محققون: طائرة سالا لم تكن تحظى برخصة تجارية والطيار أخطأ

حطام الطائرة المنكوبة التي كانت تقل اللاعب الأرجنتيني إيميليانو سالا (إ.ب.أ)
حطام الطائرة المنكوبة التي كانت تقل اللاعب الأرجنتيني إيميليانو سالا (إ.ب.أ)
TT

محققون: طائرة سالا لم تكن تحظى برخصة تجارية والطيار أخطأ

حطام الطائرة المنكوبة التي كانت تقل اللاعب الأرجنتيني إيميليانو سالا (إ.ب.أ)
حطام الطائرة المنكوبة التي كانت تقل اللاعب الأرجنتيني إيميليانو سالا (إ.ب.أ)

كشف محققون بريطانيون أمس (الاثنين)، أن الطائرة الصغيرة التي أدى تحطمها في بحر المانش الشهر الماضي، إلى مقتل لاعب كرة القدم الأرجنتيني إيميليانو سالا، لم تكن تحظى برخصة القيام برحلات تجارية.
كما نُشرت صور جديدة للطائرة المنكوبة، وأشار تقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية إلى أن الطيار ديفيد إيبوتسون كان قد ارتكب «أخطاء أساسية» قبل الإقلاع.
وأوضح المكتب البريطاني للتحقيقات في الحوادث الجوية، أن الطائرة كان يسمح لها برحلات «خاصة» يتم فيها تشارك الكلفة بين الطيار والراكب.
وأكد المكتب في تقرير أولي أن «الأساس الذي تم عليه نقل الراكب لم يتم تحديده بعد، لكن الطيار قام سابقاً بنقل ركاب على أساس تشارك الكلفة».
ويكشف التقرير أيضاً أنه خلال الدقائق الـ15 الأخيرة من الرحلة، كان الطيار يعاني من مشكلات بالرؤية وقام بمحاولات لخفض الارتفاع الذي تحلق عليه الطائرة لهذا السبب.
وأوضح تقرير «ديلي ميل» أنه قبل 24 ثانية بالضبط من وقوع الحادث المميت، حاول إيبوتسون الهروب من الطائرة، لكنه فشل في ذلك بعدما اصطدمت الطائرة بالماء بسرعة فائقة.
وتحطمت الطائرة في 21 يناير (كانون الثاني) في طريقها من مدينة نانت الفرنسية التي كان سالا لاعباً في فريقها، إلى العاصمة الويلزية للانضمام إلى فريقها كارديف سيتي المشارك في الدوري الإنجليزي الممتاز. وانتشلت جثة سالا في 7 فبراير (شباط) الحالي، بينما لا يزال مصير الطيار مجهولاً حتى الآن نظراً لعدم العثور عليه.
وبحسب التقرير الأولي للمحققين البريطانيين، كانت الطائرة الصغيرة، وهي من نوع «بايبر بي إيه 46 ماليبو» مسجلة في الولايات المتحدة.
وأشار المحققون إلى أنه نظراً لعدم العثور على سجل الرحلة أو رخصة الطيار بعد، لا يمكن التأكيد مما إذا كان إيبوتسون يحمل إجازة للتحليق ليلاً أم لا.
وبحسب التقرير، أقلعت الطائرة عند الساعة 19:15. وبعد 43 دقيقة، تواصل مراقبو الرحلات الجوية مع الطيار للاستفسار عن تحليق الطائرة على علو أدنى من المحدد لمسارها. وأظهرت الأرصاد الجوية في ذلك الوقت وجود أمطار «بعضها غزير» في منطقة تحليق الطائرة.
وعند الساعة 20:02، طلب الطيار الإذن لخفض ارتفاع طائرته للتمكن من التحليق في ظروف تتيح «الرؤية بالعين المجردة». ولدى سؤال المراقبين الجويين له عما إذا كان يحتاج إلى خفض إضافي أم لا، أجاب: «كلا».
لكن إيبوتسون عاد وطلب ذلك بعد 10 دقائق. وأفاد التقرير بأن الطائرة انخفضت مرتين وارتفعت مرتين، قبل أن تختفي عن شاشات الرادار.
وأوضح المحققون أن جزءاً من حطام الطائرة عثر عليه على عمق 68 متراً تحت سطح البحر، وأن الطائرة «تعرضت لضرر كبير، والجزء الأساسي من هيكلها انقسم إلى 3 أجزاء بقيت متصلة ببعضها بفضل أسلاك» كهربائية وغيرها.
ولم تكن الطائرة مزودة بصندوق أسود، وهو المتوافر في الطائرات التجارية لتسجيل بيانات الرحلة والتسجيلات الصوتية في قمرة القيادة.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».