قبائل حجور تقطع إمدادات الحوثي وتنتقل من الدفاع للهجوم

الجيش اليمني يتقدم في صعدة ويهاجم الانقلابيين في حجة

TT

قبائل حجور تقطع إمدادات الحوثي وتنتقل من الدفاع للهجوم

أحرزت قوات الجيش اليمني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، تقدماً جديداً في مديرية باقم، شمال صعدة، حيث معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية، في الوقت الذي تواصلت فيه أمس المعارك في مديرية كشر، بمحافظة حجة، الحدودية، وسيطر رجال القبائل على عدد من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الانقلاب.
وفيما شن الجيش عملية عسكرية غرب مديرية حرض، بالمحافظة ذاتها، من محورين، حققت القوات الحكومية تقدماً جديداً في صعدة.
ونقل مركز إعلام الجيش الوطني عن أركان حرب محور آزال، العميد وليد طامش، تأكيده أن «الجيش الوطني شن هجوماً واسعاً ضد مواقع الميليشيات الانقلابية في الأجزاء الجنوبية والغربية من مديرية باقم، وتمكن خلال العملية من تحرير الجبال السود وتبة الخزان، وما تبقى من قرى آل معيض، والخط الأسفلتي الدولي، وقرية سحار الشام غرب مديرية باقم». وأشار إلى أن «الحوثيين تكبدوا خسائر كبيرة في السلاح والأرواح، حيث لم يعرف حجمها حتى اللحظة نتيجة استمرار العملية العسكرية حتى الآن».
ومن جانبه، قال قائد محور آزال، قائد اللواء 102 خاصة، العميد ياسر الحارثي، إن «هذه العملية تأتي في سياق تحرك قوات الجيش الوطني في مختلف الجبهات لاستكمال تحرير البلاد، والرد على تصعيد الميليشيات الانقلابية لهجماتها على المدنيين العزل في حجور والحديدة». وسقط العشرات من الانقلابيين بين قتيل وجريح بغارات جوية شنتها مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، الاثنين، حيث استهدفت منصة إطلاق الصواريخ ومعسكراً تدريبياً تابعاً للميليشيات الانقلابية في منطقة الغول القريبة من مركز مديرية كتاف، شمال شرقي صعدة.
إلى ذلك، شنت قوات الجيش الوطني، من المنطقة العسكرية الخامسة، الثلاثاء، عملية هجوم واسعة على مواقع الانقلابيين، من محورين في جبهة حرض، طبقاً لما أورده موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت».
وأفاد الموقع بأن «الهجوم تركز في المحور الشرقي، باتجاه مديرية مستبأ، ومن المحور الجنوبي، باتجاه مدينة حرض»، وأن «الهجوم أسفر عن مصرع وجرح عدد من عناصر الميليشيات، وكان من بين القتلى القيادي الحوثي المدعو وضاح أحمد ناصر طويل، أحد أبرز القيادات الحوثية، المسؤول الثقافي لجبهة الميليشيا في حرض».
ويواصل مقاتلو قبائل حجور تقدماتهم الميدانية في منطقة العبيسة، شرق مديرية كشر، شمال محافظة حجة، حيث شنت القبائل هجوماً مباغتاً على تمركز الانقلابيين. وحررت القبائل جبل الواسط، المحاذي لجبل القيم، شرق مديرية كشر، المطل على الخط الأسفلتي الرابط بين محافظة عمران ومثلث عاهم في محافظة حجة، علاوة على تطهير عدد من المواقع في الجبهة الشرقية لمديرية كشر، أبرزها: جبال الشرفاني، ومغربة الشرفاني، وعريش العضلي.
كما تمكن رجال القبائل من قطع خط الإمداد الرئيسي للميليشيات الانقلابية، الذي يربط بين قرايات من الشرق، والمندلة من الغرب في كشر، والمحاددة لمحافظة عمران.
وأفاد موقع الجيش بأن «أبناء حجور يفرضون حصاراً على ما تبقى من عناصر الميليشيات في منطقة مخيض، بعد تطهير منطقة القشبة بشكل كامل في مواجهات الاثنين».
وساندت مقاتلات تحالف دعم الشرعية قبائل حجور، واستهدفت بغاراتها أسلحة وتجمعات الانقلابيين، ودمرت عربة عسكرية أسفل منطقة الزعلة في عزلة المندلة، وموقعاً للميليشيا في جبل الشاحي، أسفر عن تدمير عيار 23، وتجمعاً لعناصر الميليشيا مكوناً من عشرة أفراد في شعب حبان، وتكبدت الميليشيات الانقلابية خسائر بشرية كبيرة.
وفي معارك الاثنين، سقط عدد من القيادات الميدانية للميليشيا وعناصرها قتلى وجرحى، ومن بين القتلى القيادي الحوثي المدعو عبد ربه عايض هراش، نجل الشيخ المتحوث عايض هراش، من أبرز مشايخ مديرية ‎خارف بمحافظة ‎عمران، المحاذية لمديرية كشر بمحافظة حجة.
كما أصيب القيادي الحوثي مالك مرشد جبة، المكني «أبو مالك»، أحد قيادات الحوثي في مديرية وشحة، في غارة جوية لمقاتلات التحالف مساء الأحد، استهدفته مع مرافقيه على متن أحد الأطقم التابعة للميليشيا، في قرية الحوج شرق العبيسة، حيث سقطوا قتلى وجرحى.
وتزامن ذلك مع تصدي قوات الجيش الوطني في جبهة الحشاء، غرب محافظة الضالع الجنوبية، حيث شنت ميليشيات الانقلاب هجومها على عدد من المواقع، أبرزها الجفينة والقلاع الحصن، شمال منطقة الدخلة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف ميليشيات الانقلاب.
وقال فؤاد المسلمي، رئيس المركز الإعلامي لمقاومة الحشاء، إن «رجال القبائل والجيش الوطني كسروا هجوم الانقلابيين على مواقع الحصن والسلسلة الجبلية المرتبطة بتبة الجفينة، وأفشلوا محاولة الانقلابيين التسلل إلى مواقع الجيش الوطني».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».