كأنه يبحث عن شيء يسعده. كان يراقب شقيقه فاروق، الممثل العظيم بقصور الثقافة، وتعلم منه كيف يحب الريحاني. يشاهده فيشعر بأنه يمتلك عالم التمثيل بين عينيه، نظراته، تأمله، صوته حتى وهو يغني بصوتٍ أجش تستسيغ غناءه من هذه الحالة التي لاحظها وتأثر بها. أحبَّ التمثيل وشعر بأنه الشيء الذي يبحث عنه، إنه عالمه المفقود، به ستكتمل حياته.

اللافت أن التمثيل منذ البدايات الأولى بالنسبة لمحمود ياسين «حالة»، إنه بمثابة «عفريت» يتجسد في الشخص المحب له، فكان يسعد بالمشاهد التي يمثلها في نادٍ يسمى «نادي المريخ» ببورسعيد وهو طفل. وكوّن هو وزملاؤه فرقة مسرحية، مع عباس أحمد الذي عُرف بأشهر مخرجي الثقافة الجماهيرية، وله باع طويل وأثر في حياته كصديق ورفيق رحلة كفاح، هو والسيد طليب، وكانا أقرب صديقين له، سواء على مستوى هواية التمثيل أو الحياة.

ويروي كيف كان يقدم مسرحية على خشبة مسرح صنعوه بأنفسهم من مناضد وكراسي متراصة، وفي قاعة تسع 100 شخص، فلمح والده، وكانت المرة الأولى التي يمثل فيها ويشاهده أبوه، وإذا به يبتسم له ابتسامة هادئة، اعتبرها أول تصريح رسمي منه بموافقته على دخوله هذا المجال. ويذكر أيضاً أن من بين العمال الذين تأثر بهم محمود عزمي، مهندس الديكور العبقري، الذي لم يحصل على أي شهادات دراسية ولم يلتحق بالتعليم، لكنه كان يهوى الرسم ويصمّم ديكورات أي نصوص سواء عربية أو عالمية ببراعة مدهشة.