الاتحاد الأوروبي يتبرع بـ82 مليون يورو لـ«أونروا»

شاب فلسطيني يحمل كيساً من الدقيق خارج مركز توزيع المساعدات (الأونروا) في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني يحمل كيساً من الدقيق خارج مركز توزيع المساعدات (الأونروا) في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يتبرع بـ82 مليون يورو لـ«أونروا»

شاب فلسطيني يحمل كيساً من الدقيق خارج مركز توزيع المساعدات (الأونروا) في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني يحمل كيساً من الدقيق خارج مركز توزيع المساعدات (الأونروا) في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وقّع الاتحاد الأوروبي مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأوسط (أونروا) في القدس، اليوم (الأربعاء)، اتفاقية تبرع مالي، دعماً لموازنة الوكالة لعام 2019.
وذكر بيان صادر عن «أونروا»، أن الاتفاقية وقّعها ممثل الاتحاد الأوروبي رالف تاراف، والمفوض العام للوكالة بيير كرينبول، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
وبموجب الاتفاقية، يقدم الاتحاد الأوروبي تبرعاً حيوياً بقيمة 82 مليون يورو لدعم عمل «أونروا» في مجال التنمية البشرية لهذا العام.
وقالت «أونروا» إنه في ضوء التحديات المالية المستمرة التي تعاني منها وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم كامل هذا التمويل فوراً بمجرد توقيع الاتفاقية.
وسيعمل التبرع الجديد على المساعدة في المحافظة على سبل الوصول للتعليم لما مجموعه 532 ألف طفل، وتقديم الرعاية الصحية الأولية لأكثر من 5.‏3 مليون مريض إلى جانب تقديم المساعدة لأكثر من 250 ألف لاجئ من فلسطين معرضين للمخاطر بشكل حاد، وذلك بالإضافة إلى العديد من الخدمات الأخرى، في وقت تعاني فيه منطقة الشرق الأوسط من عدم استقرار شديد.
وقال كرينبول، عقب توقيع الاتفاقية: «نحن نقدّر عالياً الالتزام المثالي الذي يُظهره الاتحاد الأوروبي تجاه المحافظة على كرامة لاجئي فلسطين وحيال الاستجابة لاحتياجاتهم».
وأضاف أن «سخاء واستمرار تعاون الاتحاد الأوروبي يستحق أعلى درجات الإشادة فهو قد سمح لـ(أونروا) بفتح مدارسها في الوقت المحدد في العام الدراسي 2019 – 2018، وكان عاملاً رئيساً في حملة العام الماضي الناجحة للتغلب على أزمتنا التمويلية الوجودية. إننا فخورون بهذه الشراكة ونتطلع قدماً لتطويرها في هذا الوقت الحرج».
بدوره، قال تاراف: «بشكل يومي، تقدم (أونروا) للاجئي فلسطين خدمات أساسية بما في ذلك التعليم والصحة والمساعدة الإغاثية، وذلك في الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز النمو الاجتماعي الاقتصادي والاستقرار في الشرق الأوسط».
وتابع أن «الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه فخورون بدعم عمل (أونروا) في تقديم هذه الخدمات للاجئي فلسطين، والذي يجب أن يتم النظر إليه باعتباره جزءاً لا يتجزأ من جهود الاتحاد الأوروبي للوصول إلى حل تفاوضي لدولتين وإلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين، إن دعم (أونروا) سيظل واحداً من ركائز سياستنا للسلام في الشرق الأوسط».
وحسب بيان «أونروا»، فإن التزام الاتحاد الأوروبي تجاه لاجئي فلسطين يشتمل على دعم غير مسبوق لبرنامج الوكالة التعليمي من خلال حملته التي تحمل عنوان «حياة صحية وفضاءات صحية»، وفي عام 2018 وحده، قام الاتحاد الأوروبي بإعادة تأهيل نحو 65 منشأة تابعة لـ«أونروا»، اشتملت على مدارس ومراكز صحية في الشرق الأوسط.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».